لهذا السبب بكت فاتن وشادية وتبعهما المخرج حسن الإمام
كثيرا ما يندمج الفنان فى دوره إلى درجة كبيرة تجعله يشعر بنفس مشاعر الشخصية التى يؤديها، ولا يتمالك نفسه من شدة هذا الاندماج، وهذا ما حدث مع أبطال فيلم ” ظلمونى الناس” الذى قامت ببطولته فاتن حمامة وشادية وعباس فارس.
وقد كشف المخرج الكبير حسن الإمام، فى حوار لمجلة الكواكب عام 1954، عن أصعب المشاهد التى صورها فى هذا الفيلم.
وقال حسن الإمام أن قصة الفيلم كانت مؤثرة حتى انها أثارت دموع الجمهور وأبطال الفيلم، موضحاً :” كنا نصور مشهد خروج عباس فارس من السجن بعد أن دخله بتهمة هو برئ منها، وبعد خروجه قابل ابنتيه اللتين قامتا بدوريهما فاتن حمامة وشادية ، واندمج أبطال الفيلم فى المشهد اندماجاً كبيراً”
وأوضح المخرج الكبير أنه طلب من الفنان عباس فارس أن يبكى فى هذا المشهد ثم يجفف دموعه ويبدأ الحديث مع ابنتيه، وبالفعل بدأ الفنان الكبير فى البكاء ولكنه اندمج بشدة ولم يستطع التوقف ليبدأ فى الحوار، وهنا صرخ حسن الإمام قائلاً : ستوب، وطلب من عباس أن يقول الحوار الموجود فى المشهد ولكنه استمر فى البكاء ، وتوقف التصوير أكثر من مرة ، وعندما شرع عباس فارس فى الكلام انخرطت فاتن حمامة وشادية فى البكاء من شدة التأثر ، وكاد حسن الإمام ينفجر من الغيظ بسبب تكرار هذا المشهد.
وقال المخرج الكبير: تمت إعادة المشهد مرات كثيرة وفى المرة الأخيرة بكى الفنانون الثلاثة، وكدت أنا أيضاً أن أنخرط فى البكاء من شدة الغيظ والتعب، فأمرت أن يتوقف التصوير لمدة نصف ساعة حتى يتمالك الأبطال دموعهم ونستطيع تصوير المشهد ، وهو ما حدث بالفعل ونجحنا فى تصويره، وكان من أكثر المشاهد المؤثرة فى الجمهور باكثر مما أثر فى الأبطال والمخرج”.