هكذا انتقم وزير المعارف طه حسين من تهديدات الملك فاروق

ذات يوم، اقتحم الكاتب موسى صبري محراب عميد الأدب العربي طه حسين، وانتهز فرصة تقديم كتابه “قصة ملك وأربع وزارات”، ليلتقيه وينهل من حكمته ورأيه.

وفي نهاية اللقاء قدم موسى صبري، كتابه إلى طه حسين، فسأله عن موضوعه فأخبره أنه يروي الأحداث السياسية في حكم مصر منذ حريق القاهرة وحتى قيام ثورة يوليو، فسأله العميد عن الوزارات التي كتب عنها، وهل كتب عن الوزارة التي اشترك فيها.

كشف موسى صبري، أنه كتب عن وزارات علي ماهر، ونجيب الهلالي وحسين سري، وأشار إلى الوزارة التي اشترك فيها طه حسين كلما اقتضت ظروف الأحداث.

وتساءل عميد الأدب العربي، عن سر قبول الملك فاروق لإسناد رئاسة الوزراء إلى نجيب الهلالي، رغم كرهه الشديد له، وكان يقول إنه يذيع عنه وقاحات، فأوضح له موسى صبري أن الملك كان مضطرا لإسناد وزارات إلى أشخاص لا يحبهم مثل علي ماهر أيضا.

وكشف طه حسين أن الملك فاروق كان يكرهه أيضا، وعندما قابله مع أعضاء الوزارة قبل حلف اليمين في يناير 1950، وجه له تهديدا علنيا حيث قال له: “وأنت يا دكتور طه.. أنا مش عاوز بعد كده مقالات من مقالاتك الهدامة.. أنا قبلت اشتراكك في الوزارة كامتحان لك”.

تلقى طه حسين، تهديد الملك دون تعليق ولو بكلمة واحدة، ولكنه رد عليه عمليا بعد ثلاثة أيام فقط عندما أعلن مجانية التعليم الثانوي والفني، وظل طوال فترة الوزارة دون لقاء خاص معه، حيث كان طه حسين، يعتذر عن الحفلات التي كان يدعى إليها الوزراء، ولكنه حضر المأدبة التي أقامها فاروق، احتفالا بولي العهد بعد إلحاح زملائه الوزراء، وخلال الاحتفال أتاه سكرتيره منزعجا وهمس في أذنيه أن طلبة إحدى المدارس التابعة لوزارة المعارف يتظاهرون ويهتفون بسقوط الملك!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى