في رثاء المناضل الكبير أنيس النقاش*

شعر المحامي : صلاح رشيد النوباني

رَحلَ الأنيسُ وأَظلمَ الناموسُ1
والليلُ أطبقَ والنهارُ عَبوسُ
رحلَ الذي أَمضى الحياةَ مناضلاً
وله بساحات النضالِ دُروسُ
لما مُقاومةُ الأشاوسِ نُسِقت
وتكاملَ الاعدادُ والتأسيسُ
هُزم العدو بجندهِ وَعِتادهِ
فبكلِ حربٍ خائبٌ ويؤوسٌ
قد كَانَ بالنصرِ المبينِ مُبشّراً
والنصرُ في تفكيرهِ مغروسُ
تبكي القلوبُ مع العيونِ لفقدهِ
وعليهِ يبكي مَوطنٌ ونُفوس
لبنان يبكي حَسرةً لفراقهِ
والحزنُ في أرجائهِ ملموسُ
أما فلسطينُ التي أودي بها
الأحتلالُ كأنهُ كابوسُ
كانت تعيشَ بقلبهِ وبروحهِ
ولقدسها في قلبهِ تقديسُ
شهداؤُنا أحياءُ في وجداننا
وهمُ على مر الزمانِ شُموسُ
وإن إختفت أجسامُهم من حولنا
فهمُ على عرشٍ القلوبِ جُلوسُ
فُرسانُ حقٍ أرخصوا أرواحَهم
والكل منهم فارسٌ ونفيسُ
قاومتَ من زرعوا الفساد بارضِنا
وتلا خُطاهم مُجرمٌ وخسيسُ
أمضيتَ عقداً بالسجونِ مناضلاً
لمْ يُثنكَ الارهابُ والتدليسُ
واللهُ شاءَ بأن تكونَ بقربهِ
وعليكَ يُجهزُ ذلكَ الفيروسُ
ستعانق الأحرارَ في فردوسهِ
من جاهدوا واْغتالهم أبليسُ
سترى عمادَ وأخوةً يتمتعو
ن بجنةٍ يرعاهمُ القدُوسُ
وعلى الأرائكِ يجلسونَ بغبطةٍ
والنهرُ يجري تحتهم مَحسوسُ
ما ماتَ من أمضى الحياة مناضلاً
ولسوفَ يبقى في القلوبِ أنيسُ

*محلل سياسي ومنسق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
1) الناموس: مأوى الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى