قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام إن الفرق المتخصصة في المديرية من دفاع مدني وشرطة وقوات درك تعاملت مع بلاغ يفيد بوجود شخص تعرضت مركبته للانجراف، بسبب السيول التي شكلتها مياه الأمطار في منطقة اهويدة.
وبين الناطق الإعلامي أنه وبعد عمليات بحث وتفتيش، استمرت من مساء يوم الأحد وحتى مساء اليوم الاثنين، على طول مجرى السيل، نظراً للطبيعة الجغرافية الصعبة وارتفاع نسبة الطمي التي شكلها السيل وكانت عائقا أمام عمليات البحث والتفتيش، لكن حرفية الكوادر المشاركة مكَّنتها من العثور على جثة الشاب محمد سلامة أبو نوير، وإخراجها من المياه ومن ثم العمل على إخلائها إلى المستشفى.
وأشار الناطق الإعلامي إلى أنه شارك في عمليات البحث والتفتيش عدد كبير من مرتبات الأمن العام وعدد من آليات الدفاع المدني المتخصصة، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة (drone).
وتقدمت مديرية الأمن العام من أهل الفقيد بأصدق مشاعر العزاء وجميل المواساة.
وقبلها كانت الأجهزة الأمنية قد عثرت، عصر اليوم الاثنين، على المركبة المفقودة في منطقة المريغة بمحافظة معان، لكنها خالية من سائقها.
وكانت جهود حثيثة بذلتها الجهات المعنية، للبحث عن الشخص الذي جرفته السيول وهو يقود مركبته في منطقة المريغة بمحافظة معان، منذ مساء أمس وحتى ساعات ظهر اليوم الاثنين.
وقد شملت عمليات التوسع في البحث عن الشخص المفقود من قبل كوادر دفاع مدني معان وفرق الغطس وبإسناد من فريق البحث والإنقاذ الأردني وبمشاركة فرق شعبية تطوعية من قبل عشرات المواطنين تقوم بعمليات المسح والتمشيط في تلك المنطقة على أطراف الأودية ومسارات مجرى السيول ومداخل ومخارج طريق المريغة – أوهيده بمعان، وهي بداية نقطة السيل الذي جرف المركبة منها وامتدادا ووصولا ما قبل السد الموجود في مدينة معان بمسافة لا تقل عن 15 كلم .
وبحسب مصادر في مديرية دفاع مدني معان، فقد تم العثور على بعض أجزاء القطع والملامح التي تعود إلى المركبة نفسها التي جرفها السيل في مواقع متعددة تبعد مسافة كيلو مترات من حيث بداية نقطة الجرف الأولى التي حصل فيها حادث المركبة.
ومن جهته، أكد محافظ معان، الدكتور فراس الفاعور، أن عمليات البحث ما زالت مستمرة عن الشاب الذي جرفته السيول مع مركبته في المريغة بمحافظة معان، مشيرا إلى أن غرف العمليات في المحافظة تلقت بلاغا عند السابعة من مساء أمس الأحد بفقدان شخص داخل مركبته إثر انجرافها نتيجة السيول التي شهدتها منطقة المريغة.
وقال الفاعور، إنه وفور ورود المعلومة عملت الجهات المعنية على التحرك إلى المكان، لافتا إلى أنه تم العثور على ملامح المركبة، إلا أن صاحبها ما زال مفقودا.
وعلى غير عادتها منذ عشرين عاما، شهدت محافظة معان مساء أمس، تساقط أمطار غزيرة على أجزاء كبيرة منها، ما أدى إلى تدفق السيول في وديانها وشوارعها، وشكل برك مياه في بعض المناطق.
كما شهدت مختلف مناطق محافظة معان، وخصوصا المناطق الغربية، هطلا مطريا غزيرا ووديانها تستعيد تدفق المياه فيها، نتيجة تساقط أمطار غزيرة على أجزاء كبيرة منها، ما أدى إلى تدفق السيول في وديانها وشوارعها.
وبدأ المشهد بتساقط غزير للأمطار في المناطق الغربية من مناطق البترا والمريغة ومعان، وعلى إثر ذلك، بدأت سيول جارفة بالتدفق في الأودية والشوارع في مدينة معان لارتفاع منسوب المياه، والمشهد نفسه شهدته بعض بلدات المحافظة.
كما تسببت الأمطار والسيول الجارفة بنفوق عدد من رؤوس الماشية في منطقة المريغة، بحسب مصادر في غرفة طوارئ مديرية زراعة معان.
ومن فورهم، خرج عدد من أهالي معان يوم أمس، ليراقبوا تساقط الأمطار وتدفق السيول في محافظتهم، مستبشرين خيرا، وفرحين بالغيث وسط شح في الأمطار وجفاف دام لعدة سنوات، وتداول ناشطون وأهال، تسجيلات لتدفق السيول وتساقط الأمطار الغزيرة في مناطقهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا النطاق، أكدت سلطة إقليم البترا، أن كوادرها تعاملت منذ بداية حالة عدم الاستقرار ولغاية اللحظة مع التداعيات الناجمة عن تساقط الأمطار والتي بلغت حتى الساعة العاشرة من مساء الأحد حوالي 10 ملم، بحسب محطات رصد الإنذار المبكر، مشيرة إلى أنه وبحسب المعلومات الواردة لغرفة عمليات السلطة لم تسجل أي أضرار.
كما يتوقع أن تستمر الحالة الجوية خلال الساعات المقبلة، وعليه تهيب السلطة بالمواطنين بضرورة الابتعاد عن الأودية ومجاري السيول.
وبحسب مصادر أمنيه في المحافظة، فإن الأمطار المتدفقة والسيول الجارفة في بعض مناطقها، لم تتسبب بأي حوادث تذكر، ولم تقع حوادث سير أو إصابات في الأرواح، كما لم تبلغ المراكز الأمنية عن أية أضرار مادية أصابت الممتلكات جراء الغزارة الشديدة للأمطار.
وفي حالات سابقة، كانت مناطق وبلدات في محافظة معان تتعرض لتساقط أمطار غزير وثلوج كثيفة في الشتاء، تتسبب بتشكل سيول جارفة، تتدفق أحيانا إلى بعض المنازل والممتلكات، فتحدث أضرارا فيها، وتؤدي إلى حدوث انجرافات في بعض المزارع.
وفي كل موسم أمطار غزير، يستعيد المعانيون ذكرى فيضان معان الكبير في العام 1966، إذ تسبب تساقط أمطار شديد بتدفق المياه في الوديان، ما أدى إلى مداهمة السيول المندفعة بقوة، بيوت وممتلكات الأهالي ليلا، لتودي بحياة العشرات منهم، غالبيتهم من أبناء المدينة وبعض حجاج بيت الله الحرام، كانوا يحطون رحالهم في المدينة بانتظار انتقالهم الى المشاعر المقدسة.