زلزال يضرب سلاح الجو الإسرائيلي، وجنوده يشبّهون ما تمر به إسرائيل اليوم بالزمن “السابق لخراب الهيكل الثاني”
أعلن أكثر من ألف جندي في سلاح الجو الإسرائيلي، من مختلف الوحدات، اليوم الجمعة، وقف خدمتهم العسكرية في جيش الاحتياط في حال عدم وقف التشريعات التي تقودها الحكومة لـ”تقويض القضاء”، والتصويت يوم الاثنين، بالقراءتين الثانية والثالثة على قانون إلغاء حجة “المعقولية”.
ويشمل العدد جنوداً في منظومة التحكم ومشغلي طائرات بدون طيار والوحدات الخاصة في القوات الجوية، وغيرها من الوحدات.
وأفادت مواقع عبرية، بأنّ 1142 جندياً في جيش الاحتياط وقّعوا على رسالة ستسلّم، غداً السبت، إلى قائد سلاح الجو، وقائد هيئة أركان الجيش، يدعو فيه هؤلاء، الحكومة وأعضاء الكنيست، إلى إبداء المسؤولية والتوصّل إلى توافق واسع بشأن خطة التعديلات القضائية.
وشبّهت الرسالة ما تمر به إسرائيل اليوم بالزمن “السابق لخراب الهيكل الثاني”، مضيفة أنّ “واجبنا جميعاً منع خراب الهيكل الثالث. تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية وقف الانقسام والاستقطاب والصدع العميق الذي أصاب الشعب. إن الطابع اليهودي والديمقراطي لدولتنا عزيز على كل شعب إسرائيل، هذا هو العقد الموقّع من قبل جميع أجزاء الشعب في وثيقة الاستقلال. ويشكّل هذا الأساس جوهر التوافق في المجتمع الإسرائيلي، والذي على أساسه نخدم دولة إسرائيل بتفانٍ وتضحية في ظل حكومات (متعاقبة) من جميع ألوان الطيف السياسي”.
وأضاف الموقّعون في رسالتهم: “نتوجّه إلى القيادة المنتخبة للشعب بطلب وتوسّل: تحلّوا بالمسؤولية. توصّلوا إلى توافق واسع وعززوا ثقة جميع فئات الشعب في الجهاز القضائي وحافظوا على استقلاليته. التشريع الذي يؤثر على الطابع اليهودي أو الديمقراطي لدولة إسرائيل، يجب أن يتم من خلال الحوار وتوافق عام وواسع”.
ووقّع الـ 1142 جندياً على التالي: “إن التشريع الذي يسمح للحكومة بالتصرف بطريقة غير معقولة حد التطرّف، سيضر بأمن دولة إسرائيل، وسيؤدي إلى فقدان الثقة والمس بموافقتي على الاستمرار في المخاطرة بحياتي، وسيؤدي بأسف عميق دون أن يترك خياراً أمامي، لتوقفي عن التطوع في الاحتياط”.
وفي وقت سابق، توجّه أكثر من 400 ضابط وطيار حربي في قوات الاحتياط، إلى ضباطهم مباشرة، وأبلغوهم بتوقّفهم عن الخدمة.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية ما يحدث على مستوى الجيش بأنه “هزة أرضية”.
وقال المحلل العسكري للقناة 13، ألون بن دافيد: “زلزال في سلاح الجو الإسرائيلي، بسبب إعلان 1142 جندي وضابط التوقف عن التطوع في أداء الخدمة العسكرية ومن بينهم 513 طيار “خدمة فعالة” وهذا يعني أن سلاح الجو فقد جاهزيته للحرب”.
ونقل موقع “والا” تعقيب حزب الليكود، الذي وجه أصابع الاتهام بشأن ما يجري إلى رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، الذي شغل أيضاً منصب وزير الأمن وقائد هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأشد المعارضين لخطة التعديلات القضائية.
وقال الحزب: “الآن كُشف بالدليل ما عرفناه طيلة الوقت، إيهود باراك عمل لسنوات على التخطيط ووضع خطة تهدف إلى تدمير المجتمع الإسرائيلي من خلال عدم الامتثال للخدمة العسكرية، عصيان مدني وتحريض مجموعات في المجتمع الإسرائيلي بعضها ضد بعض، وكل ذلك من أجل العودة إلى منصب رئيس الحكومة الذي طرده منه مواطنو إسرائيل”.
ومساء أمس ، ألقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطاباً، دافع فيه عن قانون إلغاء حجة “المعقولية”، كما تطرق لإعلان مئات جنود الاحتياط عدم نيتهم الامتثال للخدمة العسكرية والتطوّع في الجيش بسبب القانون.
وقال نتنياهو في خطابه إنّ “الجيش هو الذي يخضع للدولة وليست الدولة التي تخضع للجيش”، وإن “اليد التي تقرر ليست تلك التي تحمل السلاح وإنما التي تُدخل البطاقة إلى صندوق الاقتراع”.
ودفع خطاب نتنياهو معارضي القانون للخروج في احتجاجات واسعة في عدة مناطق، الليلة الماضية، تخللتها مواجهات مع الشرطة واعتقالات.