الاسد يلتقي الوزير عبد اللهيان بدمشق غداة انباء عن توافق اماراتي – اسرائيلي على محاولة أبعاد سوريا عن ايران
دمشق- سانا
استقبل الرئيس بشار الأسد، مساء اليوم الاربعاء، وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء بحث ملفات التعاون القائم بين البلدين، والجهود التي يبذلها الجانبان من أجل متابعة تنفيذ الاتفاقات الثنائية وخصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري على الرغم من الإجراءات غير الشرعية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب على كلا البلدين، إضافةً إلى تكثيف العمل من أجل توثيق الروابط المشتركة التي تجمع الشعبين السوري والإيراني بما يخدم مصالحهما ويعزز من صمودهما.
كما تناول اللقاء استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث جدّد عبد اللهيان وقوف بلاده إلى جانب سورية وشعبها حتى تحرير كامل الأراضي السورية، معتبراً أنَّ ممارسة سورية لدورها مهمة من أجل الاستقرار في المنطقة.
وقدّم عبد اللهيان للرئيس الأسد عرضاً عن المحادثات الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني، وأشار إلى أنّ بلاده قدّمت مبادراتٍ بهذا الشأن بما يتفق مع حقوق ومصالح الشعب الإيراني، مؤكّداً أنَّ التوصل إلى توافقٍ يتطلب إرادةً جدّيةً من قِبل الأطراف الغربية للتجاوب مع هذه المبادرات.
وأكّد الرئيس الأسد صوابية المسار الذي تسلكه إيران في هذا الإطار عبر تمسكها بالمبادئ والحقوق وعدم التنازل أمام ما تتعرض له من ضغوط، معتبراً أن في السياسة لا توجد نوايا بل معايير ومبادئ، وأنَّ التوصل لاتفاقٍ حول الملف النووي الإيراني أصبح اليوم أكثر أهميةً لخدمة مصالح إيران والمنطقة وللتوازن العالمي.
كما جرى تبادل للآراء والرؤى حول عددٍ من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، من بينها العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث تمَّ التأكيد على توافق البلدين على أهمية استقرار العلاقات الدولية والعمل من أجل عدم تعريض التوازن الدولي إلى هزاتٍ خطيرةٍ تحاول الدول الغربية من خلالها تهديد السلام والأمن الدوليين، وتمَّ الاتفاق على أهمية تكثيف التواصل بين البلدين في خضّم ما يحصل من تحولاتٍ في هذه المرحلة المفصلية التي يمرُّ فيها العالم.
وكان عبد اللهيان قد وصل إلى دمشق، اليوم الاربعاء، على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في الدولة حول التطورات الأقليمية والدولية وتعزيز العلاقات الثنائية.
وكان في استقباله في مطار دمشق الدولي وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد وعدد من كبار موظفي وزارة الخارجية والسفير الإيراني في دمشق الدكتور مهدي سبحاني.
وقال المقداد في تصريح للصحفيين: الزيارة فرصة أخرى لنا كما جرت العادة طيلة السنوات الماضية لكي نتشاور في الأمور التي تهم بلدينا والتطورات في المنطقة واعتقد أن الكثير من المياه كما يقولون في الغرب سارت تحت الجسور لذلك يجب أن نعود لنطلع من الوزير عبد اللهيان على التطورات الأخيرة ولكي نؤكد مرة أخرى وقوفنا إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعاملها الذكي والمبدع مع الملف النووي.
وأضاف المقداد: سنبحث العلاقات الثنائية وما جرى من تطورات هائلة في عالم اليوم بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كما سنناقش ما هو وراء ذلك وسنناقش أيضا مواقفنا المشتركة تجاه هذه التطورات.
وتابع المقداد: مباحثاتنا ستكون مثمرة ومنتجة لما فيه مصلحة بلدينا ومصلحة المنطقة لأننا في البلدين حريصون على وجود أفضل العلاقات وتوفير أفضل الأجواء للعلاقات بين دول المنطقة بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول العربية.
من جهته قال عبد اللهيان: نحن في خندق واحد وإيران تدعم سورية قيادة وحكومة وشعباً والعلاقات الاستراتيجية بين بلدينا تمر بأفضل الظروف وستتم مناقشة ما يخدم مصلحة البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية مشيرا إلى أن الشأن الاقتصادي يعد في مقدمة الأولويات.
وكان الوزير الإيراني قد زار سورية نهاية شهر آب الماضي حيث أكد أن العلاقات بين طهران ودمشق استراتيجية لافتاً إلى أن البلدين سيعملان سوية لمواجهة الإرهاب الاقتصادي المفروض عليهما وتخفيف الضغوط عن شعبيهما.
عودة سوريا للساحة العربية أفضل من بقائها مع روسيا وايران
وتأتي هذه الزيارة بعدما أفادت هيئة البث الرسمية الاسرائيلية “كان” إنه، على خلفية زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات نهاية الأسبوع الماضي، قام مسؤولون إماراتيون بتمرير رسالة إلى إسرائيل إن هناك فائدة من إعادة سوريا إلى الساحة العربية، وأن لا تبقى تحت حماية ايران وروسيا.
ونقل التقرير عن مسؤولين مطلعين على تفاصيل المحادثات، قولهم إن الإماراتيين قالوا إنه يجب التوجة الى هذه العملية حاليا، لأنه من الناحية الاستراتيجية الجالية الحرب في سوريا انتهت، ويوجد احتمال لإعادة سوريا الى الحضن العربي، والتقديرات هي بأن هذه العملية لن تحدث بشكل فوري، لكن الهدف هو بناء علاقات ثقة.
وقال الإماراتيون أنه يجب أن تكون لإسرائيل مصلحة في هذه الخطوة، لأن أي أمر يمكن أن يقلص من تأثير ايران على الحدود هو عملية ايجابية.
وقد طرح الموضوع في القمة الثلاثية الاسرائيلية الاماراتية المصرية أمس الاول في شرم الشيخ، بحضور رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبحسب التقرير حاول بينيت والسيسي فهم الخلفية للخطوة الاماراتية من خلال زيارة الأسد، وذكرت المصادر الاسرائيلية ان الشيخ محمد بن زايد أبرز جانبا جديدا بالنسبة لسبب دعوة الاسد لزيارة بلاده.
وأفاد مسؤولون اسرائيليون وغربيون أمس لهيئة البث الرسمية “كان” انه “يوجد احتمال معين” بأن قضية الحرس الثوري الايراني ستسبب بعدم التوقيع على الاتفاق النووي، وأفادت أن إدارة بايدن لا زالت تدرس موضوع ازالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات المؤيدة للإرهاب.