في مؤشر على سعى بايدن لإنهاء الحرب باليمن.. الخارجية الأمريكية نراجع تصنيف الحوثيين كـ”جماعة إرهابية”

قالتوزارة  الخارجية الأمريكية، امس الاول الجمعة ، إنها ستراجع قرار تصنيف جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) كـ”جماعة إرهابية” في أقرب وقت ممكن.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”: “تعمل الخارجية الأمريكية على الانتهاء من مراجعة تصنيف الحوثيين كإرهابيين في أقرب وقت ممكن”.
وتابع المسؤول الأمريكي “وزارة الخارجية بدأت مراجعة لتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وتعمل بأسرع ما يمكن لإنهاء العملية واتخاذ قرار”.
وكان مرشح الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلينكين، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن واشنطن ستلقي نظرة على التصنيف.
ويخشى مسؤولو الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة أن يعيق العمليات الإغاثية في اليمن، والتي تواجه مجاعة واسعة النطاق بنسبة 80٪. من أهلها.
كما قال أيضا مستشار بايدن للأمن القومي، جيك سلفيان، إن قرار إدارة ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لن يؤدي إلا لمزيد من المعاناة، لافتا إلى الحاجة إلى محاسبة قادة الجماعة.
وقال سلفيان في تغريدة عبر تويتر: “لن يؤدي (تصنيف الحوثيين) إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني وإعاقة الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الحرب.”، مضيفا: “يجب محاسبة قادة الحوثيين وليس تصنيف الجماعة كلها إرهابية”.
وکان السناتور الجمهوري تود يونغ من ولاية “إنديانا” قد كتب على تويتر: “اليوم، قرار مايك بومبيو إعلان جماعة الحوثيين منظمةً إرهابيةً، هو خطوة أخرى في النهج الأمريكي الخاطئ طويل الأجل تجاه الصراع اليمني”.
هذا في حين أنه في رسالة إلى بومبيو يوم السبت المنصرم، أعلن 34 عضواً في الكونغرس، بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “جريجوري ميكس”، عن العواقب الوخيمة لهذا القرار، معتبرين إياه قراراً متسرعاً في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب في البيت الأبيض.

أوهام السعودية الواهية

إن الترحيب السعودي المتعجِّل بإعلان أنصار الله “إرهابية”، وإعلان استعدادها وفق بعض المصادر لتحمل تكاليفه المالية، أثبت أولاً أن الرياض لم تنجح في تحقيق أي إنجاز في الحرب اليمنية، وبالتالي فهي تسعی إلى إغلاق باب التفاوض والدبلوماسية في المحادثات الثنائية مع صنعاء والمحادثات اليمنية اليمنية.
وثانياً، السعوديون الذين يعتقدون أن إعلان أنصار الله إرهابية سيضعف الحرکة، يرون تحرك ترامب الفرصة الأخيرة لتحقيق جزء على الأقل من أهدافهم في غزو اليمن.
ومع ذلك، فإن الانتقاد الداخلي المتزايد للكونغرس والإدارة الأمريكية الحالية لوصف أنصار الله إرهابيةً، يبعث برسالة قوية إلى الرياض مفادها بأن الأمل الزائف الأخير للسعوديين في تحقيق أدنی إنجاز لهم في ساحة المعركة اليمنية كان أيضاً حلماً، ولا يمكن الاصطياد في الماء العکر المتمثل في اعتبار أنصار الله حرکةً إرهابيةً.

بايدن يتعرض لضغوط لإنهاء الأزمة 

في غضون ذلك، لا يمكن للمرء أن يتفاءل بسياسة الديمقراطيين السلمية تجاه الأزمة اليمنية وأن يعطيها المصداقية، لأن تشكيل التحالف العربي وغزو اليمن كان بالأساس في عهد إدارة أوباما، وحدث بضوء أخضر وموافقة من الإدارة الأمريكية وقتها من خلال تقديم الدعم السياسي والعسكري للسعودية، لكن الآن تجد إدارة بايدن نفسها مجبرةً على التصرف بشكل مختلف لإنهاء الحرب اليمنية.
أولاً، بايدن وبفعل ضغوط الرأي العام المحلي والمعارضة العالمية لاستمرار الإبادة الجماعية بحق اليمنيين، وعد اليمنيين الأمريكيين خلال حملته الانتخابية بأمرين: أولاً، رفع حظر السفر الذي فرضه أمر الهجرة الذي أصدره ترامب، وثانياً، إنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن.

من ناحية أخرى، بايدن الذي يفكر في استعادة دور أمريكا القيادي في المجتمع الدولي، وبالنظر إلى معارضة الأمم المتحدة وحلفاء واشنطن الأوروبيين لقرار إدارة ترامب، بات يدرك الحاجة إلى التوافق مع المجتمع الدولي.
کما تعلم واشنطن أنه يجب عدم إضاعة الوقت لأن الحلول تزداد صعوبةً مع مرور الوقت واستمرار الصراع اليمني. كذلك، سيحل الاقتصاد الوطني محل اقتصاد الحرب في نهاية المطاف بالكامل، ما يخلق المزيد من الحوافز المربحة والجذابة لأولئك الذين يستفيدون من استمرار الحرب.
وداخلياً، فإن الجهود الانفصالية، وعدم وجود الإرادة الکافية من جانب حكومة عدن المستقيلة للتفاوض مع صنعاء، والجهود السعودية لعرقلة إجراء المحادثات، هي تحديات تشكيل العملية السياسية.

اطماع الامارات الاستعمارية

وفي الماضي أيضاً، رغم أن مؤتمر الحوار الوطني (NDC)، الذي عُقد تحت رعاية الأمم المتحدة في عام 2013، کان شاملاً، ولکن کان فيه نقص رئيس واحد، وهو أنه فشل في جمع أرکان القوة الرئيسيين في جميع أنحاء البلاد للتفاوض على اتفاقية تقاسم السلطة.

وعلى المستوى الإقليمي، نظراً لأن جغرافية اليمن تمتد على طول شواطئ بحر العرب والبحر الأحمر، فإنها تغري السعودية والإمارات بمتابعة مصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية الاستعمارية هناك.
کما يوفر القرن الإفريقي طريقاً مواتياً لخط أنابيب نفط سعودي محتمل إلى بحر العرب، حتى تتمكن السعودية من تجاوز مضيق هرمز إذا لزم الأمر.
وهکذا، فإن الوصول إلى الموانئ في عدن وجزيرة سقطرى عند مدخل البحر الأحمر، فضلاً عن الاهتمام الإماراتي المتزايد بالقرن الإفريقي، وخاصةً إريتريا وجيبوتي، جعل الإمارات تتحين الفرص منذ سنوات للمشاركة في التطورات في اليمن. ونتيجةً لذلك، سيكون من الصعب للغاية الوصول إلی تعاون التحالف العربي لإنهاء الحرب.
حتى إن المخاوف من قدرة أنصار الله في مستقبل التطورات اليمنية – سواءً أكانت حقيقيةً أم وهميةً -، والتي تُستخدم الآن ذريعةً لاستمرار الحرب والتدخل المباشر في التطورات اليمنية، حتى مع اقتراح إيران إجراء محادثات إقليمية واتفاق عدم اعتداء بين السعوديين وصنعاء، يمكن حلها شريطة تخلي الرياض عن التدخل والعدوان وإثارة الشغب وتصدير الإرهاب واحتلال الأراضي النفطية اليمنية ومعاداة الشعب اليمني. الأمر الذي يمكن استبعاده في الوقت الحالي، بالنظر إلى الطريقة التي تعاملت بها السعودية مع إعلان أنصار الله منظمةً إرهابيةً.

وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، قد اعلن أن وزارة الخارجية ستخطر الكونغرس بنيته تصنيف جماعة “أنصار الله” اليمنية منظمة إرهابية أجنبية.
وتوجه بومبيو في بيان للخارجية، قال فيه: “أعتزم إدراج ثلاثة من قادة جماعة “أنصار الله” وهم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين”.
من جانبها، قالت جماعة “أنصار الله” اليمنية، إن لها حق الرد على أي تصنيف أمريكي للجماعة، وأنها تدين أي تصنيف من جانب واشنطن، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأمريكي نية واشنطن تصنيف الجماعة كيانا إرهابيا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى