فاز اردوغان بموقع الرئاسة التركية، ولكن المعارضة بزعامة كيليتشدار أثبتت جدارتها وحظيت بثقة ما يُقارب نصف الناخبين
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أنصاره في إسطنبول، اليوم الأحد، الفوز بولاية رئاسية جديدة بعد منافسة مع مرشح المعارضة كمال كيليشدار أوغلو في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التركية.
وقال أردوغان: “أتممنا الجولة الثانية من الانتخابات بالفوز، وأشكر كل من أوكل إلينا مهمة قيادة البلاد خمس سنوات إضافية”.
وأظهرت النتائج الأولية تقدم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية، بعد فرز 98.64% من الأصوات.
وأعلنت وكالة الأناضول الرسمية، أن أردوغان حصل على 52.09% من الأصوات مقابل 47.91% لمنافسه المعارض كمال كيليشدار أوغلو، ويحتفل الآن أنصار أردوغان في الشوارع بمدن تركية مختلفة.
وبهذه النتيجة، يفوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات.
وقد دُعي 60 مليونا و697 ألفا 843 ناخبا للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع بين الثامنة صباحا (06:00 ت.ج) والخامسة مساء (15:00 ت.ج)، وسط استقطاب سياسي حاد وغير مسبوق.
وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 83.99%.
وأردوغان (69 عاما) هو مرشح تحالف الجمهور وزعيم حزب العادلة والتنمية الحاكم منذ 2002، بينما كليتشدار أوغلو (74 عاما) مرشح تحالف الأمة المعارض وزعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في 1923.
وقال مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، للصحفيين بعد الإدلاء بصوته: “هذه الانتخابات جرت في ظل ظروف صعبة للغاية، وكان هناك كل أنواع القذف والتشهير… لكنني أثق في الفطرة السليمة للناس. ستأتي الديمقراطية، وستأتي الحرية، وسيتمكن الناس من التجول في الشوارع وانتقاد السياسيين بحرية”.
وهذه هي المرة الأولى التي تُجرى فيها جولة إعادة في انتخابات رئاسية بتركيا، وتأهل إليها أردوغان وكليتشدار أوغلو لأنهما أكثر مرشحين حصولا على الأصوات في الجولة الأولى، يوم 14 مايو/ أيار الجاري، والتي لم يجمع فيها أي مرشح أكثر من 50% بما يؤهله للفوز مباشرة.
وفي تلك الجولة حصد أردوغان 49.52% مقابل 44.88% لكليتشدار أوغلو، وبعدهما مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان (قومي) بـ5.17%، والذي أعلن دعمه لأردوغان قبل جولة الإعادة.
وفي 2017 أقر استفتاء تحرك أردوغان لتوسيع سلطات الرئاسة، ويحدد الرئيس في تركيا السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.
وبعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة، يأمل أردوغان في تمديد فترة حكمه لعقد ثالث كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة، العضو الشرق أوسطي الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 87.04%، وأربك تقدم أردوغان في تلك الجولة منظمي استطلاعات الرأي الذين وضعوا كليتشدار أوغلو في المقدمة في ظل انتقادات للحكومة، لاسيما على صعيد الأداء الاقتصادي وتأخر الاستجابة في الأيام الأولى من زلزال مدمر ضرب جنوبي البلاد في 6 فبراير/ شباط الثاني الماضي.
وعلى عكس نتائج الانتخابات الرئاسية، حافظ تحالف الجمهور، بزعامة حزب العدالة والتنمية الحاكم، على أغلبية برلمانية مريحة في 14 مايو/أيار الجاري، وتلاه تحالف الأمة المعارض بزعامة حزب الشعب الجمهوري.
ويرغب حزب العدالة والتنمية بشدة في فوز أردوغان، وإلا ستحكم تركيا سلطة برأسين، ما ينذر بصراع بين البرلمان والرئاسة يهدد الاستقرار السياسي.
ويعتبر مراقبون تلك الانتخابات الأهم في تاريخ الجمهورية التركية، وربما تمثل نقطة تحول للبلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي في ظل تحديدات عديدة.