كشفت إذاعة كان العبرية، صباح اليوم الإثنين، عن تفاصيل جديدة من الجلسة المغلقة التي عقدها لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، مؤخرًا، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وحين سئل نتنياهو عن موقف حكومته من السلطة الفلسطينية، قال، إن إسرائيل تستعد لمرحلة ما بعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وبين أن إسرائيل لا ترغب في انهيار وسقوط حكم السلطة الفلسطينية، بل تستعد لمساعدتها ماليًا واقتصاديًا وتعزيزها.
وأضاف نتنياهو: لا يمكن أن نسمح بانهيار السلطة الفلسطينية، ولدينا مصلحة في استمرار بالقيام بمهامها، فهي تقوم بذلك بدلًا عنا.
وردًا على سؤال حول إقامة دولة فلسطينية، أجاب بجملة واحدة فقط: “يجب قمع طموحهم بدولة مستقلة .. على إسرائيل أن تسد الطريق أمام هذا الطموح”.
وفي التفاصيل، عقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مستقبل السلطة الفلسطينية وفق تقرير، على خلفية المخاوف من تآكل سلطتها بعد انتهاء فترة الرئيس محمود عباس البالغ 87 عاما.
وقال في تصريحاته أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن، إن إسرائيل ليس لديها مصلحة في انهيار إدارة السلطة الفلسطينية بعد عباس وتعهد بدعمها، بحسب هيئة البث الرسمية- كان.
وتابع نتنياهو: “نحن بحاجة للسلطة الفلسطينية. لا يمكننا السماح لها بالانهيار. كما أننا لا نريدها أن تنهار. نحن مستعدون لمساعدتها ماليا”. وأضاف: “حيثما تنجح في العمل، فإنها تقوم بالمهمة بالنيابة عنا”.
كما قال رئيس الوزراء إن إسرائيل “تستعد لليوم التالي” بعد عباس الذي لم يمهد بعد الطريق لمن يخلفه. فيما يتعلق بتطلعات الفلسطينيين لدولة مستقلة، قال نتنياهو إنه “يجب قمع طموحهم في إقامة دولة”.
تأتي هذه التصريحات على خلفية التصعيد الذي تشهده الضفة الغربية وسط ضلوع الفلسطينيين بسلسلة من الهجمات المسلحة التي استهدفت مواطنين وجنود إسرائيليين في الأسابيع الأخيرة قوبلت بعمليات عسكرية انتقائية أحيانا وواسعة في بعض الأحيان أوقعت عددا من الفلسطينيين. كما سيطرت على المشهد العام الأعمال الانتقامية التي قام بها مستوطنون في قرية ترمسعيا وحوارة وأم صفا في الأيام القليلة الماضية.
ومما يعقد الوضع قرار الحكومة الإسرائيلية الذي أعلنت عنه الأسبوع الماضي بناء آلاف الوحدات في مستوطنات الضفة الغربية.
تجدر الإشارة إلى أن تصريح نتنياهو حول ‘قمع طموح الفلسطينيين في إقامة دولتهم’ لا يتجانس مع سياسة حليفه الأكبر الولايات المتحدة التي تقول بوجوب العمل على حل الدولتين الذي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وهي تصريحات تتكرر في الآونة الأخيرة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.
رد نبيل أبو ردينة
ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، “إن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار”.
جاء ذلك رداً على تصريحات نتنياهو التي قال فيها، “إن على إسرائيل قطع الطريق أمام تطلعات الفلسطينيين إلى دولة مستقلة لهم”.
وأضاف أبو ردينة: “إن الدولة الفلسطينية قائمة ومعترف بها من أكثر من 140 دولة، وهي بحاجة فقط إلى زوال الاحتلال لتجسيد استقلالها”.
وتابع: “إن الاحتلال واهم إذا ظن أن بإمكانه تكريس هذا الاحتلال عبر مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني، وتصعيد سياسة القتل والاستيطان وسرقة الأرض وغيرها من الأعمال العدوانية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية ومنها قرار 2334”.
وشدد أبو ردينة على أن تصريحات نتنياهو تُظهر للعالم حقيقة النوايا الإسرائيلية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي، وأنه لا يوجد شريك إسرائيلي يريد تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية.
وقال: “إن دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة وفي العديد من المؤسسات الدولية والأممية ونالت اعترافاً دولياً بذلك”.
ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية إلى التدخل ومحاسبة إسرائيل على أفعالها وأقوالها المخالفة للشرعية الدولية، وإجبارها على الالتزام بما أقرته الشرعية الدولية بحق الشعب الفلسطيني، بتجسيد إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الـ67، حتى تنعم المنطقة بالاستقرار والسلام.