“قطايف ابو علي” الرمضانية.. عبير فلسطين يعبق في أجواء عمان
بقلم: عيسى محارب العجارمه
بكل الفرح والسرور نستقبل الشهر الفضيل، ولا شك أن رمضان عمان وتحديدا بوسط البلد، هو من أرقى وأفضل مواسم الخير في كل بلدان العرب والمسلمين، فهنا شعب الجبارين البار بالأردن وفلسطين يخوض ملحمة الصمود والتصدي، ولا يمل من العطاء والبدل، فحوانيت فلسطين تشتم رائحتها مع كل رحلة للتسوق الرمضاني بعمان العروبة والاسلام.
وتزخر الذاكرة الرمضانية العمانية بذاك المتجر الصغير المعلق بدرج الكلحة الصاعد من وسط البلد الى جبل اللويبدة لمالكه الحج ابو علي، ذاك الفلاح القادم من فلسطين الجد والمجد، ناقلا معه مهنة الآباء والاجداد من حلوانيين مهرة في الفردوس السليب ، بمتجره المخصص لبيع مادة القطايف، تلك الحلوى الرمضانية الشهيرة والاثيرة على المائدة الشعبية بالشهر الفضيل.
فدرج الكلحة بوابة العبور الجمعي الرمضاني العماني لطبق القطايف الشهي ، حيث تجد طابورا طويلا يمتد من بعد صلاة العصر أمام المحل الصغير، منذ الثمانينات والتسعينات.
وتجد ورشة العمل في المحل من خلال العم ابو علي وأبنائه وجمع من العمال الوافدين، يقوموا بعجن وتقطيع وخبيز القطايف بشكلها الكبير والمتوسط والعصافيري، ويزدان المحل بمكملات الفرح والطقس الرمضاني الأجمل في عمان بمادتي الجوز واللوز وجوز الهند والزبيب والروائح الشهية للمخبوزات المعدة من السميد والدقيق الأبيض الفاخر.
أجواء من الفرح الخاص برمضان ينشرها هذا المحل العريق في عمان حارسة الحلم القومي العربي التي من حقها الفرح بقدوم رمضان، اذ رغم كل هذه الكورونا والموت الزؤام الناتج عنها، وكل الانتكاسات القومية، الا ان علي هذه الأرض ما يستحق الحياة حتى وان كانت حبة من القطايف التي تذكرنا بقصة نابلس جبل النار، مقبرة الغزاة وأم الشهداء، ولربما القطايف والكنافة النابلسية التي ستوزع ذات يوم ،فرحا بزوال كورونا وتحرير الأقصى والقيامة.. وليس ذلك على الله بعزيز.
وكل عام والأمة العربية والإسلامية بالف خير.
واتساب ٠٧٨٥٢٩٤٩٠٤
البريد الإلكتروني: [email protected]