بيلوسي تدعو الديمقراطيين للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع.. وبينس لا يستبعد تطبيق التعديل 25 وعزل ترامب
طلبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، (ديمقراطية من كاليفورنيا) من زملائها الديمقراطيين في المجلس الاستعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع.
وقالت بيلوسي في رسالة إلى الأعضاء الديمقراطيين، نشرت أمس السبت: “سنواصل الاجتماعات مع الأعضاء وخبراء الدستور وغيرهم”، بعد أن تلقت تعليقات حول كيفية الرد على أعمال شغب يوم الأربعاء، مضيفة: “أحثكم على أن تكونوا على استعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع”.
وذكرت بيلوسي في الرسالة أن النواب أقسموا اليمين للدفاع عن الديمقراطية.
وكتبت: “لهذا السبب، من الضروري للغاية محاسبة أولئك الذين ارتكبوا الاعتداء على ديمقراطيتنا. يجب أن يكون هناك اعتراف بأن هذا التدنيس كان بتحريض من الرئيس”.
وختمت بيلوسي بالقول: “مما سمعته من الأعضاء والجمهور، من الواضح مرة أخرى أن مهمتنا إنقاذ ديمقراطيتنا”.
وتأتي الرسالة، وسط مناقشات تدور حول محاولة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية، بسبب دوره في تحريض أنصاره، الذين اقتحموا مبنى الكابيتول يوم الأربعاء الماضي وتسببوا بفوضى كبيرة.
ولقي 5 أشخاص مصرعهم خلال الاقتحام، بمن فيهم برايان سيكنيك، ضابط شرطة الكابيتول، البالغ من العمر 42 عاما.
وفي مؤتمر عبر الهاتف استمر لساعات مع التجمع الحزبي لمجلس النواب يوم الجمعة، أعرب المشرعون عن دعم شبه إجماعي لمساءلة ترامب.
وكان الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، قد أعربوا في وقت سابق، عن دعمهم لنائب الرئيس مايك بينس وأعضاء آخرين في مجلس الوزراء، مطالبين بتطبيق التعديل الدستوري الخامس والعشرين لإقالة ترامب، خوفا من احتمال إثارته المزيد من العنف في الأيام المتبقية من رئاسته.
وبدوره لم يستبعد مايك بينس استخدام التعديل رقم 25 من الدستور لعزل الرئيس دونالد ترامب من السلطة، قبل 20 من الشهر الجاري، تاريخ تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.
ونقلت قناة “سي إن إن” عن مصدر مقرب من بينس أن الأخير يحتفظ بهذا الخيار في حال أصبح ترامب “أكثر اضطرابا”.
وبحسب المصدر ذاته أصبح من الواضح هذا الأسبوع أنه ينبغي الاحتفاظ بهذا الخيار كأمر ممكن.
يذكر أن التعديل 25 تم تبنيه بعد اغتيال الرئيس، جون كينيدي عام 1963، ويهدف إلى حل المواقف التي يمنع فيها المرض أو الوفاة الرئيس من أداء واجباته، أو الاستقالة.
ويواجه الرئيس ترامب، الذي أغلق موقع تويتر حسابه الشخصي ونبذه عدد من المسؤولين الجمهوريين، مسعى جديدا من الديمقراطيين لعزله بعدما حرض مؤيديه على اقتحام مبنى الكونغرس.
ورغم أنه لم يتبق لترامب في منصبه سوى أيام معدود، إلا أن تطورات الأحداث تشير إلى أنه قد يتم عزله قبل الـ 20 من الشهر الجاري، الموعد المقرر لتسليم السلطة للديمقراطي جو بايدن.
وقال النائب الديمقراطي، تيد ليو، أمس السبت، إن الديمقراطيين بمجلس النواب سيطرحون تشريعا يوم الاثنين يدعو لمساءلة ترامب، مضيفا أن هناك 180 داعما لتشريع لمساءلة الرئيس بغرض عزله.
وصرحت متحدثة باسم ليو أن مشروع القانون لم يؤيده بعد أي من الجمهوريين.
وهددت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بمساءلة ترامب للمرة الثانية، ما لم يقدم استقالته “على الفور”، وهي خطوة من المستبعد أن يقدم عليها الرئيس الذي يتسم سلوكه بالتحدي والمواجهة.
وتداول الأعضاء الديمقراطيون بمجلس النواب تهما رسمية قد تفضي إلى مساءلة الرئيس ترامب. وطلبت بيلوسي أيضا من الأعضاء إعداد مسودة تشريع يهدف لتفعيل التعديل الـ25 بالدستور الأمريكي الذي يسمح بعزل الرئيس، إذا أصبح عاجزا عن القيام بواجباته الرسمية.
وقالت بيلوسي إن ترامب “ارتكب أمرا خطيرا للغاية يستوجب مقاضاته”.
ولقي الجهد المكثف للإطاحة بترامب من البيت الأبيض دعما من بعض رفاقه الجمهوريين أيضا.
ولتفعيل التعديل الدستوري الـ25 ، يتعين على مايك بينس، نائب الرئيس، وعلى أغلبية حكومة ترامب، إعلانه غير قادر على أداء مهام الرئاسة.
ولا يزال احتمال عزل ترامب قبل 20 يناير مستبعدا، نظرا لأن أي مساءلة في مجلس النواب ستفضي إلى محاكمة بمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولا يزال المجلس في عطلة حتى 19 يناير.
وقال ترامب إنه لن يحضر مراسم تنصيب بايدن، لكن مسؤولا كبيرا في الإدارة قال يوم السبت إن بينس يعتزم حضور مراسم التنصيب.
وقال مصدر مطلع إن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، ميتش مكونيل، بعث بمذكرة إلى رفاقه الجمهوريين بالمجلس تشير إلى أن أي محاكمة لترامب لن تبدأ حتى خروجه من السلطة. وتحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى موافقة الثلثين.