تمهيداً للتطبيع مع العدو.. السعودية تستبدل المواد المدرسية المعادية للصهيونية بالترويج لـ “التسامح والسلام”

 

“تمت إزالة جميع المواد المعادية للسامية التي تم تحديدها سابقًا في كتب التدريس بالسعودية، في إشارة الى اتجاهها الواضح نحو الاعتدال فيما يتعلق بإسرائيل”.

أدخلت المملكة العربية السعودية تغييرات كبيرة على كتبها المدرسية من رياض الأطفال وحتى التعليم الثانوي، شملت إزالة معظم المواد المعادية للصهيونية وما يسمى بالسامية، وذلك في خطوة تؤشر الى رغبة السلطات السعودية في تعزيز ثقافة السلام والتسامح مع اليهود المحتلين.

معهد رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، وهو هيئة رقابة دولية تحلل المناهج الدراسية في جميع أنحاء العالم من خلال معيار اليونسكو، قام بفحص 301 كتاب سعودي، بما في ذلك 80 كتابًا للعام الدراسي الحالي.

وقال ماركوس شيف، الرئيس التنفيذي لشركة IMPACT-se : “عمليًا تمت إزالة جميع المواد المعادية للسامية التي تم تحديدها سابقًا في كتب التدريس بالسعودية”، مشيرا إلى أن ذلك يدل على “الاتجاه الواضح للاعتدال فيما يتعلق بإسرائيل”.

“في حين أن الإصلاحات المتعلقة بالكتب المدرسية مهمة ككل، فإن الكتب المدرسية في المملكة العربية السعودية لها أهمية خاصة”، أكد شيف، وخلص إلى أن “الفضل يعود إلى الحكومة السعودية لدورها في إزالة المحتوى المنهجي والمتعدد السنوات لكراهية اليهود”.

تمت إزالة فصول كاملة، بحيث لم يعد بالإمكان العثور على جميع النصوص التي تتسم بمعاداة السامية، وظلت “مجرد أمثلة سلبية قليلة”، وحتى أن “جميع” المواد المتعلقة بالجهاد العنيف أزيلت. وذكر التقرير أن “معظم الأمثلة المتبقية على العداء لإسرائيل موجودة في كتاب واحد للدراسات الاجتماعية”.

كما تم استبدال المحتوى القديم المعادي لليهود بمضامين تروّج للسلام والتسامح، فضلا عن توجيه الانتقاد للأيديولوجيات التابعة لمنظمات معادية والمشبعة بالكراهية كمنظمة حزب الله المدعومة من إيران. وأثنى التقرير أيضًا على “التحسن الكبير في القضايا الجنسانية” وإزالة “الكثير من المحتوى الذي يروج لرهاب المثليين”.

ومع ذلك، ففي حين تم تخفيف الصور السلبية للكفار، بقيت أمثلة “إشكالية”، مثل كتاب مدرسي للصف الأول يعلّم أن “أي دين آخر [غير الإسلام] باطل”، ويصف آخر الملحدين بأنهم “أرواح استولى عليها الشيطان”.

التغيير يشمل مصر أيضا، فقد وجد تقرير يرصد نظام التعليم المصري تحسينات كبيرة في المواقف تجاه اليهود واليهودية في الكتب المدرسية المنشورة حديثًا. وهو تغيير في الاتجاه في مصر التي عرفت ترديا بالعلاقات مع اليهود لأسباب سياسية، ولم تشفع كثيرا اتفاقية السلام التي بادر إلى إبرامها أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بيني بيغن عام 1978.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى