ثوانٍ فاصلة بين عام ١٩٨٣م ونقيضه ٢٠٢٣ م، لم تتغير الأرقام فقط ، بل تجلى الشموخ والفخر في أبهى صوره ، بعد أن قضى الفلسطينى كريم يونس وابن عمه الثائر ماهر يونس ٤٠ عاماً خلف قضبان الأسر الإسرائيلي ، ولكن هل اختلف لديهما عنفوان الماضى مع الحاضر؟؟؟ !!!!!
الإجابة كانت صادمة للمحتل وللإعلام العربي والعبري معاً ، التصريحات الأولى لكل منهما ( كريم وماهر يونس ) رهيبة ومرهبة ، صارمة ومرعبة ، عجيبة ومدهشة ، عبارات نادرة و غير متوقعة …..
كريم يونس ورفيق دربه ماهر يونس لم تهزمهما سنوات الأسر ،و لن يتسلسل الندم لهما يوماً ، فالدرب واحد ماضون فيه بلا رجعة ، وما تغير فيهما سِوى لون الشعر وكثافته ، وما الشعر الأبيض الا وقار لصاحبه ، وكما أخبرنا نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام (من شاب شيبة فى الاسلام كانت له نوراً يوم القيامة ) فما بالك من شاب شيبة للدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين فلسطين وقضى فى الأسر عقوداً وسنين ، فعن أى نورٍ ونورٍ نتحدث في الدنيا ويوم الدين ……
لم يكن يوم ٥ / يناير / ٢٠٢٣م يوما عاديا في مسيرة جنرال الصبر كريم يونس ، وكذلك لم تشبه ليلة الخميس ١٩/ يناير ٢٠٢٣ م لعملاق التحدي ماهر يونس و ما قبلها من ليالٍ مظلمة داخل زنازين الإحتلال الفاشي ، فقد تغير كل شئ واختلف الزمكان لكريم وماهر يونس .
الزمكان لكليهما بأبعاده الثلاثة: الطول والعرض والارتفاع ، مضافاً اليها البعد الرابع والمهم والأهم الا وهو الزمن ، قد اختلف، فمنذ أربعة عقود قبع كريم وماهر داخل زنازين مظلمة بلا تهوية أو انارة بل الرطوبة العالية وظروف حياتية قاسية وجبارة ، زنزانة طولها ١٨٠ سم وعرضها ٢٧٠سم ، قبور ولكن للأحياء فقط بصريح العبارة !!!!!
عمالقة الصبر لم يَروا السماء منذ أربعين عاما ، ولم يلمسوا بريق الشمس ، ولا حتى حبات المطر ، لم تتمتع أنظارهم خلالها برؤية الشجر والوان الورد والزهر كباقي البشر …
جنرالات الصمود ، اشتاقوا للفصول الأربعة ، للصيف وأمواج البحر والنجوم ،للربيع وزهر الحَّنون ، للشتاء ونار الكانون ، للخريف وموسم الزيتون .
الفضاء الرباعى الذى اخترعه الإحتلال لكريم وماهر يونس انتهى بلا عودة، فلا عاد الزمن هو الزمن ولا المكان هو المكان ، فمن زمن الأسر الى زمن الحرية ومن فضاء المعتقل الى مروج الوطن البهية ……
فأهلا وسهلا بكما في الفضاء الجديد فضاء الوطن والحرية ، فضاء التكنولوجيا وشبكات التواصل العصرية ، فضاء الأجيال الحالية ، فضاء نور الشمس ولعبة كرة القدم ساعات الصباح الثرية ، ومناقيش الزعتر و فرن الطين ونكهة الماضى الجميل والأم الفلسطينية ……
الى الجبال الشامخة كريم وماهر يونس :-
ومن غزة الأبية نرسل لكما أربعين الف تحية معطرة برائحة النرجس والياسمين الزكية، فأنتما من احببتما فلسطين وعشقتكما فلسطين عشقاً سرمدياً ، دمتما فخراً لها ولنا ورمزاً للقضية .
ولأهالي بلدة عارة الثورية أبناء الأرض المحتلة نبرق بأجمل التهانى والتبريكات بمناسبة الإفراج عن كريم وماهر يونس ونيل الحرية …..

١٥ ينــاير ١٩١٨.. حين تكبر الأيـــام بإحتضــان مولــد الرجــال الكبـــار
تكبر الأيام التي تحتضن مولد الرجال الكبار، ويعلو شأنها وتُفاخر بتميزها، وتُباهي بحسن حظها وطا... إقرأ المقال