إسطنبول – الاحوال
فيما يتصاعد غضب المعارضة في تركيا، خاطب رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، بقوله: “بصفتك رئيسًا لهذا البلد، كيف يمكنك إهانة مواطنيك؟ أنت تفتقر للياقة والأدب، إنّ أساس إيماننا هو اللطف والرقي”.
وكان أردوغان قد ألقى عبارات غير مسبوقة في خطابه الأخير في البرلمان التركي، وذلك خلال حديثه عن متظاهري حديقة غيزي، بقوله “لقد وسخوا المسجد.. إنهم فاسدون، وإنهن عاهرات”.
وقد رفع حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، شكوى جنائية ضد التصريحات المهينة التي أدلى بها أردوغان الذي جدّد قوله: “لقد قام هؤلاء الإرهابيون والبلطجية بتلويث المسجد من الداخل بزجاجات الجعة.. هؤلاء فاسدون، وتلكم عاهرات”.
واعتبرت أحزاب المعارضة في البلاد، بأنّ الرئيس التركي ارتكب جريمتي “إهانة الشعب”، و”التحريض على الكراهية والعداء”، وذلك في شكوى جنائية تمّ تقديمها إلى مكتب المدعي العام.
وجاء في الدعوى “إلى ملايين الأشخاص الذين تحركوا سلميا من أجل شرف واستقلال وطبيعة وأشجار البلاد، المشتبه به رجب طيب أردوغان؛ أهان العمال والنساء والرجال والشباب وكبار السن والأطفال، باختصار، كل شعبنا أصابته افتراءات المذكور”. ولهذا السبب ونيابة عن الملايين الذين لا يقبلون هذه الإهانات ولا يؤمنون بهذه الأكاذيب، نقول “هذه مجرد بداية، استمروا في النضال.. ونُعلن عن هذه الشكوى الجنائية.”
وطالب محامو حزب الشعب الجمهوري في الالتماس بإجراء تحقيق ثم اتخاذ إجراء علني ضد أردوغان.
وقالوا: “لقد كان يومًا مُخزًيا لتاريخ بلدنا. فقد أهان رجب طيب أردوغان ملايين الأشخاص الذين شاركوا في احتجاج غيزي بارك، وهو أحد أكثر الأعمال عدلاً وشرعية في تاريخ بلادنا، بعبارات (إرهابيين، قطاع طرق، فاسدون وفاسقون”.
وأضافوا “لكل هذه الأسباب، بدأ أعضاء حزبنا وإدرائه في جميع المحافظات في رفع شكاوى جنائية بشأن أردوغان بجرائم “إهانة الناس” و “تحريضهم على الكراهية والعداء”.
وقد خاطب المحامون الشعب التركي بقولهم “أعزاءنا، لدينا أيضًا طلب منكم. لا تقبلوا هذه الإهانات لنفسكم. أنتم أيضًا، احصلوا على نسخة من الشكوى الجنائية التي قدمناها واذهبوا إلى مكتب المدعي العام في مقاطعاتكم وقدموا شكوى جنائية ضد المشتبه فيه طيب أردوغان “.
كما رفع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو دعوى تعويض بخمسة قروش ضد الرئيس أردوغان، بسبب التصريحات الأخيرة ضد متظاهري جيزي.
وشارك محامي كيليجدار أوغلو، جلال جيليك، ما يلي على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي: “أسلوب الإهانة والخداع والاستبداد مستمر، قدمنا مرة أخرى دعوى قضائية ضد أردوغان، الذي تجرأ على استخدام الكلمات المهينة ضد شعبنا”.
يُذكر أن أي شخص معارض لأردوغان هو مرشح للاعتقال بإحدى التهم التي يتم إلصاقها به، خاصة تهمة إهانة الرئيس التي باتت أكثرهاً شيوعاً، بالإضافة إلى الاتهام بالإرهاب، أو مناصرة وتأييد من تصفهم الحكومة بالإرهابيين، أو التواصل معهم بطريقة ما.
ومنذ انتخاب أردوغان رئيسا للجمهورية، تزايدت الملاحقات بسبب “الشتائم” الموجهة إلى صفة رئيس الدولة في تركيا، وقد استهدفت الصحافيين والمغنين والفنانيين والسياسيين والأفراد العاديين على حدّ سواء، وحتى المُراهقين، حيث تمّ تنفيذ الآلاف من الإجراءات القضائية في هذا الصدد.