بعد أيام من المواجهات.. شبان الانتفاضة يرغمون الاحتلال على إزالة الحواجز الحديدية من منطقة باب العامود في القدس

بالعزم والتصميم والفداء، تمكّن شباب الانتفاضة المقدسيون من إزالة السواتر الحديدية الإسرائيلية من منطقة باب العامود في القدس المحتلة، بعد أيام من الاحتجاجات بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية القمعية بحق المواطنين الفلسطينيين.
فقد شهدت منطقة باب العامود والشوارع المحيطة بها احتجاجات ومواجهات عنيفة، منذ مطلع شهر رمضان، رفضاً لإغلاق ساحة باب العامود وتقسيمها بالسواتر الحديدية.
وأفادت بعض المصادر أن مفوض شرطة الاحتلال الإسرائيلي وجّه أمراً بإزالة هذه الحواجز “التي كانت من أهم الأسباب وراء الأحداث التي تشهدها القدس خلال الأيام الماضية”.
وأعرب الفلسطينيون عن فرحتهم بإجبار الاحتلال على إزالة الحواجز، كما احتفلوا في ساحة باب العامود، فيما نظمت مسيرات احتفالية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وردّت الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء على المحتفلين في باب العامود، وحاولت مصادرة الأعلام الفلسطينية منهم.
وقد امر قائد الشرطة الاسرائيلي نيتساف شبتاي مساء امس بازالة السواتر والحواجز الحديدية التي نصبت في منطقة مدرجات باب العامود في البلدة القديمة في القدس الشرقية ، والتي وضعت منذ بداية شهر رمضان، حيث قال مقدسيون ان نصبها ادى الى اندلاع المواجهات الاخيرة في القدس بعد اغلاق المنطقة التي اعتادوا الجلوس فيها في ليالي شهر رمضان.
وافادت هيئة البث الرسمية العبرية “كان” ان مسؤولين في القدس الشرقية توجهوا اليوم بطلب ازالتها الى قائد الشرطة، وقال مسؤول في الشرطة لـ”كان” ان الفكرة من ازالة الحواجز بهدف اعطاء فرصة لتهدئة الاوضاع. وبعد ازالتها تجمع المئات من المقدسيين في المكان.
وافادت “كان” ان تقديرات لدى الشرطة ان ذروة العنف في القدس اصبحت الان من الخلف ، لكنهم يخشون من وقوع حوادث عنيفة تشعل المنطقة مجددا، مثل هجوم يقوم به شخص بشكل فردي، وذكرت الهيئة ان الشرطة ستحتفظ بوجود عدد كبير من رجال الشرطة في منطقة باب العامود وباقي المناطق في المدينة.
وكانت وزارة الصحة قد اعلنت، في وقت سابق، وقوع 4 إصابات بين الفلسطينيين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وصلت إلى مستشفى “رفيديا” الحكومي بنابلس.
وعلّق رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، على التطورات بالقدس بالقول إن الشعب الفلسطيني “أسقط نظريات الاحتلال خلال الأيام الماضية”، مضيفاً أن القدس “ليست وحدها في هذه المواجهة، وغزة حاضرة بمقاومتها الباسلة لحماية أهلنا” هناك.
وأشار إلى أن شباب القدس انتصروا “حين أرغموا المستوطنين وشرطة الاحتلال على الخروج من ساحات ومدرجات باب العامود، وحافظوا على إسلامية القدس”.
أما المتحدث باسم حركة “حماس” حازم قاسم فأكد أن “إقدام شرطة الاحتلال على إزالة حواجزها في باب العامود بعد ثورة الشباب المقدسي، نموذج على قدرة الفلسطيني على التحدي والصمود وفرض إرادته على المحتل”.
حركة “المجاهدين” من جهتها قالت: “نبارك لشعبنا المنتفض في القدس انتصارهم المبارك على المحتل الصهيوني، فها هي إرادة المقدسيين تكسر من جديد جبروت الاحتلال”.
وتواصلت في الفترة الماضية الاحتجاجات في الصفة الغربية ضد تضييق سلطات الاحتلال على أهالي القدس ومنعهم من ممارسة حقوقهم الدينية بشكل آمن، واعتراضاً على تعرضهم لاعتداءت المستوطنين.
كما شهدت مدينة غزة تظاهرات مؤيدة للحراك المقدسي، حيث أفاد مراسل الميادين، في وقت سابق اليوم، أن قوات الاحتلال أطلقت النار وقنابل الغاز باتجاه شبان شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.