في ذكرى ميلادها.. قصة خلاف ووفاق شادية مع نجيب محفوظ
هي واحدة من الموهوبات اللواتي استطعن فرض اسمائهن على الساحة الفنية في جيل الزمن الجميل، وبخفتها ورشاقتها استطاعت أن تحفر محبتها في قلوب الجماهير، لتصبح محبوبتهم ومعبودتهم، لترحل تاركة ورائها مسيرة فنية حافلة بافضل الأعمال سواء على مستوى السينما، أو الأعمال الغنائية وغيرها، حيث ظلت أعمالها تنير أيامنا حتى الآن، فمن منا ينسى “فؤادة” في “شيء من الخوف”، و”سيدة” في نحن لا نزرع الشوك”، و”سهير” في “معبودة الجماهير” وغيرهماالكثير.. إنها الفنانة الراحلة شادية.
اليوم الثلاثاء حلت الذكرى الـ91 لميلادها، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال، وقد ولدت في الحلمية الجديدة، وانخرطت بالمجال الفني وهي في عمر الـ16، عندما تقدم لها والدها بالاشتراك في مسابقة إعلانات تنظمها إحدى الشركات وانطلقت بعدها لتصنع مسيرة فنية زاخرة بالأعمال الناجحة، تخطت الـ110 فيلمًا سينمائيًا، إلى جانب مئات الأغاني التي شاركت فيها بصوتها العذب، وأيضًا عدد من المسلسلات الإذاعية، وبالرغم من ذلك النجاح الكبير في العديد من المجالات الفنية إلا أنها لم تشارك إلا بعمل مسرحي شهير، وهو “ريا وسكينة”، وفي عام 1984 أعلنت اعتزالها للفن، وذلك حتى وفاتها في عام 2017.
وبالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها شادية في مسيرتها، إلا أنها واجهت اعتراضا كبيرا من أبو الرواية العربية، نجيب محفوظ في مسيرتها، وذلك لرفضه أن تكون بطلة لرواياته عند تحويلها لاعمال سينمائية، ولكنها استطاعت أن تغير رؤيته لها وأصبحت رواياته من أهم أعمال شادية السينمائية،
نجيب محفوظ يرفض التعاون مع شادية
جاءت البداية في الستينيات عندما تعاقد المنتج جمال الليثي مع الأديب نجيب محفوظ على تحويل روايته “اللص والكلاب” إلى فيلم سينمائي، ولكن الأخير تخوف كثيرًا لهذا الأمر، بعد علمه أن الفنانة شادية هي المرشحة لتصبح بطلة أعماله، وهو الأمر الذي رفضه، واعترض عليه، وأشار إلى أن السبب في ذلك هو أنه لا يرى فيها إلا أنها ممثلة تتميز بخفة الروح، والدلع، وهو الشيء البعيد تمامًا عن بطلات رواياته.
وقد اضطر للموافقة بعد علمه بأن إعداد الرواية، وإخراجها سيعمل عليه كمال الشيخ، والذي كانت تجمعهما صداقة قوية، وبالفعل قدمت شادية “اللص والكلاب”، وأصبح هذا العمل تحديدًا هو نقطة تحول في حياة الفنانة شادية، لبراعتها في أداء دور “نور”، وإثباتها أنها فنانة متعددة المواهب، وتخلصها من إطار الفتاة الدلوعة، خفيفة الظل.
شادية تتغلب على نجيب محفوظ
وفي عام 1963 قدمت شادية رواية أخرى من تأليف الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهو “زقاق المدق”، الذي حققت به أيضًا نجاحا كبيرا عند عرضه، وظلت شخصية “حميدة” تراودها لعدد من السنوات، وشاركها في البطولة كل من يوسف شعبان، وصلاح قابيل، وحسن يوسف، وسامية جمال وغيرهم الكثير.
وبعد ذلك قدمت أيضًا “كريمة” في فيلم “الطريق”، هو مأخوذ عن أحدى روايات الأديب نجيب محفوظ، والتي أيضًا حققت نجاحا كبيرا، ومن ثم أدت أيضًا دور “زهرة” في فيلم “ميرامار”، و”سيدة” في “نحن لا نزرع الشوك” لتحقق بذلك نجاحا كبيرا، لم يتوقعه أحد، وتتغلب على رؤية نجيب محفوظ لها، وحصرها في أدوار الفتاة خفيفة الظل، حتى صرح بعدها أن نظرته كانت خاطئة، وأن شادية ممثلة بارعة تستطيع أن تؤدي جميع الأدوار، مضيفًا أنها أفضل من يجسد بطلات رواياته.