رغدة ونجوى فؤاد تشكوان عدر الزمان والتقدم في السن
“كبرت في السن ورصيدي في البنك صفر».. هكذا تحدثت الراقصة الشهيرة نجوى فؤاد، التي كانت تجلس على عرش الرقص الشرقي،. ذلك لان طبيعتها أنها لا تعرف اللف والدوران، بل يتهمونها بأنها صريحة أكثر من اللازم، ولذلك يصدقها الجميع حينما تقول رأيها في أي شيء.
لقد ورثت نجوى فؤاد عن عميدة الرقص الشرقي، تحية كاريوكا الصدق والتبذير، وكانت النتيجة أن رصيدها في البنك أصبح صفرا، رغم أنها كانت تقبض كل ليلة مائة جنيه مصري في ذلك الزمان، بخلاف إيراداتها من السينما والتلفزيون والحفلات العامة.
وقالت نجوى فؤاد، أو “جمرة النار” كما يسميها الجمهور في لبنان: «صدقوني إن الراقصة تذبل في سن الخامسة والثلاثين، ومهما حاولت المحافظة على جسدها ورشاقتها فإن حيوية الشباب الدافقة تتلاشى منها».
كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، حيث قالت: «لم اعد قادرة على الحركة السريعة التي يستلزمها الرقص الشرقي، وبالتالي فقد اتعرض لسخرية الجمهور وتحكم علي بالموت البطيء، وأنا أفضل أن أعيش خمس سنوات في القمة على أن انحدر باقي العمر إلى السفح».
تنحدر نجوى فؤاد من أب إسكندراني وأم فلسطينية, لكن الأب انفصل عن أمها بالطلاق, وكانت أمها تعارض بشدة فكرة تعرضها لجراحة في العين من أجل احتراف الرقص، وقد بكت امها أمامها وجثت على قدميها وقبلت يديها حتى تعدل عن هذا الفكرة الجهنمية, ولكن الفتاة الطموح أصرت على دخول المستشفي والاستسلام لجراح العيون.
وخرجت نجوى فؤاد من المستشفى ولم يمر سوى ثلاثة أشهر، لتنطلق بسرعة الصاروخ لتتواجد برقصاتها ضمن معظم الأفلام في ذلك الوقت، وترقص خلال حفل افتتاح فندق هيلتون في القاهرة.
رغدة: نعم كبرنا.. لكل مرحلة من العمر خصوصيتها
ومن جانبها، نشرت الفنانة السورية رغدة صورة لها، على صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”، متحدثة عن التقدم فى العمر، قائلة: “نعم كبرنا لكننا لسنا أحصنة، نعم كبرنا كما ستكبرون يومًا لكننا لم ولن تكن ظهورنا مباحة للجلادين”.
وأضافت: “نضجنا بما يكفى لنستبدل احتياجاتنا السابقة بعافية وستر واستغناء عن تفاصيل زمن قبيح، كبرنا واتسعت بصيرتنا ما يكفيها شرور الآخرين فابتعدت عنهم، وأغلقت منافذ احتمالها لمهاترات لا تسمن العقل ولا تغنى الروح إلا بوجع”.
وتابعت: “نعم كبرنا للحد الذى لا يعنى فيه هذا الأمر سوى أولادنا، للحد الذى بتنا نجيد فيه قراءة النفوس المحيطة بنا دون لعثمة، للحد الذى نعتز بأنواتنا ونمتن لها على ما احتملته فوق طاقتها عبر رحلة طويلة وشاقة”.
واستطرد: “كبرنا ونحن على يقين أن لكل مرحلة من العمر نسقها وخصوصيتها فلا عمليات التجميل ولا تلك الأزياء المبهرة، ولا تلك الخفة الممعنة فى إخفاء أنفاسنا قادرة على تزييف الواقع”.
واختتمت رغدة قائلة: “نعم كبرنا ولكن بتنا وباتت مشاعرنا شفافة وحساسة إلى حد التمزق إن لامست نفحة لاذعة أو تشف أو تلذذ، حتى لو عرفنا أنها من نفوس سادية، فاتقوا الله ومن بعده يومًا قد تدركون فيه معنى ما كتبته”.