أثار قرار مجلس الأمن الدولي برفع قيود السفر عن عائلة القذافي، بعد حصولهم على اللجوء السياسي؛ مزيدا من التساؤلات عن دلالة الخطوة وهدفها، وما إذا كان أتباع القذافي سيستغلونها في الترويج ودعم مرشحهم لرئاسة ليبيا، سيف الإسلام.
وأصدر مجلس الأمن قرارا بإلغاء قيود السفر على زوجة القذافي السابقة صفية فركش، وابنته عائشة، وأخيها محمد، بعد أن حصلوا من قبل على حق اللجوء السياسي في سلطنة عمان، لكن القرار حدد المدة بـ6 أشهر، واعتبرها جاءت لأسباب إنسانية”.
وفي أول تعليق على القرار، وصفت عائلة القذافي، في بيان صادر عنها، استمرار تعقب أفرادها بالإجراءات الظالمة، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة التحلي بأخلاق ومبادئ العدالة الإنسانية، وأن استمرار منعهم من السفر أو رفع القيوم بمدة محددة يؤكد حالة الإفلاس الأخلاقي والقيمي الذي وصل إليه المجتمع الدولي ومؤسساته” .
وذكر بيان العائلة، الذي نشر على صفحتهم الرسمية، أن “مجلس الأمن ارتأى المضي في استمرار فرض هذه الإجراءات الظالمة، غاضا الطرف عن جرائم “المليشيات الإرهابية” وقادة الحروب، وما آلت إليه الأوضاع الكارثية في ليبيا”، وفق مزاعمهم.
“دور سيف القذافي”
من جهته، قال رئيس حزب حراك “الرايات البيضاء للسلام”، احميد بومنيار القذافي، إن “المجتمع الدولي ما زال يتعامل بظلم وهمجية مع أسرة الزعيم الراحل، معمر القذافي، رغم أنها عائلة عربية بريئة من التهم، وهم مسالمون، ولها الحق في التنقل والحركة دون قيود ظالمة”، على حد قوله.
وأوضح في حديث صحفي أن “المنع من التنقل والحركة دون قيود ظالمة يتنافى مع حقوق الإنسان، ويدخل تحت إطار قمع الحريات التي ينادى بها الغرب والمجتمع الدولي”، بحسب حديثه.
وبخصوص استثمار سيف القذافي لهذا القرار في التسويق له ودعمه في انتخابات الرئاسة، قال بومنيار، وهو مقرب من عائلة القذافي: “المرشح الرئاسي سيف الإسلام مواطن ليبي يحظى بكامل حقوقه المدنية، وله قاعدة شعبية وتأثير على شرائح مختلفة في ليبيا، بل ووجوده في المشهد سيساهم بشكل كبير في عملية الاستقرار؛ لما له من ثقل شعبي”.
وأضاف: “بل سيلعب سيف دورا هاما في عملية المصالحة الوطنية وعملية التوافق السياسي بين القوى السياسية المتناحرة، كون زمن إقصاء أنصار القذافي من المشهد قد ولى، وهم الآن الرقم الصعب في المعادلة السياسية الليبية. أما بخصوص التواصل مع الغرب، فكل الخطوط مفتوحة؛ لحرصنا على تحسين الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في بلادنا”، كما رأى وصرح.
ومن جانبه، قال الصحفي من الجنوب الليبي (مكان اقامة سيف حاليا)، موسى تيهو ساي، إن “الخطوة لن تؤثر على المشهد السياسي عامة، ولن تضيف لأتباع النظام السابق أي جديد، وكون القرار له بعد إنساني -كما يقول مجلس الأمن- فمن الصعب استغلال ذلك سياسيا، خاصة من قبل سيف الإسلام”.
وأضاف: “من شملهم القرار الدولي هم زوجة القذافي وابنته عائشة وابنه محمد، والثلاثة ليس لهم نشاط كبير في المجال السياسي. أما ما يتعلق باستغلال سيف لهذا القرار في الانفتاح على العالم، فلا أعتقد أنه يحتاجه أو يستفيد منه، فالمراقب للمشهد يعرف أن نجل القذافي لديه شبكة علاقات عامة كبيرة تمكنه من الوصول إلى أي جهة دولية بشكل سلس، ودون الحاجة لاستخدام العائلة” .