زمان، أجرت مجلة ” الموعد ” اللبنانية حوارًا مع الفنانة المصرية الذائعة الصيت تحية كاريوكا، فى ذكرى الأربعين لرحيل سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وذلك بحكم الصداقة العميقة التى ربطت بينهما ودفعت تحيةل تقول عنها ” لقد كانت أمى الروحية “.
تحكى تحية كاريوكا عن علاقتها بكوكب الشرق فتقول : ” لم أفق بعد أربعين يوماً من صدمة رحيل سيدة الغناء العربى، وحزنى على رحيلها لا يوصف، لكنها لا تغلى على خالقها وكلنا سنرحل ولن يبقى إلا وجه خالقنا رب الكون العظيم.
ذكرياتى معها – تقول تحية – تحتاج لساعات وساعات لكى أرويها، فقد كانت بيننا حوارات طويلة وطريفة ومواقف لا تنسى، كنت أزورها كل أسبوع تقريباً، وامتدت أحاديثنا التليفونية، حتى كان شعورى نحوها هو نفس شعورى نحو أمى، لقد كنت أعتبرها أمى الثانية، بل أكثر من هذا، لما كنت بافكر أن الموت سيخطف أمى وأم كلثوم، كنت أنهار باكية لمجرد التفكير فقط.
لم أفكر يوماً فى أن أرقص على موسيقى أغانيها احترامًا لها، ولكنى رقصت وغنت لى أم كلثوم أثناء رقصى عندما أقام النادى الأهلى حفلة فى المناسبات الرياضية، رقصت فى الحفل لأكثر من ساعة، وشعرت بإرهاق شديد، وقررت العودة إلى منزلى، ولكن عند باب النادى التقيت بأم كلثوم التى أصرت على أن أعود معها إلى الحفل وهى تقول ” أنا مشتاقة أشوفك وانتى بترقصى “، فقلت: ” أنا تعبت جداً “، فقالت لى: ” إزاى تتعبى وانتى لسه صغيرة.. أمال احنا نقول ايه؟”.
لقد دعتنى إلى الرقص مرة ثانية وهى تغرينى قائلة: ” انتى ها ترقصى وأنا ها أغنى لك”.. وفعلاً رقصت ليلتها وهى تغنى أغنية ” غنى لى شوية شوية “، واستعادنا جمهور الحفلة من أعضاء النادى الأهلى عدة مرات حتى مطلع الفجر.
– هل كنتِ تتابعين أغانى الست وحفلاتها ؟
– طبعاً.. لكن عمرى ما جلست بين الجماهير، بل كنت أقف بين الكواليس علشان ما أقدرش أقعد ساكنة، بل كنت أداعبها وأهزر معاها فى الكواليس.
– ما هى أجمل ذكرياتك مع الست؟
– ذكرياتى معها تستوعب كتابًا كاملاً، فقد كانت أم كلثوم رحمها الله بالنسبة لى ” أمى الروحية “، وحدث بعد أن ماتت أمى ان قالت لى أم كلثوم : ” انت يابت انتى لازم أحجر عليكى ” بسبب إسرافى الشديد الذى كان مضرب المثل فى الوسط، وسألتها :” ها تحجرى على ليه وإزاى “، فقالت لى : “أتبناكى وأحوش لك فلوسك وأنا اللى حصرف عليكى ” .
وافقت على ذلك، ثم نزلت للتسوق واشتريت مجموعة كبيرة من الأزياء باهظة الثمن، وأرسلت الفواتير لفيلا أم كلثوم، وكانت النتيجة أن كل نصف ساعة يدق أحد العمال جرس الفيلا مطالباً بثمن واحدة من الفواتير، فكلمتنى الست وقالت لي ساخرة: ” إيه يا بنتى الحكاية دى، انتى فاكرة اللى اتبناكى أم كلثوم والا البنك الأهلى؟ ” .