الساسة الدنماركيون وتشديد القوانين على المهاجرين

بقلم: وليد ظاهر*

لا يكفي اننا نعاني اليوم من جائحة الكورونا، التي نأمل زوالها في القريب والشفاء للمرضى، وان أحد الدروس الهامة من تلك الجائحة انها تعلمنا معاني التضامن والتعاضد والابتعاد عن الانانية الشخصية.
ولقد أصبح التنافس يدور اليوم بين غالبية الأحزاب الدانمركية حول طرح وتشديد القوانين المتعلقة بالمهاجرين، فمن مقترحات للحد من الرقابة (السيطرة) الاجتماعية بين صفوف المهاجرين والتي نرفضها، الى اعتناق القيم والمبادئ الدانمركية، فالنقاش لم يعد ينحصر في الاندماج في المجتمع الدنماركي، ولم يعد يكفي اليوم اتقان اللغة الدانمركية شفوياً وكتابةً والحصول على عمل، وان تكون مشاركا وفاعلا في المجتمع والمحيط، بل الامر تعدى ذلك ليصبح انصهارا وفرض أسلوب معين للتفكير والآراء، والذريعة التي تساق هي عدم اعتناق القيم الدانمركية.
ومع تأكيدنا على اننا مع معاقبة المخالف للقانون، لكن ان يعاقب الصالح بجريمة الطالح، فان ذلك ظلم لا يحتمل.
كنا نأمل ان يكون الأساس هو الحوار، وليس اتباع سياسة العصا بدون جزرة، لان معالجة التحديات الاجتماعية عبر التشدد بالقوانين، لن تكون الحل، بل يؤدي الى اتساع الهوة بين المجتمع والمهاجرين.
إذا كان الهدف هو علاج التحديات فأقصر الطرق لذلك هي الحوار، من اجل بناء واندماج صحيح للمهاجرين في المجتمع، وبناء الجسور وليس العمل على تهديمها وتحطيمها.
الخطاب الحاد و المتصاعد تجاه المهاجرين له عواقب وخيمة، وضرره سيلحق بالجميع.
اننا نأمل من الساسة إعادة التفكير والعودة الى السياسة المعتدلة (الوسطية)، التي تقوي وتحمي المجتمع، وتكون حاضنة للكل، خاصة للمهاجر الذي يتعلم اللغة ويرغب في الحصول على شهادة تعليمية وعلى عمل، ويشارك في عمل طوعي خدمة للمجتمع، ويحاول الاندماج في المجتمع.
واخيراً نؤكد على ان الجزاء من جنس العمل، فان كان خيرا فانه يعود على صاحبه، وان كان شر يعود ايضا على صاحبه، وليس اتباع العقاب الجماعي.
لنعمل على تقريب المسافات بيننا وليس على توسيع الهوة، فان لكل منا دورا ونحن بحاجة الى الجميع للنهوض بمجتمعنا ومواجهة التحديات التي نواجها والتي لا تقتصر على جائحة الكورونا.

* رئيس تحرير المكتب الإعلامي الفلسطيني في الدنمارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى