مؤسسة أبحاث أمريكية تسخر من الادعاءات الغربية بأن بوتين يلعب بالنار بعدما “فقد عقله“

واشنطن: سخرت مؤسسة أبحاث أمريكية متخصصة، من الادعاءات الأمريكية بشكل خاص، والغربية عامة، بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فقد ”عقله“ عبر غزو أوكرانيا، وأن هجوم الجيش الروسي يفشل بسبب قوة المقاومة الأوكرانية، مؤكدة أن الوضع في ساحة القتال يشير إلى عكس ذلك.

ورأت ”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات“ في تقرير نشرته الأربعاء، أن ”التعاطف الغربي مع المقاومة الأوكرانية أدى إلى المبالغة في الانتكاسات الروسية، وسوء فهم استراتيجية الرئيس الروسي، وحتى ادعاءات المحللين النفسيين الهواة، بأن بوتين فقد عقله عبر الدخول بعملية عسكرية واسعة في الاراضي الأوكرانية“.

وقالت المؤسسة في تقرير كتبه كبير محلليها العسكريين، المستشار العسكري السابق في الجيش الأمريكي، بيل روجيو: ”يظهر تحليل أكثر رصانة أن روسيا ربما تكون قد سعت للضربة القاضية، لكن كانت لديها دائمًا خطط معدة جيدًا للهجمات اللاحقة“.

وأضافت: ”إذا ثبت أن تحركاتها الأولية غير كافية.. لقد قلل العالم من شأن الرئيس الروسي من قبل، وأدت تلك الأخطاء لهذه المأساة في أوكرانيا“.

خطأ البنتاغون

وبحسب التقرير، فإن ”المحترفين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تركوا التعاطف يخيم على حكمهم“.

وقال تقرير إن مسؤولين في البنتاغون سارعوا بعد يومين فقط من الغزو الروسي إلى الادعاء بأن الفشل في الاستيلاء على العاصمة كييف في الأيام الأولى من الحرب كان بمثابة انتكاسة خطيرة وأن الهجوم الروسي كان متأخرًا عن موعده أو فشل لأن العاصمة لم تسقط.. لكن كان ينبغي على هؤلاء أن يتعلموا كبح جماح آمالهم بعد انسحابهم الكارثي من أفغانستان“.

واعتبر التقرير أن المسؤولين الأمريكيين والغربيين وقعوا في فخ الفشل في فهم العدو وأهدافه في حين كانت هناك مزاعم بأن الرئيس الروسي أعتقد أن الحكومة الأوكرانية ستنهار بمجرد عبور القوات الروسية للحدود ودفعها إلى كييف، وأن العملية فشلت لأن الحكومة الأوكرانية لا تزال في مكانها“.

نصر سريع

وأشار التقرير إلى أن ”الرئيس الروسي كان يأمل بالتأكيد في تحقيق نصر سريع، لكن من الواضح أنه لم يكن يعتمد على قوة النار في البداية باعتبارها الخطة الوحيدة للنجاح“.

وقال: ”بدلا من ذلك، كان الجيش الروسي مستعدًا للسيطرة على البلاد بالقوة إذا فشلت ضربة قطع الرأس السريعة“.

وأضاف التقرير: ”يجب أن يكون هذا النوع من الخطط مألوفًا للأمريكيين الذين يتذكرون غزو العراق عام 2003، إذ إنه في الساعات الأولى من الحرب، شنت القوات الجوية الأمريكية حملتها (الصدمة والرعب) في محاولة لقتل صدام حسين وغيره من القادة الرئيسيين(…) نجا صدام، لكن الجيش الأمريكي كان مستعدًا تمامًا لمتابعة هجومه البري“.

وتابع: ”تظهر نظرة على الهجوم العسكري الروسي أن هناك خطة لغزو واسع النطاق، وهو ما تقوم روسيا بتنفيذه الآن (…) الحرب الآلية التقليدية هي مشروع يستهلك الكثير من الوقت والموارد، ولا يتم تجميع عملية بهذا النطاق معا في أيام“.

اربع جبهات

وأوضح التقرير أن ”الهجوم الروسي يجري على 4 جبهات منفصلة فيما تعمل القوات الروسية على جبهة خامسة، في شرق أوكرانيا، التي أعلن بوتين استقلالها الأسبوع الماضي، على تقييد القوات الأوكرانية في أماكن أخرى في الوقت الذي يتقدم فيه الجزء الأكبر من القوات الروسية جنوبا من بيلاروسيا إلى كييف“.

وذكر التقرير أن ”رتلا ضخما من القوات الروسية، يقدر طوله بأكثر من 40 ميلا، يقع على بعد 20 ميلا فقط شمال كييف، ومن المرجح أن يتجمع لمحاصرة العاصمة“.

وقال: ”إذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة على كييف والدفع جنوبا للارتباط بالقوات على جبهة القرم، وبالتالي تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة للرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي“.

وأضاف: ”ما يهم أكثر، هو أن القوات الروسية اندفعت 70 ميلا في منطقة متنازع عليها في أقل من أسبوع، وهي في ضواحي العاصمة الآن (…) هذه ليست علامة على هجوم غير منظم وسوء التجميع وفشل“.

أرتال روسية

وبين التقرير أنه يتم دعم الدفع باتجاه الجنوب من بيلاروسيا إلى كييف بواسطة رتل روسي آخر، انطلق من الشرق بالقرب من كورسك.

وأوضح التقرير أنه إذا كان بإمكان هذا الرتل الارتباط بالقوات الروسية بالقرب من كييف، فسوف يغلف القوات الأوكرانية في معظم مقاطعتي تشيرنيهيف وسومي، ما يحرم الجيش الأوكراني من الجنود والمواد الحربية التي تشتد الحاجة إليها في أماكن أخرى، ويعزل الحكومة عن مقاطعتين شماليتين.

وقال التقرير: ”القوات الروسية شنت شرقا هجوما واسعا على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي تخضع الآن للحصار فيما تدفقت القوات الروسية جنوبا مدعومة بهجمات برمائية من البحر الأسود وبحر آزوف، إلى أوكرانيا من شبه جزيرة القرم“.

وأضاف: ”على هذه الجبهة، تشعبت القوات الروسية على طول محورين رئيسيين، أحدهما شمال غربي على طول نهر بيفديني بوه، والآخر شمال شرقي على طول الساحل والداخل باتجاه اقليم دونباس، الذي ضمته روسيا قبل وقت قصير من الغزو“.

وتابع: ”إذا تمكنت الأرتال الروسية من أي من الجبهتين الجنوبية من الارتباط بقوات في الشمال، فإنها ستقطع العديد من القوات الأوكرانية عن التعزيزات، علما بأن أحد تلك الأرتال تقدم بالفعل لمسافة 160 ميلا تقريبا“.

السيطرة على أوكرانيا

وأضاف: ”غالبًا ما اختار الجنرالات الروس تجاوز البلدات والمدن التي تظهر معارضة شديدة وعزلتها للتعامل معها لاحقًا (…) من الواضح أن بوتين يريد السيطرة على أوكرانيا، لكنه لن يتردد في زيادة مستوى الوحشية إذا لزم الأمر“.

وبحسب التقرير، فإن الطبيعة الممنهجة للهجوم الروسي تتعارض تماما مع التكهنات الغربية بأن ”بوتين فقد السيطرة على حواسه“.

وقال: ”لا أحد يعرف على وجه اليقين، لكن يبدو أن تصرفات الرئيس الروسي، كانت تصرفات خصم بارد وقوي ومنهجي.. إن التعامل مع قراره بغزو أوكرانيا كشكل من أشكال الجنون هو في الواقع ذريعة لتجاهل دوافع بوتين المحتملة وأفعاله المستقبلية“.

وأضاف: ”ربما أخطأ الرئيس الروسي في تقدير المقاومة الأوكرانية وشدة العقوبات الغربية، لكن هذا لا يعني أنه مجنون، أو لم يفكر في الاحتمالات“.

مزايا القوات الروسية

وقال التقرير: ”يبقى أن نرى ما إذا كانت خطة بوتين ستنجح أم ستفشل، لكن ما هو واضح هو أنه كانت هناك خطة لغزو أوكرانيا سارية المفعول، وتم تنفيذ هذه الخطة منذ اليوم الأول.. صحيح أن القوات الأوكرانية تخوض معركة شجاعة في مواجهة احتمالات طويلة وظروف صعبة، لكن روسيا تمتلك معظم المزايا إن لم يكن جميعها“.

وختمت المؤسسة تقريرها بالقول: ”يتمتع الجيش الروسي بميزة مقررة في القوة البشرية، فضلا عن التفوق الجوي والبحري والدروع ولديها موارد هائلة للاستفادة منها.. وبينما تحظى أوكرانيا بدعم دول كثيرة توفر الأسلحة، فإن أوكرانيا تقاتل بمفردها.. قد يجعلنا الاعتقاد بأن هجوم روسيا لا يسير على ما يرام. نشعر بتحسن لكنه يتعارض مع الحقائق.. لا يمكننا مساعدة أوكرانيا إذا لم نكن صادقين بشأن محنتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى