الشهيد محمد صلاح يُذلّ نتنياهو ويرغمه على مهاتفة السيسي، بغية التنسيق والتطويق العاجل لحادث “السبت الدامي”

اجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تمحورت حول تطورات هجوم “السبت الدامي” الذي قُتل فيه ثلاثة من الجنود الإسرائيليين عند الحدود المصرية الإسرائيلية.

وقد أكد الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء نتنياهو على “أهمية التنسيق بشكل كامل لكشف جميع ملابسات حادث الحدود”.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، في بيان، أن “الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، مشيرا أن “الاتصال تناول حادث إطلاق النار الذي شهدته الحدود المصرية الإسرائيلية يوم السبت الماضي، والذي أدى إلى وفيات في أفراد تأمين الحدود”.

وأكد السيسي ونتنياهو، “اعتزامهما استمرار العمل والتنسيق في سياق العلاقات الثنائية، والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل والحفاظ على الاستقرار في المنطقة”، وفقا للبيان.

وكانت القناة الـ 12 الإسرائيلية، أفادت أمس الإثنين، بأن الجيش الإسرائيلي سلم الجيش المصري جثمان الجندي الذي أطلق النار على جنود إسرائيليين على الحدود بين البلدين وقتل ثلاثة منهم.

وذكرت أن “الجيش الإسرائيلي أعاد جثمان الجندي المصري إلى مصر في إطار تعامل البلدين المشترك مع الحادث”.

وأضافت القناة أن الخطوة جاءت انطلاقا من رغبة إسرائيل في الحفاظ على الثقة المصرية، رغم النتائج المأساوية للهجوم، إلى جانب عدم وجود سبب أمني يجعل إسرائيل تحتفظ بالجثة

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مؤخرا، مقتل “شرطي مصري” أطلق النار على قوة إسرائيلية قرب حدود البلدين ما أدى لمقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخر.

فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن “الحادث عند حدود مصر انتهى بنتائج وخيمة وأجريت تقييمًا للوضع مع رئيس الأركان ونحقق في ملابساته”.

بينما قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إن التحقيق الكامل قد يستغرق ما يصل إلى أسبوع، حيث أخذت تظهر تفاصيل جديدة عن الساعات التي سبقت الهجوم، والإخفاقات الأمنية التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود.

بحسب موقع “والا” الإسرائيلي، فقد كشف تحقيق الجيش الإسرائيلي أن صلاح ترك موقعه في الخامسة صباحًا، وسار لمسافة تزيد عن 3 أميال (5 كيلومترات) على مدار عدة ساعات بسبب وعورة التضاريس. على الرغم من تقدمه البطيء على طول الحدود، لم يتم رصده من قبل نقاط المراقبة.

وعندما وصل صلاح إلى الحدود المصرية الإسرائيلية، كان على ما يبدو قادرًا على اختراق الحدود من خلال ممرات الطوارئ التي تم تأمينها بالأصفاد والأربطة على نحو أقرب إلى الإهمال. من المحتمل أن يكون هذا الفشل الأمني موضع التركيز أثناء التحقيق.

وفي غضون دقائق، تمكن صلاح من العبور إلى الأراضي الإسرائيلية والاقتراب من نقطة الحراسة حيث تمركز بن نون وإيلوز، وتمكن من إطلاق النار عليهما دون أن يلمحه أحد. انسحب على الفور من المنطقة، وركض باتجاه الشرق لمسافة 1.8 ميل (3 كم) تقريبًا حيث أعد مخبأ يمكنه من خلاله مهاجمة المزيد من القوات الإسرائيلية إذا اقتربوا منه.

في الثامنة صباحا، وصل قائد الوحدة إلى نقطة الحراسة بعد أن فشل في التواصل مع الجنديين اللذين قتلا، وأبلغ عن الخسائر. تلقى قائد الفرقة التقرير وانطلق نحو مكان الحادث.

وقد حاولت القوات الصهيونية تعقب أثر المهاجم وسط التضاريس الصخرية، لكن لم يتم العثور على آثار مشبوهة، ولم يتم الكشف عن أي حركة في لقطات الفيديو المسجلة. أخيرًا، شوهد على بعد 1.5 ميل تقريبًا، على الرغم من أنه لم يكن واضحًا في هذه المرحلة ما إذا كان هو المهاجم نفسه.

وتوجه نائب قائد الكتيبة وستة جنود آخرون، بينهم الرقيب أول دهان، إلى المكان الذي شوهد فيه المشتبه به صلاح. وقد تم باستخدام طائرة بدون طيار، تحديد المشتبه به الذي كان يحمل سلاحًا، وعند هذه النقطة تقدمت القوة باتجاه المهاجم وأطلقت النار نحوه. ورد الأخير بإطلاق النار، فأصابت الرصاصة الأولى دهان الذي قتل على الفور. وأصيب جندي آخر بجروح طفيفة. وبعدها قامت القوات الأخرى بمحاصرة المهاجم وقتله.

ولم يتضح بعد بصورة نهائية ما إذا كان المشتبه به الذي تم تحييده هو الشخص الذي عبر الحدود وقتل أول جنديين، وما إذا كان يعمل بمفرده. ولهذا فقد أخذ متعقبو الجيش الإسرائيلي حذاء المشتبه به لفحصه، وتمكنوا من تحديد أن المشتبه به قد تسلل إلى الحدود دون أن يرافقه آخرون، وانه الشهيد محمد صلاح ابراهيم.

من المتوقع، في ختام التحقيق، أن يتم تخفيض رتبة القادة الصهاينة المسؤولين.

وقالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال قرر إرسال كتيبة من أحد ألوية “النخبة” لتعزيز قواته على الحدود مع مصر، بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين يوم السبت الماضي.

وذكرت قناة /12/ العبرية، أن جيش الاحتلال قرر نقل كتيبة من لواء النخبة “ناحال” لتحل محل جنود كتيبة “الفهد” على الحدود مع مصر.

وأشارت إلى أن الخطوة تأتي في إطار مساعدة كتيبة “الفهد” على إعادة التأهيل، بعد “الحادث” على الحدود.

ولفتت إلى أن أخصائيين اجتماعيين ونفسيين وقادة بالجيش سيتحدثون مع جنود كتيبة “الفهد” من أجل إعادة تأهيلهم لتمكينهم من العودة إلى نشاطهم العملياتي الكامل.

وأوضحت القناة أن فريق تفتيش عينه رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي سيناقش قضية طول فترة حراسة الجنود على الحدود، والتي تصل أحيانا إلى 12 ساعة متواصلة.

وقالت إن الفريق سيبحث تقصير ساعات الحراسة، باعتبار أن التركيز المطلوب للقيام بالمهمة لا يتوافق مع نوبات العمل الطويلة، لافتة إلى أن ذلك “قد يشير أيضا إلى نقص في القوى العاملة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى