تحيرني المواقف العربية والاردنية بشكل خاص من الكيان الصهيوني المجرم ، فقد اعتدنا منذ انشاء هذا السرطان في قلب امتنا العربية فلسطين ،وسياسته العدوانية على امتنا العربية لم تتغير منذ احتلال فلسطين التاريخية، منذ النكبة العربية الكبرى والنكسة بعد ذلك، ولو ازاحت الانظمة الناطقة بالعربية النظارة الامريكية عن عينوها لرأت السياسة البشعة لامريكا، وايقنت انها الجزء الاخر والاكبر من الكيان الصهيوني العنصري، وان قوتة ودوره التخريبي لصالح مشغلية في الغرب وامريكا بشكل خاص .
وكان المفروض في هذه الانظمة الناطقة بالعربية اخذ موقف الرفض المقاوم لهذا السرطان لا ان تشجع عدوانه ونازيته المستمرة في فلسطين وعلى سوريا ولبنان ، وكان له الدور الفصل في احتلال العراق وتدميره ولكن الدور من خلف الكواليس، واعترف به جورج الصغير بوش حيث اعلن للتلفزيون المكسيكي بأن كل حروب الولايات المتحدة في الشرق الاوسط كانت لصالح الكيان الصهيوني الذي اسماه باسرائيل الموثوقة .
وللأسف بدلاً من مقاطعة الكيان الصهيوني بشكل كامل وخنقة اقتصاديا، نجد الانظمة العربية ومنها الاردن تبحث له عن مخرج في كل ازماته وليس آخرها لقاء الغرام بالعقبة .
ولو اخذنا لقاء العقبة الاخير لاستنتجنا انه جاء لاجل مد حبل النجاة لانقاذ نظام الارهاب واقصى التطرف الصهيوني برئاسة الكذاب الفاسد باعتراف قضاءهم نتياهو ومد حبل النجاة اليه مع المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات داخل فلسطين التاريخية من قطعان الصهاينة ضد هذا الكذاب وسلطته .
ولكن للاسف لقاء العقبه جاء لاعطائه حبل النجاة ؛ حتى لا يسقط صهيونيا ، وثم العودة لمواصلة جرائمه، ومع ذلك ، ماذا كان رده على لقاء العقبه؟ حيث صرح بملء الفم انة لن يوقف بناء المستوطنات، بل سيسعى لتغذيتها بالمزيد منها ، وعلى الطرف الاخر دعا وزير ماليته لازالة قرية حواره في نابلس من الوجود، الامر الذي استهجنته حتى الولايات المتحدة وتابعها الاتحاد الاوروبي .
فماذا قدم لقاء العقبة غير الذي قدمته الهدنه عام 1948م، وهو اعطاء الكيان وقادته المزيد من الوقت لممارسة القتل والاجرام والتهجير والتنكيل .
وبنظرة موضوعية على تاريخ صراعنا مع هذا الكيان المجرم ومن خلفه من قوى الشر والارهاب العالمي نلاحظ كلما مارست الانظمة الناطقة بالعربية الهرولة خلف احلام السلام ، كلما زاد العدو توحشا وعنفا وارهابا .
وفي محادثات 101 بعد حرب اكتوبر عام 1973م المغدورة عندما اعلن انور الساداتي استسلامة الكامل، واعلن ان اكتوبر ستكون اخر الحروب، كان الرد الصهيوني وصول اقصى يمين التطرف الصهيوني برئاسة مناحيم بيغن الذي اقام السلام مع الساداتي بشروطة ومفهومة للسلام بحيث عادت سيناء مقسمة لثلاث اجزاء وممنوع دخول الجيش المصري اليها الا بموافقة صهيونية ، وهو ما تم بكل اسف.
وقد سبق لمصر ان رفضت بقياده عبدالناصر عوده سيناء كاملة مقابل السلام، واعلن الزعيم الخالد ان عوده سيناء لامعنى لها بدون عوده جميع الاراضي العربية وعوده النازحين واللاجئين .
وتدور حركه التاريخ لنصل الى اوسلو ووادي عربة، وبعد كل سقوط في الاوهام يزداد عنف العدو الصهيوني وعنصريتة ونازيتة اكثر .
واسأل ماذا يفيد التاكيد على الوصاية على المقدسات ؟ وهي تحت الاحتلال وبارادتة .
وماذا جنت الانظمة العربية التي سارت على طريق كامب ديفيد؟
وماذا استفادت مصر ذاتها صاحبة الكامب الاول ؛ الا فقدان الوزن السياسي والدور وزيادة الاعباء والمديونية، ولغه الارقام وحدها لدى الاقتصاديين تتحدث اين كانت كل الدول التي سارت على درب السلام المزعوم، وكيف اصبحت بعد ذلك .
ولذلك كل اللقاءات لبحث امور التسوية مع العدو واخراجة من ازمته وآخرها لقاء الغرام بالعقبة ؛ ما هي الا منح العدو الصهيوني حبل النجاة الذي سيخنق به الجميع حتى من يلهثون خلفه، اذا لم يصحوا “اهل الكهف” ويعلموا ان الافعى تبدل جلدها ولكنها لا تغير طباعها .