عينة من ولائم فريد الاطرش الرمضانية لزملائة كبار الفنانين

كان الفنان الكبير فريد الأطرش من أكثر الفنانين كرماً وحباً لزملائه ، وكان بيته دائما ً مفتوحاً لهم حتى فى غيابه، وفى رمضان كان الموسيقار الكبير يقيم دائماً العديد من الولائم التى يحضرها أصدقاؤه من نجوم الفن، ويسودها المرح والحب والمناقشات حول الأحوال الفنية.
وفى رمضان عام 1957 دعا فريد الاطرش زملاءه من نجوم الفن لوليمة على الإفطار، ونقلت مجلة الكواكب فى عدد نادر تفاصيل وصور هذه الوليمة.
وكان من بين الحاضرين الفنانة الكبيرة شادية ومحمد فوى وزوجته مديحة يسرى وهند رستم وليلى فوزى وحلمى رفلة ومريم فخر الدين وزوجها محمود ذو الفقار.
وقبل الإفطار جلس المدعوون فى شرفة المنزل المطل على النيل يتبادلون الحديث حول الدروس التى كان يتلقاها فريد الأطرش وقتها كى يتعلم كيفية الإمساك بالسيجارة ، لأنه لم يكن يدخن وكان أحد أدواره يتطلب أن يمسك بالسيجارة ويدخنها.
وقال فريد الأطرش أنه استهلك عشرات السجائر حتى يتعلم كيف يمسك السيجارة وينفث دخانها، وقال له حلمى رفلة: “ياريت يا فريد تعطيني السجاير دى وتتعلم فى الأعقاب”
وفيما كان النجوم يتبادلون الحديث حول سجائر فريد الأطرش، انطلق مدفع الإفطار ولم ينتبهوا، وهنا قالت مديحة يسرى :” ما تتفضلوا تفطروا عندنا أحسن”، ووقف فريد على بابا الشرفة ممسكاً بإناء كبير مملوء بقمر الدين، وأصر أن يشرب كل واحد من المدعوين كوباً منه كدليل على أنه صائم، وبعدها هجم الجميع على المائدة المملوءة بكل ألوان الطعام.
وقد التقطت عدسة مجلة الكواكب صوراً لنجوم الفن وهم يتناولون الطعام على مائدة فريد الأطرش، الذى أوصى مصور الكواكب بألا يلتقط له صورا أثناء الاكل، ولكن المصور قام بتصويره مع باقى زملائه.
بدأت شادية بتناول اللبن الزبادى بينما بدأ محمد فوزى بشوربة فراخ ساخنة ليمهد معدته لاستقبال الطعام الدسم، ووقف فريد الأطرش ليقطع بيديه الديك الرومى الذى توسط المائدة، ويمنح كل زميل من زملائه نصيباً منه.
وبعد الإفطار أخذ الزملاء يتقاذفون ثمر البرتقال بينهم كأنهم فى ملعب ، بينما أخذت شادية تغنى بعض أغانيها.
وبالمناسبة، ولان الشيئ بالشئ يُذكر، ففى لقاء تلفزيونى نادر حل العندليب ضيفا على برنامج “أوتوجراف” تقديم طارق حبيب،الذي سأله عن الأغنية التى تمنى غناءها للموسيقار الراحل فريد الأطرش فأجابه العندليب: “أغنية الربيع وكل مطرب له طريقة وإحساس في الأغانى اللى بيقدمها وانا ندمان على عدم غنائى للأستاذ فريد”.