هدد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، امس الأربعاء، بشن عملية عسكرية على محافظة جنين في شمالي الضفة الغربية بعد تصاعد الهجمات على تل أبيب من داخلها.
وقال كوخافي في مقابلة مع القناة الإسرائيلية 12: “إذا زاد حجم الهجمات التي تنطلق من مدينة جنين بشكل عام، أو مخيم اللاجئين (مخيم جنين) بشكل خاص، فقد يكون من الحتمي أن تكون عملية تطهير الخلايا الإرهابية في هذه المنطقة أمرًا حتميًا”.
ويقول مراقبون إن جنين باتت تشكل غزة جديدة في الضفة الغربية ما يقلق إسرائيل ويحرج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي فشل في السيطرة على المحافظة وخاصة مخيم اللاجئين، وهو ما يتعارض مع الاتفاقيات الأمنية التي أبرمتها السلطة مع تل أبيب في أوسلو.
وتنص الاتفاقيات الأمنية بين تل أبيب ورام الله في بعض بنودها على التعاون في تسليم المطلوبين أمنيا والتنسيق في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وباتت جنين “ساحة حرب” في الضفة الغربية ضد الجيش الإسرائيلي، بعد فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة عليها وهو ما يحرج عباس الذي يسعى لاستئناف مفاوضات السلام مع تل أبيب.
ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أنه لا يمكن استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية في ظل وجود مناطق خارجة عن سيطرة السلطة في الضفة وقطاع غزة.
وأوضح الخبير الإسرائيلي في الشؤون العسكرية ألون بن دافيد في مقال له بصحيفة “معاريف” العبرية أن “ساحة الحرب الوحيدة في الضفة الغربية توجد حتى اليوم في جنين”، منوها إلى أن جنين هي الساحة الوحيدة التي بقيت متفجرة، ولم تتمكن السلطة من السيطرة عليها عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاعه غزة الذي بدأ في العاشر من مايو 2021 واستمر 11 يوما.
ولفت إلى أن “السلطة الفلسطينية فقدت السيطرة هنا”، وأن مسلحي “فتح” هم الذين يسيطرون في المدينة، وكل دخول لقوات الجيش الإسرائيلي للاعتقال في جنين، تصبح معركة تمطر فيها القوات بالنار من العشرات من الأسلحة وتلقى عليها العبوات الناسفة.
ويواجه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تحديا حقيقيا في مدينة ومخيم جِنين (شمال)، فحينما يقتحم بقية مناطق الضفة يواجه بالرشق بالحجارة من قبل الشبان؛ لكن في جنين يُطلقون الذخيرة الحية باتجاه أفراده وتندلع اشتباكات مسلحة.
ويعرف مخيم جنين بصلابته في مواجهة الجيش الإسرائيلي، حيث خاض معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي. وكان آخر هذه المعارك ما جرى مؤخرا حينما توغلت القوات الإسرائيلية لاعتقال شاب فلسطيني، فاندلع اشتباك مسلح أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين.
وبحسب إحصائيات فلسطينية، قتل منذ مطلع العام الجاري 10 شبان في جنين برصاص الجيش الإسرائيلي.
وكان من أبرز الحوادث خلال الفترة الماضية ما جرى يوم العاشر من يونيو الماضي حينما اندلع اشتباك مسلح عقب اقتحام المدينة وأسفر عن مقتل 3 فلسطينيين بينهم عنصرا أمن يعملان في جهاز الاستخبارات الفلسطينية.
وفي شوارع مخيم جنين يُشاهَد العشرات من الشبان الذين يحملون السلاح علانية من كافة الفصائل.
ويرجح متابعون أن تمتد الحالة السائدة في جنين (التصدي المسلح) إلى بقية محافظات الضفة الغربية في ظل الظروف المتفجرة وبسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وسياسات التهويد في القدس، والبناء الاستيطاني وغيرها، وكلها مؤشرات دافعة للوصول إلى انفجار.
ويأتي هذا وسط عجز السلطة عن بسط الأمن في جنين وغياب أفق للحل السياسي، فيما عزز فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع ،وترجيحات الجيش الإسرائيلي بأن أحدهم قد تمكن من دخول محافظة جنين تجدد الاشتباكات.
ويواصل الجيش الإسرائيلي البحث عن أسيرين من الأسرى الستة بعد أن تم إعادة اعتقال أربعة منهم.
وقال كوخافي: “يُظهر التحقيق مع زكريا الزبيدي أن السجناء خططوا للذهاب إلى جنين، ومن المحتمل أن يكون أحدهم على الأقل قد وصل بالفعل إلى هناك، ويتلقى المساعدة ويختبئ هناك”، مشيرا إلى “احتمال شن عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين”.

١٥ ينــاير ١٩١٨.. حين تكبر الأيـــام بإحتضــان مولــد الرجــال الكبـــار
تكبر الأيام التي تحتضن مولد الرجال الكبار، ويعلو شأنها وتُفاخر بتميزها، وتُباهي بحسن حظها وطا... إقرأ المقال