حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس الاثنين، ان قوات “مجموعة الامن الجماعي” التي ارسلتها موسكو الى كازاخستان لن تسمح “بثورات ملونة” في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة.
وأعلن بوتين، بحسب “بي بي سي” خلال اجتماع عبر الفيديو مع قادة مجلس الأمن الجماعي التابع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي،التي تضم موسكو وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، عن “الانتصار” على الاضطرابات “بدعم ارهابيين أجانب”، وتعهد للقادة بأن موسكو ستعمل على حمايتهم.
كما أعلن بوتين إنه ما ان تنجز القوة مهامها “فانها ستنسحب من أراضي كازاخستان”
الرئيس الكازاخي قاسم تواكييف أكد أن مهمة القوة العسكرية بقيادة روسيا المنتشرة في البلاد ستنتهي “قريبا”، واعلن أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، كانت نتيجة “محاولة انقلاب”.
وأعلنت الحكومة في كازاخستان عن توقيف ثمانية آلاف شخص بعد الاضطرابات، وأوضح البيان الصادر أنه “في العاشر من كانون ثاني/يناير بلغ عدد الموقوفين لدى أجهزة وزارة الداخلية، 7939 شخصاً”.
وكانت المظاهرات العنيفة قد انطلقت في كازخستان رفضا لارتفاع أسعار الوقود، لكنها تحولت بعد ذلك الى احتجاجات تخريبية عنيفة انتشرت في انحاء البلاد.
وقد انطلقت الاحتجاجات في المناطق الغربية للبلاد على خلفية ارتفاع حاد في أسعار الغاز، ورغم موافقة السلطات على خفض الأسعار إلى مستواها السابق، لم تهدأ المظاهرات بل امتدت لأنحاء أخرى في البلاد، ما دفع الرئيس قاسم جومارت توكاييف لإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، بما فيها العاصمة نور سلطان.
وارتفعت قيمة الأضرار الناجمة عن أعمال الشغب في كازاخستان إلى ما يقرب من 220 مليون دولار أميركي، وفقا للغرفة الوطنية لرجال الأعمال في كازاخستان.
وقال الرئيس الروسي، بحسب “روسيا اليوم”، في الاجتماع ان الاحداث في كازاخستان: “ليست المحاولة الاولى ولن تكون الاخيرة للتدخل الخارجي”، مؤكدا ان منظمة معاهدة الامن الجماعي بينت أنها لن تسمح بـ”ثورات ملونة”.
وأضاف بوتين أن “الأحداث الأخيرة في كازاخستان تؤكد أن بعض القوى لا تتردد في استخدام الفضاء الإلكتروني والشبكات الاجتماعية في تجنيد المتطرفين والإرهابيين، وتشكيل خلايا نائمة من المسلحين”.
وارسلت خلال الايام الاخيرة قوة تابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تضم 2,500 جندي من روسيا، بيلاروسيا، ارمينيا ، طاجكستان وقيرغستان لمساعدة سلطات كازاخستان في السيطرة على اوسع احتجاجات في تاريخ الجمهورية السوفييتيه السابقة.
معروف ان وصف “الثورات الملونة” يتم اطلاقه على الاضطرابات التي اندلعت في دول الاتحاد السوفياتي السابق في العقدين الماضيين، واعتبرت كتهديد على تأثير روسيا عليها، وتتهم موسكو الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص بدعم الاضطرابات.