صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك المدن الإسرائيلية وتعري المطبعين العرب
بقلم: راني ناصر*
دكت صواريخ المقاومة الفلسطينية بعد تجاوزها خط الدفاع الأول لإسرائيل “القبة الحديدية” عددا من المدن الإسرائيلية على راسها تل ابيب، وعسقلان، والقدس الغربية، وأسفرت عن مقتل عدد من الإسرائيليين، وإحداث أضرار كبيره في الممتلكات، وفي وسط ذعر مراكز القرار الإسرائيلي من دقة وفعالية القدرة الصاروخية لفصائل المقاومة على الرغم من تواضعها امام ترسانتهم العسكرية، ووسط صمت حكام أنظمة التطبيع والعمالة العربية وخوفهم من غضب وانفجار الشارع العربي المثقل بالذل والاهانة والفقر.
لم تقدم الدول العربية الأكثر إنفاقا على الأسلحة في العالم رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينية، واكتفت منذ بداية الازمة الحالية بمطالبة الجانب الفلسطيني “بضبط النفس”، وبإصدار بيانات استنكار وشجب مكوكية ملّ منها الجمهور العربي، وتجلى فشلها وخوفها وافلاسها سياسيا بمطالبتها بعقد اجتماع للجامعة العربية، وقمة إسلامية لإصدار خطابات عنترية ودينية فضفاضة لامتصاص غضب شعوبهم.
ما نراه الان على مواقع التواصل الاجتماعي من مناصرة شاملة وجامعة من كل الشعوب العربية للشعب الفلسطيني ومقاوميه، وخروج مظاهرات شعبية في دول عربية واسلامية كالأردن ولبنان وتركيا، ودول غربية كالنرويج التي تطالب بطرد السفير الإسرائيلي، وضع أنظمة التطبيع والعمالة العربية التي تسبح في الفلك الأمريكي والإسرائيلي منذ عقود، والتي سخرت وسائل إعلامها ومؤسستها الدينية لتجميل صورة الاحتلال الصهيوني لشعوبها؛ في مواجهة محتملة مباشرة مع شعوبهم قد تفضي إلى ربيع عربي ثان.
أما السلطة الوطنية الفلسطينية الجاثمة على صدر شعبها والمتمثلة عمليا بحركة فتح، فإنها دأبت إلى احتكار السلطة، وأجلت الانتخابات الأخيرة خوفا من فوز حماس، وهي منشغلة حاليا بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني لمنع انتفاضة ثالثة بسبب ما يحدث حاليا من اعتداء على المسجد الأقصى والمصلين، ومحاولة تهجير ما يقارب 500 فلسطيني من حي الشيخ جراح.
الهبة الشعبية الأخيرة التي بدأها المقدسيون العزل بالدفاع عن ممتلكاتهم بحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، ثم هبة المقاومة للانتقام لضحايا الجرائم الإسرائيلية في القدس المحتلة ونجاحها في قصف عدد من المدن في العمق الإسرائيلي بفعالية لم يسبق لها مثيل أربك إسرائيل، وكسر هيبتها العسكرية، وقلب الطاولة على راسها، واثلج صدور الشعب الفلسطيني والشعوب العربية جمعاء.
*كاتب فلسطيني