واشنطن – خصص الملياردير الأميركي اليهودي دانيال لوب، وهو من أنصار منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ويعتبر من أسخي مانحيه، أموالًا طائلة، تتجاوز الملايين من الدولارات من أجل هزيمة النائبة الأميركية الفلسطينية رشيدة طليب.
وقد أطلق لوب لجنة خاصة مهمتها هزيمة طليب في الانتخابات التمهيدية المقبلة في ولاية ميتشيغان، المنطقة النيابية 13، المقررة يوم 2 آب 2022، كي لا تحصل على ترشيح الحزب الديمقراطي، وخوض الانتخابات النصفية باسم الحزب يوم 8 تشرين الثاني 2022، ولقب لجنته باسم لجنة التمكين الحضري Urban Empowerment Action PAC، بهدف دعم منافسة النائبة طليب، جانيس وينفري في سباق منطقة منطقة ديترويت.
وتعتبر جهود اللوبي الإسرائيلي التي يمولها لوب، المحاولة الأخيرة للإطاحة بالنائبة الديمقراطية طليب، التي تعتبر من أكثر أعضاء مجلس النواب تقدمية في الانتخابات التمهيدية المقبلة في ميتشيغان، وهي أحدث جهد مالي كبير لهزيمة المشرعة الفلسطينية الأصل، والتي تعتبر أكبر ناقد للاحتلال الإسرائيلي.
وتقول اللجنة الجديدة التي سيدعمها وينظم مسارها أحد الأفراد الذين عملوا مع الرئيس السابق أوباما، وينظر إليه كتقدمي، واسمه باكري يليرز Bakari Sellers، أن اللجنة ستنفق ما يزيد على مليون دولار لدعم أحد المرشحين الذين يحاولون إزاحة النائبة التقدمية رشيدة طليب.
وتتمثل المهمة المعلنة للمجموعة ، Urban Empowerment Action PAC، في دعم المرشحين “المكرسين للتمكين التعليمي والارتقاء الاقتصادي لمجتمعات السود”، وفقًا لإصدار تم مشاركته لأول مرة مع برنامج إعادة البث لمجلة بوليتكو OLITICO’s أن دعمها لجانيس وينفري ، وهي كاتبة مدينة ديترويت، يهدف إلى تعزيز “حملتها لاستعادة البنية التحتية وتحسين الفرص التعليمية في المنطقة ودعم أجندة بايدن هاريس في العاصمة”.
وتتكون المجموعة وفق إدعائها من “ائتلاف من رجال الأعمال السود واليهود”.
وكانت طليب واضحة تمامًا في نقدها الحاد لإسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين تحت الاحتلال، وقدمت الأسبوع الماضي مشروع قرار في مجلس النواب للاعتراف بالنكبة الفلسطينية، التي نسببت بالتهجير القسري للفلسطينيين من بلادهم من أجل قيام دولة إسرائيل.
وتعتبر طليب، إحدى أكثر أعضاء التجمع الديمقراطي في مجلس النواب ليبرالية وصراحة، ومن أشد المنتقدين للرئيس جو بايدن، حيث قدمت دحضها لخطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه في آذار، كما أنها صوتت بـ “لا” على مشروع قانون البنية التحتية من الحزبين الذي قدمه بايدن والذي تم توقيعه ليصبح قانونًا في نهاية العام الماضي، وذلك بسبب ضعفه وتراجعه أمام اليمين.
وقالت النائبة طليب التي أمضت فترتين حتى الآن في الكونجرس، وتستعد لخوض معركتها الانتخابية لدورة ثالثة، إنها صوتت ضده لأن الديمقراطيين كانوا ينكثون بوعدهم بتمرير هذا التشريع جنبًا إلى جنب مع المناخ الموسع وقانون الإنفاق الاجتماعي، والذي يشار إليه عادة باسم إعادة البناء بشكل أفضل.
وقالت إنه من خلال الفصل بين الاثنين، فقد التقدميون نفوذهم، وحتى الآن، لا يزال برنامج بايدن المعروف باسم “أعيد البناء بشكل أفضل ( Build Back Better ) متوقفًا.
ويدعي باكري، وهو محلل التلفزيوني ونائب سابق لولاية ساوث كارولينا، وبجمع الأموال لصالح اللجنة، إنه “يريد أن يرى حجم التجمع الأسود في الكونجرس يتزايد في الكونجرس القادم ويشرح تأييد لجنة اللوبي الإسرائيلي لانتحاب وينفري بالقول “نأمل أن يكون لدينا مرشح لا يحتوي على مصادر تشتيت مختلفة”.
وينفري أميركية سوداء، بينما طليب فلسطينية أميركية.
بدوره دعا دينزل مكامبل المتحدث باسم حملة إعادة انتخاب طليب، وينفري إلى التنصل من إنفاق الجنوني.
ويستخدم اللوبي الإسرائيلي وسائل ملتوية لهزيمة طليب مثل بث مخاوف من أن ديترويت، أكبر مدينة في البلاد ذات غالبية من السود، قد لا يكون لها ممثل واحد من السود في الكونجرس المقبل مع تقاعد النائبة بريندا لورانس.
وقد يقطع الدعم شوطًا طويلاً بالنسبة إلى وينفري، التي ستواجه طليب في الانتخابات التمهيدية في 2 آب في ميتشيغان (المنطقة النيابية الثالثة عشر) المعاد رسمها، والتي تضم أجزاء من ديترويت، بالإضافة إلى المناطق الأكثر تحفظًا في ليفونيا ومدينة ديربورن، والتي تضم أكبر عدد من السكان الأميركيين العرب في البلاد.
وجمعت وينفري، التي دخلت السباق في شهر شباط الماضي بفعل تشجيع اللوبي الإسرائيلي، ما يزيد قليلاً عن 236 ألف دولار وكان لديها ما يزيد قليلاً عن 220 ألف دولار نقدًا، وفقًا لسجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية الأخيرة.
هذه الأرقام تتضاءل أمام صندوق انتخاب طليب، التي جمعت أكثر من 2.3 مليون دولار ولا يزال لديها 1.6 مليون دولار نقدًا في متناول اليد.
وهذه ليست المرة الأولى الذي تنفق فيه قادة مؤسسات ومنظمات اللوبي اليهودي ملايين الدولارات لهزيمة طليب، فقد حاولوا الشيء ذاته عام 2018، عندما انتخبت طليب في المرة الأولى، كما حاولوا فعل ذلك في انتخابات 2020.. لعنهم الله.