الإعلام الرسمي لسلطة عباس يتجاهل رحيل البروفيسور “المعارض” عبد السلام قاسم

رغم الاهتمام الشعبي الكبير الذي حظي به خبر وفاة الأكاديمي والمفكر السياسي البارز البروفيسور عبد الستار قاسم في الأوساط الفلسطينية، إلا أن أي خبر عن الوفاة أو بيان نعي لم يصدر عن وسائل الإعلام الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية والحكومة.

وتوفي قاسم  امس الاول الإثنين متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز 72 ربيعًا.

وعرف الراحل بغزارة كتاباته وإنتاجه البحثي، إذ ألّف 25 كتابا، وأكثر من 130 بحثًا نشرت في مجلات ودوريات علمية متنوعة، بالإضافة لآلاف المقالات المنشورة في المجلات والدوريات والصحف المحلية والعربية والدولية.

ولاحقه الاحتلال الإسرائيلي لمواقفه السياسية واعتقله عدة مرات من بينها أربعة اعتقالات إدارية خلال الانتفاضة الأولى.

كما دفع قاسم مبكراً ثمن معارضته لاتفاق أوسلو، فتعرض لأكثر من ثمانية اعتداءات مباشرة تراوحت ما بين محاولة الاغتيال والضرب وتحطيم وإحراق مركبته، فضلاً عن رسائل التهديد اللفظية والمبطنة، في مسعى لإسكات صوته، واعتُقل سبع مرات لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ما بين عامي 1996 و 2016.

وحينما أعلنت وفاة المفكر المعروف انبرت وسائل إعلام وفصائل ومؤسسات وناشطون لنعيه والإشادة بمكانته العالية والتأكيد على أن خسارته هي خسارة لفلسطين لما يحمله من فكر وطني وسياسي وأكاديمي متميز.

لكن وسائل الإعلام الرسمي التابعة للسلطة والحكومة غاب فيها مجرد خبر نعي في صفحة من صفحاتها ومواقعها، في حين كانت لا تتردد في نشر أخبار نعي شخصيات إسرائيلية أوغلت في الدم الفلسطيني، بما فيها قيادات في أركان الجيش الإسرائيلي.

كما لم ينع الرئيس محمود عباس الراحل قاسم، وكان قد عزّى بوفاة إسرائيليين على مدار السنوات الماضية، كان من بينهم: رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الأسبق أمنون شاحك، والزعيم الروحي لحزب شاس عوفاديا يوسف، كما قدم التعازي لأسر يهودية في احتفال “إسرائيل” بالذكرى السنوية لما يسمى بالمحرقة، وقدم التعازي بوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق عيزر وايزمن والرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز، كما قدم التعازي بوفاة زوجة الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريفلين.

هذا الموقف السلبي للإعلام الرسمي، أثار انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب عديد النشطاء مستهجنين استنكاف السلطة والحكومة عن نعيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى