في رسالة تحدٍ للغنوشي.. الرئيس سعيد يقوم بجولة ميدانية في قلب العاصمة ليؤكد ان الشارع هو الحكم والفيصل/ فيديو

 
ظهر الرئيس التونسي قيس سعيد مساء امس الثلاثاء يجوب شارع بورقيبة وسط العاصمة تونس في جولة غير معلنة مسبقا.

والتقى قيس سعيد الذي رافقته حراسة مشددة، عددا من التونسيين وسُمعت أصواتهم وهم يعلنون تذمرهم من أداء البرلمان.

وخلال الجولة القصيرة هتفت أعداد غفيرة من التونسيين “الشعب يريد حل البرلمان”، بينما عبر عدد آخر من المتجمهرين حول الرئيس عن مساندتهم له، مطالبين بضرورة تحسين الأوضاع المعيشية في البلاد.

واستمع الرئيس التونسي إلى مشاغل عدد من المواطنين، ليتوجه بعد ذلك إلى مقر وزارة الداخلية الموجود بالشارع الرئيسي، وفق ما أكد بيان للرئاسة التونسية على “فيسبوك”.

كما أظهرت صور نشرتها الرئاسة، لقاء جمع رئيس الجمهورية بهشام المشيشي رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالنيابة.

وقد اعتبر المراقبون هذه الزيارة الميدانية للرئيس قيس سعيد إلى الشارع الرئيسي في قلب العاصمة التونسية بمثابة رسالة واضحة إلى راشد الغنوشي رئيس البرلمان، مفادها أن الشارع هو الفيصل بيننا، وذلك كرد مباشر على تصريحات الغنوشي الأخيرة التي اعتبر فيها أن دور رئيس الجمهورية “رمزي وليس إنشائيا”، والتي فهمت على أنها دعوة إلى تهميش الرئيس سعيد.

وهذه هي المرة الثانية التي ينزل فيها الرئيس سعيد إلى الشارع في الفترة الأخيرة، والتي يسمع فيها دعوات إلى حل البرلمان والأحزاب، في رسالة تؤكد أن الرئيس يريد أن يرد على الاستهداف البرلماني الأخير له بالتأكيد على شعبيته واقترابه من الناس والتحدّث إليهم، وإظهار أن الغضب الشعبي هو على الطبقة التي تحكم منذ 2011، وأنه سيواجه هذه الطبقة بوصفه رئيسا منتخبا من ثلاثة ملايين ناخب أغلبهم من الشباب والفئات الفقيرة.

ومنذ أيام شارك العشرات من الشباب، الذين تجمعوا بشكل تلقائي، في وقفة تضامنية مع الرئيس سعيد ضد ما اعتبروه “محاولات تشويه” يتعرض لها.

وجرت الوقفة أمام منزل سعيد بمنطقة “المنيهلة” غربي العاصمة، حيث نظمتها تنسيقية شبابية مستقلة، تأسست لمساندته في انتخابات الرئاسة عام 2019، ومازالت نشطة.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كُتبت عليها شعارات “لكم الشرعية ولنا المشروعية” و”السلطة للشعب” و”قيس سعيد اختار طريق الله والأمانة والشعب والوطن”.

ويعتقد المراقبون تونسيون أن قيس سعيد يرد على استهانة الغنوشي بدور رئاسة الجمهورية بالعودة إلى الشارع لإقامة الحجة على الطبقة السياسية التي جاءت بعد 2011 وتحذيرها من تهميشه، لافتين إلى أن الرئيس كان يتحرك وسط الناس دون حواجز أمنية خلافا لما جرى في البرلمان يوم تمرير التعديل الوزاري، حيث تم تطويق المكان بالحواجز وسيارات الشرطة لمنع المحتجين الغاضبين من الاقتراب من البرلمان، وإسماع صوتهم المعارض للسياسات الاقتصادية والاجتماعية.

ويعتبر المراقبون أن الغنوشي كان بتصريحه الأخير يهدف إلى استفزاز قيس سعيد، لكنه لم يتوقع أن ينجح الأخير في تحويل الاستفزاز إلى ورقة قوية بيده لإظهار شعبيته والتأكيد على أن حل الخلاف سيكون عبر الشارع الذي هو صاحب الشرعية الأول.

وباتت عدة جهات سياسية وشعبية، تطالب الرئيس سعيد بالدعوة إلى استفتاء شعبي لحل الخلافات مع الطبقة السياسية الحالية، وخاصة الخلاف حول النظام السياسي.

ويرجح أن يختار الناخبون، فيما لو جرى الاستفتاء في مثل هذه الظروف، الانحياز إلى النظام الرئاسي والقطع مع النظام البرلماني الذي يقف وراء الفوضى التي تعيشها البلاد، وهو النظام الذي يدافع عنه الغنوشي ويريد أن يطوره نحو نظام برلماني كامل يجعل رئيس الجمهورية بلا دور.

https://www.facebook.com/watch/?v=183436683567410

https://www.facebook.com/watch/?v=210898830783656

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى