في ذكرى وفاته.. نزار قبانى يضع منزله في دمشق بتصرف شادية
صادف اليوم السبت الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل الشاعر السوري الكبير نزار قبانى، إذ رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم 30 أبريل من عام 1998، عن عمر ناهز 75 عاما، تاركا خلفه مئات القصائد البديعة التي تمثل أيقونات رومانسية عربية، ضمها عدد كبير من الدواوين الشعرية.
وقد كان الشاعر الكبير نزار قبانى عاشقا كبيرًا للسينما المصرية، وكانت تربطه علاقات صداقة بعدد كبير من نجومها، بينهم الفنانة الكبيرة شادية، التي تنازل لها عن بيته من أجل تصوير فيلمها “وادى الذكريات” ورفض بالمطلق تقاضى أية مبالغ مالية مقابل ذلك.
“وادي الذكريات” فيلم تم إنتاجه 1981، من إخراج هنري بركات، وبطولة شادية ومحمود عبد العزيز، وحياة قنديل، ومحمود قابيل، وعماد حمدى، وليلى فوزى، وهو قصة ميشيل صوايا، وسيناريو وحوار يوسف السباعى.
تعود الحكاية هذا الفيلم إلى نهاية السبعينات، وبالتحديد عام 1977، حيث كانت دلوعة السينما تستعد لبطولة فيلم “وادى الذكريات”، وبدأت تصوير بعض المشاهد فى الفيلم، لكن توقف التصوير فترة طويلة نظرا لموت منتج الفيلم، رمسيس نجيب، ولكن بعد مرور عام أو أكثر تحمس أولاد رمسيس نجيب “مراد وأمير وأنور” لاستكمال تصوير فيلم “وادى الذكريات”.
وبالفعل بدأ المخرج بركات جلسات عمل مع شادية وفريق العمل، وكان الفيلم يتطلب التصوير فى سوريا وتحديدا في مكان هادئ أقرب إلى الريف، وبالفعل سافر المنتج مراد رمسيس، وأبطال العمل شادية ومحمود قابيل، وحياة قنديل، ومحمود عبدالعزيز إلى سوريا، وبعد بحث طويل عثر مراد على بيت رائع أقرب إلى الفيلا، يصلح للمهمة، وعندما سأل عن صاحبه وكيفية تأجيره، علم من الرجل الذى يقيم فى البيت ويعمل كحارس، أن المنزل مملوك للشاعر الكبير نزار قبانى، وهو لا يؤجر منزله للعاملين فى السينما، وهكذا توقف التصوير مجددا.
وبعد أيام من التوقف واستعداد أبطال العمل للعودة إلى مصر، والبحث عن مكان آخر، حتى يعثر المنتج على منزل يصلح للتمثيل، جاء حارس منزل نزار قبانى مسرعا إلى المنتج مراد رمسيس، وقال له: “إن الشاعر الكبير كان يتصل به بالمصادفة من لندن أمس ليطمئن على المنزل، فاخبره بالعرض المادى المغرى الذى تلقاه نظير تأجير منزله، فرفض رفضا باتا، لكنه تراجع عن قراره على الفور، ووافق عندما علم أن الفيلم من بطولة شادية، وليس هذا فقط بل طلب من الحارس أن يفتح المنزل لها بدون أي مقابل مادي، وطلب منه أيضا أن يبلغها سلامه، ويعتذر لعدم وجوده في سوريا واستقبالها وأسرة الفيلم”، وقد سعدت شادية و الجميع بهذه الموافقة، وبدأوا بالفعل التصوير فى منزل نزار قبانى!
مواقف مأساوية عاشها نزار قباني
عاش الشاعر الراحل نزار قبانى مرارة فقدان الأحبة مرات عدة، غير أن مرتين منهما كان لهما أبلغ الأثر على حياته وشعره، الأولى مرارة فقدان الابن توفيق الذى كان طالبا في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1973، والثانية مرارة فقدان زوجته بلقيس الراوي التي تركت ترك الأثر الكبير في حياته، وقد نعى نزار الفقيدين بشعريقطّع نياط القلوب.
وبعد سنوات عاشها فى لندن، رحل نزار قبانى فى 30 أبريل 1998، ودفن في مسقط رأسه دمشق الفيحاء.. رحمه الله.