تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة مُسربة تُظهر تفاصيل اتفاقية إعادة تشغيل كازينو أريحا، باتفاقٍ بين رجل الأعمال “الإسرائيلي” حاييم ليفي، وطارق نجل رئيس السلطة محمود عباس، ورجل الأعمال الفلسطيني طارق بدران .
وقد حددت الوثيقة التي تم توقيعها في تل أبيب في الثاني عشر من كانون الثاني 2022، الساعة 11 صباحًا، ما وصفته المبادئ العامة للتعاون والإطار القانوني، كما اشترطت تبادل المعلومات بين السلطة والاحتلال من أجل صياغة اتفاقية مفصلة والحصول على تراخيص إعادة تشغيل كازينو أريحا.
وأظهرت الوثيقة المسربة توقيع كل من طارق محمود عباس برقم هوية 410241699 وطارق أحمد عبد الهادي بدران “النتشة” برقم هوية 939567368 من طرف السلطة الفلسطينية، فيما مثل الاحتلال الإسرائيلي حاييم ليفي برقم هوية 043288794.
بدوره، قال رجل الأعمال طارق النتشة إنه ليس له علاقة في إعادة تشغيل كازينو أريحا، معقبًا بالقول، “لن نقبل على أنفسنا أن نكون في أي مكان أو موقف يمكن أن يخالف قناعتنا الدينية والوطنية والأخلاقية مهما كلف الثمن”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت خلال الفترة الماضية عن ممارسة السلطة الفلسطينية ضغوطا على “إسرائيل” من أجل إعادة فتح “كازينو أريحا”، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة عمل هذا الكازينو، وعن الجهة التي قامت بإنشائه، وسبب إغلاقه.
وكشف المراسل العسكري للقناة العبرية 12 نير دفوري إن الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” عقدت خلال الفترة الماضية جلست نقاشات حول إمكانية إعادة فتح “كازينو أريحا” الذي يضمن لها تحقيق أرباح مادية، إلا أنها رفضت في هذه المرحلة بسبب الظروف الأمنية، على أن تواصل نقاشاتها في مرحلة قادمة.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” وأجهزة الأمن التابعة للسلطة تعمل في هذه الفترة على حملة لتشجيع السياحة “الإسرائيلية” في أريحا، وقد بدأت بتسيير رحلات أولية لدخول عشرات “الإسرائيليين” إلى المناطق السياحية فيها.
وأشار إلى أن مئات الإسرائيليين وصلوا أريحا خلال الفترة الماضية ضمن “مجموعات سياحية”، وتنزهوا في أسواقها والأماكن السياحية فيها.
ويعتبر كازينو أريحا أكبر كازينو للقمار في الشرق الأوسط ابان افتتاحه، فقد كان في أوقات الذروة يستقبل 3000 من هواة القمار الإسرائيليين.
وبلغت تكلفة إنشاء الكازينو الذي تمتلك شركة تابعة للسلطة الفلسطينية نسبة كبيرة من أسهمه 150 مليون دولار، ويضم ثلاثة فنادق خمسة نجوم بسعة مئات الغرف الفندقية، كما يضم 23 طاولة قمار و230 آلة سحب وبار ومطعم وصالات ترفيه وصالات قمار لكبار المقامرين.
وعلى الرغم من المعارضة الفلسطينية الشعبية الواسعة لإقامة الكازينو إلى أن السلطة الفلسطينية لم تأبه بذلك.
وتحظر (إسرائيل) ممارسة ولعب القمار، وذلك في ظل ممارسة ضغوط من قبل اليهود المتشددين على هذا الأمر، إلا أنها قامت مؤخرًا بافتتاح كازينو قمار في مدينة (إيلات) بضوابط معينة، وذلك للحد من سفر الإسرائيليين إلى الخارج للعب القمار.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي كازينو أريحا في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، بتوصيات من الأجهزة الأمنية التي خشيت تعرض الإسرائيليين لعمليات فدائية.
يذكر أن المشروع المذكور ملك من الناحية التشغيلية لشركة نمساوية يملكها رجل الأعمال النمساوي مارتن شلاف، ويشارك أيضا شركة “Casino Austria” المملوكة لبنوك وشركات تأمين نمساوية ومستثمرين من القطاع الخاص ، حصلت على 50 دونما من السلطة الفلسطينية مقابل 30 بالمئة من الإيرادات، ووصلت الأرباح عند الافتتاح إلى 15 مليون دولار شهريا وشكل الكازينو عامل جذب كبير للمقامرين “الإسرائيليين” الذين وجدوا الوصول إليه أقرب وأيسر من الذهاب إلى قبرص أو أماكن أخرى.