المغرب.. المقايضة بين مغربية الصحراء و التطبيع مع الكيان الصهيوني

بقلم : توفيق المديني

في فلسفة نظام العرش المغربي منذ حكم الملك الراحل الحسن الثاني ، واستمرارٍ مع ابنه الحالي الملك محمد السادس، تُعَدُّ قضية الصحراء الغربية القضية الوطنية الأولى في المغرب ،وهي أكبر من قضية القدس و فلسطين، حتى وإن ادَّعَتْ العائلة المالكة في المغرب أنَّها”حارسةُ الأماكن المقدسة في القدس”،وكون العاهل المغربي يرأس لجنة القدس.
ففي الوقت الذي يعمل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتهية ولايته على تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى”صفقة القرن”، ويعمل فيه الكيان الصهيوني على تصعيد سياسة الاستيطان في كامل الضمة الغربية، تمهيدًا لضمها، وانتهاك كل حقوق الشعب الفلسطيني،أقدم العاهل المغربي محمد السادس على ارتكاب خطيئة تاريخية،من خلال تطبيع المغرب علاقاته مع الكيان الصهيوني، مقابل اعتراف أمريكى بمغربية الصحراء.
وثمن العاهل المغربي يوم الخميس 10ديسمبر/كانون الأول 2020الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس ترامب، وتعهد “باستئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال”، كما ورد في بيان للوكالة المغربية للأنباء.وبإعلان ترامب، يكون المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني في غضون الأربعة أشهر الماضية، بعد خطوة مماثلة من الإمارات والبحرين والسودان.
وقال الملك محمد السادس، مساء الخميس 10ديسمبر2020، إن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية “ثابت لا يتغير”، وإن عمل بلاده من أجل “ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”.وأوضح العاهل المغربي، في اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتزامن مع إعلان الرباط عن “استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين”، أن “المغرب مع حل الدولتين”، وأن “المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع”.
خطيئة المغرب بـ”مقايضة” الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء بالتطبيع مع إسرائيل
لقد فضل الملك محمد السادس عملية مقايضة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الغربية مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي جاء بعد عام من المفاوضات السرية الحثيثة التي شارك فيها على نحو خاص بدور بارز كلّ من صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنروالمستشار الخاص للعاهل المغربي من أصل يهودي أندريه أزولاي، واللذين كانا، بحسب مصادر مغربية وإسرائيلية تحدثت لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، الصادرة يوم الجمعة 11ديسمبر2020، “ضالعين بشكل عميق وبسرية تامة في تخطيط العلاقات، وساعدا في بلورة الاتفاق”.
لكنَّ الأمر لم يقتصر عليهم، فقد لعب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تملك أسرته قصور اصطياف فاخرة في الرباط، هو الآخر دوراً، من خلال محادثات مع العاهل المغربي، وأثّر على ما يبدو على القرار المغربي لجهة استئناف العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وبحسب مستشار في القصر الملكي في المغرب، وفق ما تفيد الصحيفة الإسرائيلية ، يبدو “أن لولي العهد السعودي قائمة من الدول العربية والإسلامية الأخرى، مثل إندونيسيا وجيبوتي ومالي وباكستان،التي ستقيم علاقات مع إسرائيل”، وبعد أن “تكتمل الدائرة، ويتحقق تقارب حقيقي مع إسرائيل، ستعلن السعودية عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
مقايضة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الغربية،و إخطار إدارة الرئيس دونالد ترامب بشكل رسمي الكونغرس، بخطتها لعقد صفقات تصدير أسلحة إلى المغرب، وذلك بقيمة مليار دولار،تشمل أربع طائرات مسيرة من طراز (إم كيو- 9 بي سكاي غارديان)،وتنتجها شركة (جنرال أتوميكس)،و أيضا صواريخ “هيل فايل” و”بيفواي” وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)  من إنتاج شركات (لوكهيد مارتن( و(رايثيون) و”(بوينغ)”، مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني،جاء بعد أن أدرك الملك المغربي محمد السادس أنَّه لن ينال اعترافًا أمريكيًا بضم الصحراء الغربية من الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن.
وكان المغرب يسعى منذ 45 عاما للحصول على اعتراف أمريكي بضم الصحراء الغربية لأراضيه، ولجأ لمساعدة الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لضمان ذلك.وكانت معارك جبهة البوليساريو ضد الجيش المغربي وصلت عام 1975 إلى طريق مسدود، بعد أن بنى المغاربة بمساعدة نصيحة ومعدات من إسرائيل جدارًا في الثمانينيات، يصل طوله إلى نحو 1500 كيلومتر، يحيط بمعظم الصحراء الغربية، ويستخدمه لوقف الغارات ضد جيشهم ، وبمساعدة الجنرال إيهود باراك.
كان بإمكان حل قضية الصحراء الغربية عربيًا، أو على الأقل بين المغرب والجزائر في إطار ما يخدم المصلحة العربيّة،ومايزيل المخاوف المتبادلة ،ويجعل المصالح الضيقة بكلّ دولة مسقوفة بفضاء أوسع، تدور تحته التناقضات المتوقعة وتضارب المصالح المحتمل، كما هو شأن الأمم الآخذة في التفاهم والتعاون، بالرغم من ماضي الصراع الذي حكمها قروناً. والمغرب والجزائر هما الأقرب جغرافيّاً إلى أوروبا، ذات التجربة الفريدة بهذا الخصوص.
لكن المغرب اختار طريق الاستقواء بأمريكا،والتطبيع مع الكيان الصهيوني،لفرض الطرح المغربي المتمثل بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية في إطار المحافظة على مغربيتها من حيث السيادة الوطنية. ويرى الباحثون المغاربة أنَ مبادرة ترامب في نهاية فترة ولايته الاعتراف بسيادة المغرب على كامل أراضيه المسترجعة وتأييد مبادرة الحكم الذاتي، يشكل للمرة الأولى، ترجيحاً لكفة المغرب في نزاع الصحراء، وكسرًا لقاعدة التوازن التي كانت تسلكها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بهذا الشأن. ويُعَدُّعزم واشنطن فتح قنصلية في مدينة الداخلة بمنزلة اعتراف ملموس بالطرح المغربي، وفي الوقت نفسه تكريسًا للمغرب كبوابة لأمريكا في الانفتاح الاقتصادي والتجاري على الدول الإفريقية، مما سيساهم بلا شك، في حلحلة ملف الصحراء الذي ظلّ يراوح مكانه لصالح المغرب.
الجزائر و البوليساريو ودعاة الاتحاد المغاربي يدينون قرار التطبيع
لكن خصوم المغرب لا ينظرون بنفس المنظار، فقد دانت الجزائر قرار التطبيع، إذ قال رئيس الوزراء الجزائري، عبد العزيز جراد، يوم السبت12 ديسمبر 2020 في كلمة له نقلها التلفزيون الرسمي الجزائري وفي إشارة على ما يبدو لاستئناف المغرب، تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، على أن “هناك إرادة حقيقية لوصول الكيان الصهيوني قرب حدودنا، وأكدنا سابقا لمواطنينا أن هناك عمليات أجنبية تريد ضرب استقرار بلادنا، وها هي الدلائل ظهرت عندما نرى على طول حدودنا وفي فضائنا المغاربي والأفريقي عدم استقرار وحروب”.
ودانت جبهة “البوليساريو”قرار الرئيس ترامب بشأن الصحراء، مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بإدانته، وكان لافتاً اعتبارها أن “قرار ترامب لا يغير في أي شيء من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية، إذ إنَّ المجتمع الدولي لا يعترف للمغرب بالسيادة على منطقة الصحراء، لأنها تبقى ملكًا حصريًا للشعب الصحراوي”. وأكدت “البوليساريو” في بيان، أنَّ “الموقف المعلن عنه من قبل ترامب، يشكل خرقًا سافرًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ـ منظمات ومحاكم ـ ويعرقل مجهودات المجتمع الدولي الرامية لإيجاد حلّ سلمي للنزاع الدائر بين الطرفين في المنطقة”.
في المقابل، أكدت الأمم المتحدة أن موقفها في ما يتعلق بقضية الصحراء لم يتغير، وأنها متمسكة بالحل وفق ما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.
بعد اعتراف المغرب بالكيان الصهيوني  أصبح حلم اتحاد المغرب العربي وتوحيد شعوبه والذي شهد على مرِّ السنوات العديد من الصعوبات، أكثر تعقيدًا ، ولكنَّ بالخطوة التي قام بها المغرب تم وَأْد حلم توحيد المغرب العربي تماما. فملك المغرب تحت غطاء سيادته على الصحراء وحرصه على وحدة أراضيه فرط في أقدس الأراضي، وقبل الاعتراف بدولة الاحتلال الصهيوني ، التي أعلنت القدس عاصمة لها، مقابل اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء،وهو ما يمثل طعن القضية الفلسطينية، ووأد الحلم في إقامة اتحاد مغاربي
مواقف الأحزاب المغربية المؤيدة لمقايضة مغربية الصحراء بالتطبيع
رحبت قيادات الأحزاب السياسية المغربية خلال الأسبوع الماضي، بإعلان الولايات المتحدة اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو و الجزائر ،وعزمها على فتح قنصلية بمدينة الداخلة جنوبي المغرب، أي عاصمة الإقليم الصحراوي.
1-حزب “العدالة و التنمية” ذي المرجعية الإسلامية
قال رئيس الحكومة المغربي، وأمين عام حزب”العدالة و التنمية” سعد الدين العثماني ، الذي ينتمي إلى عائلة أحزاب الإخوان المسلمين في الوطن العربي،ويعتبر حزب”العدالة و التنمية” التركي بزعامة أردوغان مرجعية له، إنَّ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية “إنجاز كبير، سيؤثر على مسار قضية الصحراء المغربية في السنوات المقبلة إذا لم نقل في الشهور المقبلة”، واعتبر رئيس الحكومة المغربية، يوم الثلاثاء16ديسمبر/كانون الأول 2020 ، أنَّ تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني ، كان “قرارًا صعبًا لذلك تأخر”.
وقال العثماني، في لقاء مع قناة “الجزيرة”، “لا نريد أن تكون هناك مقايضة بقضية الصحراء، لكن الانتصار في هذه المعركة اقتضت الضرورة أن يتزامن مع الانفتاح على الآخر”، في إشارة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
واعتبرالعثماني: أن اعتراف أميركا بسيادة المغرب على إقليم الصحراء “انتصار غير مسبوق وستتلوه انتصارات أخرى، لأن الولايات المتحدة هي عضو دائم بمجلس الأمن، وهي التي تصوغ مسودة مشروع قرار مجلس الأمن في قضية الصحراء”. وتابع العثماني: “أميركا دولة عظمى في العالم، وكثير من الدول تريد أن تقدم على هذه الخطوة (الاعتراف بتبعية إقليم الصحراء) لكن لم تكن تجرؤ، واليوم ستكون عندها الشجاعة لتقوم بما ينسجم مع قناعاتها”.
وأشار إلى أنه إذا كان “(المغرب) غارقا في هذه المعركة (أزمة الصحراء) ولم يستكمل وحدته، سيكون عاجزا أن يقوم بما كان يريد أن يقوم به بجانب الفلسطينيين”.وشدد على أن المغرب “لن ينزل أبدا عن مستوى المبادرة العربية، والثوابت المغربية أعلى من المبادرة العربية عموما”، مذكرا أن بلاده “رفضت قرار نقل السفارة الأميركية للقدس”.
مواقف رئيس الوزراء المغربي السيد سعد الدين العثماني الحالية من التطبيع، تتناقض جذريا مع مواقفه السابقة التي أعلنها في اجتماع أمام حزبه 23 آب/ أغسطس2020 ، ليعقّب على جولة التطبيع الأولى التي كانت من نصيب دول الخليج، فقال – وفقا لوكالة رويترز – أمام أنصاره:
*- إن المغرب يرفض أي تطبيع مع (الكيان الصهيوني) لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
*-موقف المغرب ملكا وحكومة وشعبا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، ورفض أي عملية تهويد أو التفاف على حقوق الفلسطينيين والمقدسيين وعروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف.
*-هذه خطوط حمراء بالنسبة للمغرب ملكا وحكومة وشعبا، وهذا يستتبع رفض كل التنازلات التي تتم في هذا المجال، ونرفض أيضا كل عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني.
*-كل عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني هي دفع له وتحفيز كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني، والالتفافِ على هذه الحقوق التي تُعتبر الأمة الإسلامية كلها معنية بها وبالدفاع عنها.
وبعد هذه التصريحات التي حملت الموقف الأخلاقي والمبدئي لحزب ينطلق من “المرجعية الإسلامية، وثوابت الأمة الجامعة”، كما ورد في نظامه الأساسي، يجد الحزب نفسه في موقف شديد الإرباك والتعقيد، لجهة قبوله بالوضع الذي فرضه الملك المغربي محمد السادس صاحب القوة والسلطة الأعلى في البلاد، حين أعلن قبوله في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ، بعد رشوة أمريكية تقضي باعتراف الأمريكيين بمغربية الصحراء الغربية.
إذا كان حزب العدالة و التنمية معارضًا جدّيًا للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، فإنَّ الخطوة الأولى التي كان يجب أن يتخذها هو انسحابه من قيادة الحكومة المغربية، فلا معنى لوجود العدالة والتنمية في الحكم ما دام المغرب قد طبع مع الكيان الصهيوني ، وأنه لم يكون مقبولا ولا منطقيا أن يجلس وزراء العدالة والتنمية جنبا إلى جنب مع وزراء الكيان الصهيوني.
يتفق خصوم العدالة والتنمية والتيار المعارض للقيادة الحالية في العدالة والتنمية على أن قيادة سعد الدين العثماني أثبتت ضعفًا وعجزًا في مواجهة الانتكاسة الديمقراطية والحقوقية التي عرفها المغرب، إضافة إلى ضعف المقاومة التي أبدتها الحكومة في وجه تسلطية الملك المغربي محمد السادس ، وقبولها بتمرير سياسية فرنسة التعليم في عهدها، وبتمرير سياسة التطبيع أيضا في عهدها.
2-أحزاب ذات مرجعية ليبرالية ويسارية
من جهته، وصف الأمين العام لحزب “الأصالة و المعاصرة” القريب من الملك محمد السادس،
عبد اللطيف وهبي، الموقف الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء، بـ “عين العقل”، مشيراً في تصريحات صحافية، إلى أن “الموقف الأمريكي جاء إيجابياً، للتأكيد من جديد على مغربية الصحراء”، وأن الرباط ” كانت تنتظر هذا الموقف منذ زمن”.
أما أمين عام حزب “التجمع الوطني للأحرار”،المشارك في الحكومة، عزيز أخنوش، فاعتبر أن افتتاح أمريكا قنصلية لها بمدينة الداخلة، وما تحمله هذه الخطوة من دلالات قوية، وإشارات رمزية، سيكون له شأن في تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية”.
كما ثمّن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية(وهو حزب يساري أسسه الزعيم الراحل مهدي بن بركة)، “قرار دولة الولايات المتحدة الأمريكية التاريخي بالاعتراف الواضح والصريح بالسيادة الوطنية على أقاليمنا الصحراوية الغالية، وفتح قنصلية في ربوعها”، معتبراً إياه، في بيان صدرعنه مؤخرًا، تحولاً تاريخياً غير مسبوق، من أكبر الدول العظمى، والتي تعتبر “حاملة القلم”، في كل القرارات ذات الصلة بموضوع الصحراء.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه الحزب المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي أن اعتراف واشنطن قرار سيكون له ما بعده، وصف أمين عام حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)المعارض، نبيل بنعبد الله، في تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، القرار الأميركي بـ”التحول التاريخي لقضية الوحدة الترابية”.
مواقف جماعة “العدل والإحسان” الإسلامية و المنظمات المغربية الرافضة للتطبيع
اعتبرت جماعة “العدل والإحسان” الإسلامية المعارضة في المغرب، الإعلان عن تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني اتباعا لما أسمته “محور الخيانة”.وفي بيان صدر عن مجلس الإرشاد بالجماعة، الجمعة 11كانون الأول/ديسمبر2020، لفت إلى أن النظام المغربي أعد لخطوة التطبيع منذ أسابيع، تحت الرعاية بل الضغط الأمريكي الصهيوني.
وقالت الجماعة: “نعلن إدانتنا إدانة شديدة قرار التطبيع الذي اتخذته السلطة المغربية مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين”.وتابعت أن هذا القرار “يتنافى مع المواقف التاريخية والآنية لهذا الشعب الكريم (المغربي) الداعم لإخوانه في فلسطين ولحقهم الكامل في تحرير أرضهم والعودة إلى ديارهم”.كما اعتبرت التطبيع “خطوة غير محسوبة العواقب”، وقالت: “ندعو شعبنا وكل قواه الحية إلى رفضها والتصدي لها والعمل على إسقاطها بكل السبل السلمية المتاحة”.وأردفت: “نقول لأهالينا في فلسطين ولكل الأمة وأحرار العالم إن هذه الحلقات البئيسة المتتالية ما هي إلا سقوط للأقنعة وكشف للحقائق”.وأعلنت الجماعة رفضها “مقايضة أي شبر من فلسطين مقابل الاعتراف بسيادتنا على أراضينا”، في إشارة إلى الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء.
وتساءلت الجماعة عن “كيف قبل الحاكمون )بالمغرب) هذه الهدية المسمومة في وقت ميت من رئيس على وشك مغادرة منصبه وبإعلان رئاسي؟”، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.وأضافت: “الذي يحاول الاستفادة من هذا التطبيع هو رئيس الوزراء الحالي للكيان الصهيوني والمهدد في أية لحظة بالمحاكمة المفضية إلى سجنه”.
وعلى صعيد متصل، دانت السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الجمعة، بشدة ما قالت إنه “خطوة مفاجئة وشاردة عن الموقف العام للمغرب والدولة خاصة في السنوات الأخيرة، برفض تصفية قضية فلسطين والتطبيع الرسمي و”صفقة القرن”، في أول تعليق لها على إعلان المغرب استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني في أقرب الآجال، والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين.
واستنكرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بكل مكوناتها الحزبية والنقابية والحقوقية والحركية والطلابية، بشدة ما سمتها بالهرولة نحو التطبيع، مشيرة، في بيان أصدرته الأسبوع الماضي إلى أنه “لا يمكن القبول بغطاء الصحراء لتسويق موقف التطبيع الخياني، كما يحاول وزير الخارجية عبثاً، ادعاء ذلك وتبريره، بل إن ذلك هو أكبر ما يسيء للقضية الوطنية، ويقدم أكبر خدمة لخصوم وحدتنا الترابية، ويعطي مصداقية لمزاعمهم الانفصالية التفتيتية التي يغلفونها بخطابات التحرر المزيفة”.
وقالت مجموعة العمل الوطنية، إنها “وهي تسجل بكل غضب هذه السقطة الكبرى في وحل التطبيع مجدداً، بعد عقود عجاف من مسلسل الهرولة تحت عنوان السلام الذي آل إلى محطة الخزي في صفقة القرن، ومحاولة الإجهاز على قضية فلسطين”؛ فإنها “تسجل بكل إصرار أن هذا المسلسل الجديد لن يكون مآله سوى السقوط والفشل والعار، كما كان المسلسل السابق الذي انطلق مع أوسلو وما تلاها”.
علاقة التطبيع التاريخية بين المغرب و الكيان الصهيوني
قال الكاتب والمحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي روني بيرغمان، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز”، يوم الجمعة 11ديسمبر /كانون الأول 2020،” إنَّ إعلان التطبيع بين المغرب وإسرائيل، يقف خلفه قرابة 6 عقود من التعاون السري والوثيق، في النواحي الاستخبارية والعسكرية بين دولتين لم تعترفا ببعضهما البعض من قبل”.
وأرجع الكاتب الإسرائيلي، نشوء العلاقة مع المغرب، بفعل العدد الكبير لليهود هناك، قبل إعلان قيام الكيان الصهيوني عام 1948، حيث هاجر الكثير منهم إلى هناك، ويعد يهود المغرب أحد أكبر مكونات السكان، بتعداد يصل إلى مليون، وأحفادهم اليوم يضمنون مصلحة عميقة وثابتة في ذلك البلد البعيد.
منذ أن بدأ العمل على إسقاط الحاجز النفسي و السياسي بين العرب و الكيان الصهيوني ، أدى العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كعادته دورًا فاعلًا في المبادرة باتجاه “إسرائيل” على الصعيد العربي . و نظرًا للعلاقات التاريخية المتميزة ،علاقات ” الحماية والولاء” المتبادلة بين العرش المغربي و اليهود ،والتي ظلت قائمة منذ سقوط الأندلس و حتى اليوم،إذ يوجد اليوم في فلسطين المحتلة ما بين 700 ألف ومليون “إسرائيلي” من أصل مغربي، و يحتفظون بجنسيتهم المغربية ،ويكنون للملك الحسن الثاني المحبة و الاحترام ،فإنَّ العرش المغربي يشكل ربما مباشرة بعد الخزانة الأمريكية ، اللوبي الانتخابي الأكثر تأثيرا داخل الكيان الصهيوني .
دور جهاز الموساد في اغتيال بن بركة وحركة هجرة اليهود المغاربة
و قد استغل الحسن الثاني هذا ” المخزون التاريخي ” المشترك بين العرش المغربي واليهود ،لإقامة علاقات وثيقة بين المغرب و”إسرائيل” منذ الستينيات من القرن العشرين ، وهو كلف جهاز الاستخبارات الصهيونية ” الموساد ” بإعادة بناء جهاز الاستخبارات المغربية .
وتعود قنوات الاتصال المباشرة بين الملك الحسن الثاني والدولة العبرية إلى ما قبل اعتلائه العرش، إذ أقنعه الصهاينة بكونهم كشفوا مؤامرة ضده بوصفه وليا ً للعهد في كانون الأول/ديسمبر 1959، وهذا ما يفسر إقباله على تطوير التعاون معهم بعد توليه مقاليد الحكم عام 1961، خاصة في المجال الأمني، أسوة بالعلاقات التي كانت تقيمها إسرائيل آنذاك مع شاه إيران.فقد سمح الملك لجهاز الموساد بإنشاء محطة في المغرب، وحصل على السلاح وتم تدريب المغاربة على استخدامه، وتزويدهم بتكنولوجيا مراقبة وخدمات تنظيم لجهاز المخابرات المغربي، وتبادل الاثنان المعلومات التي جمعها جواسيسهما.
واعتبر محللون أن المكتب الذي افتتحه “الموساد” في المغرب منذ تلك الفترة شكّـل تمهيدًا لمكتب التمثيل الدبلوماسي الذي فُتح في أواسط التسعينيات، علما أنه كان يدير أيضا ً مكتبًا سريًا في تونس في الفترة نفسها لتنظيم تهجير اليهود التونسيين إلى فلسطين.وكلف الملك الراحل المخابرات الصهيونية “الموساد”بتكوين كوادر استخباراته، لا سيماحراسه الشخصيين، وكان ضابطا الاتصال مع “الموساد” هما الجنرال محمد أوفقير، الذي تولى لاحقا منصب وزير الداخلية قبل أن “يعدمه” الملك في أعقاب محاولة انقلابية فاشلة، والجنرال أحمد الدليمي، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية لاحقا ً والذي قضى أيضا ً في حادث غامض.
وتمثلت أهم حلقة للتعاون بين الجانبين في ترتيب اختطاف المعارض المغربي البارز مهدي بن بركة من باريس يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر 1965 واغتياله بتنسيق مباشر بين الملك الراحل ورئيس الحكومة الصهيونية آنذاك ليفي أشكول، وبواسطة خلية ضمّـت كلا من أوفقير والدليمي (اللذين نفذا العملية) مع رئيس “الموساد” مائير أميت.
فقد حدَّد الموساد بناء على طلب المخابرات المغربية، الهدف،أي المعارض اليساري المغربي بن بركة، وجرى استدراجه إلى باريس، واختطفه المغاربة والفرنسيون المتحالفون معهم، وتم تعذيبه حتى الموت، وبعد ذلك تخلص عملاء الموساد من الجثة التي لم يعثر عليها.
لم يكن هذا التعاون سرِّيًا ،إذ أماطت صحيفة “بول” الصهيونية اللثام عن تورط “الموساد” في اغتيال بن بركة في عددها الصادر في 11 كانون الأول /ديسمبر 1966 (مع أنها متخصصة في الصور الخليعة)، لكنَّها تحفظت عن إعطاء التفاصيل متعللة بأنَّ “هناك تحقيقا ً جاريا ً في الموضوع، يمكن أن يؤدي إلى إسقاط حكومة أشكول”.واللافت أن ثلاثين ألف نسخة من العدد جُمعت من الأسواق باتفاق بين الموساد والحكومة، وأحيل كاتبا المقال على المحكمة بتهمة إفشاء أسرار الدولة، فقضت بسجنهما سنة واحدة، مما برهن على شدة ضيق الرسميين الصهاينة من إفشاء سر بذلك الحجم.
غير أنَّ الأهم من التعاون الإستخباراتي الذي كُشفت تفاصيله في الأيام الأخيرة، هي الموافقة الرسمية المغربية على التعاون في مسألة الهجرة، إذ كان الهدف الرئيس للصهاينة هو تهجير 250 ألف يهودي مغربي إلى فلسطين للسيطرة على الأراضي المنتزعة من سكان البلد، وانطلقت الهجرة بوتيرة كثيفة اعتبارا ً من سنة 1948، واستمرت إلى 1975، لكنها كانت سرية في المرحلة الأولى قبل أن تصبح علنية ورسمية لاحقا ً.
ولعبت الاتصالات بين الحكومة المغربية والمؤتمر اليهودي العالمي دورًا أساسيًا في تنظيم تلك الهجرة، لكنها اتخذت بُـعدًا سياسيًا أكبر مع الدور الذي لعبه الملك الحسن الثاني في الصراع العربي-الصهيوني من خلال التقريب بين أنور السادات وميناحيم بيغن، ثم من خلال إقناع الدول العربية بالاعتراف بالكيان الصهيوني في مؤتمري فاس الأول والثاني (1981 و1982) من خلال القبول بتسوية على قاعدة القرار الأممي رقم 242.
وفي المغرب، كما في تونس، لعب رموز الطائفة اليهودية دور الجسر بين الحكومتين بواسطة الصداقات المتينة التي حافظوا عليها في الكيان الصهيوني . وفي هذا السياق، تبنى الملك الحسن الثاني ومن بعده الملك محمد السادس، الأمين العام لمجلس الجماعات اليهودية في المغرب سيرج بيرديغو، الذي تولى منصب وزير السياحة (1993-1995)، وأندري أزولاي الذي كان مستشارًا خاصًا للملك الحسن الثاني ،وهو المستشار للملك المغربي الحالي محمد السادس، والذي يحتفظ بعلاقات حميمة مع كبار الزعماء الإسرائيليين، وقد استقبل في مناسبات عدة مجموعات من رجال الأعمال الإسرائيليين في المغرب ممن وُجهت لهم الدعوات بصفتهم تلك.
الملك الراحل الحسن الثاني عراب التطبيع مع “إسرائيل”
كان الملك المغربي الراحل الحسن الثاني من أكثر الحكام العرب إلحاحًا على التطبيع العربي-الصهيوني ،ولذلك عمل النظام المغربي على إقناع قيادة منظمة التحرير بلعب الورقة الفلسطينية منفردة ، وسهل تنظيم لقاءات أمريكية-فلسطينية ، و فلسطينية –صهيونية ، بحيث استخدمت قيادة عرفات ” السنترال ” المغربي في اتصالاتها بالقيادات” الإسرائيلية” .
كذلك كان ملك المغرب “عراب” الاتصالات التي سبقت زيارة الرئيس انور السادات ،وكان في صلب اتفاقيتي كمب ديفيد مهيئًا و متصلًا و مؤيدًا .وحفل تاريخ الملك الحسن الثاني باللقاءات مع زعماء الصهيونية العالمية و الكيان الصهيوني ،ألم يستقبل رئيس الوزراء الصهيوني اسحق رابين في المغرب (1986 ) ،ووزير الخارجية السابق موشي دايان (1968)و زعيم حزب العمل شمعون بيريز في 1979 و 1981 ؟ ألم يستضف المؤتمر اليهودي الذي حضره الكثير من الصهاينة ” الاسرائيليين ” عام 1984 ؟
و استفاد حزب العمل “الاسرائيلي” من علاقاته الوطيدة بالملك الحسن الثاني لاستخدام الورقة المغربية للتخفيف من تأثير الناخبين اليهود من أصل مغربي الذين يصوتون لمصلحة تكتل “ليكود”.
وقد أعلن في الأول من أيلول / سبتمبر 1994 عن فتح مكتب اتصال في تل أبيب وغزة (سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية ) وفي الرباط ,في محاولة مدروسة و متفق عليها بين الحسن الثاني وسلطة عرفات لجر المزيد من الأنظمة العربية الى انتهاج سياسة ” التطبيع “مع الكيان الصهيوني .
وكان الملك محمد السادس تبنى يهودا من معسكر آخر، أبرزهم المعارض السابق أبراهام سرفاتي الذي اختاره مستشارا له بعدما أمضى سنوات طويلة في سجون والده.
هذه الرسائل الموجهة إلى الكيان الصهيوني تدعمها رسائل خطية نقلها في مناسبات عدة وزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى في لقاءاته المتكررة مع نظرائه الصهاينة . وأثمرت تلك الاتصالات الدائمة تكثيفا ً للعلاقات الرسمية على جميع الصعد، التجارية والسياحية والأكاديمية، وصولا ً إلى مجالات صغيرة ودقيقة مثل الزيارات المنتظمة التي يقوم بها عناصر من اليهود السلفيين المتشددين المنتمين إلى حركة “لوبافيتش” إلى الميناء الصغير في مدينة “أسفي” على المحيط الأطلسي جنوب الدار البيضاء، للتأكد من مدى مطابقة المنشآت المعدة لحفظ السمك “الكاشير” للتعاليم التلمودية، قبل تصديره للجاليات اليهودية في أمريكا.والأرجح أن شالوم لن يزور المغرب للسياحة، وإنما ستكون محادثاته، على ما أكدت مصادر مغربية، لبنة أساسية في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الحكومتين.”العلاقة مع إسرائيل ستستمر”
والظاهر،أن العلاقات الموريتانية – الإسرائيلية تُعتبر لدى الجانب الإسرائيلي نموذجا ً للمستوى الذي ينبغي أن يصل إليه التطبيع مع العواصم المغاربية الأخرى.
وعلى الرغم أن المغرب أغلق مكتب الاتصال “الإسرائيلي” في الرباط في 23 تشرين الأول /أكتوبر عام 2000، والمكتب المغربي في تل أبيب عقب إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية ، تطبيقا لأحد قرارات القمة العربية التي عقدت في القاهرة ، إلا أن الإتصالات لم تنقطع بين البلدين. فقد التقى وزير الخارجية الصهيوني سيلفان شالوم في الدار البيضاء في 2 أيلول /سبتمبر 2003 نظيره المغربي محمد بن عيسى ،إذ قال شالوم للصحفيين:”إ ن المغرب يمكن أن يشكل جسرا ً بين الإسرائيليين و الفلسطينيين … و إنني على ثقة بأن المغرب على إستعداد للقيام بدور مركزي في عملية السلام و أن الجانبين سيقبلان ذلك”. و اعتبر شالوم أنّ ” الوقت قدحان لأن يقيم المغرب و إسرائيل علاقات أوثق”.
و كانت أطراف سياسية مغربية ربطت بين التقارب الأخير بين المغرب الكيان الصهيوني ، وبين المأزق السياسي، الذي وضعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية المملكة المغربية في مجلس الأمن الدولي، فيما يخص قضية الصحراء الغربية؛ حيث تزامن ضغط الولايات المتحدة من داخل المجلس، للدفع باتجاه إرغام المغرب على قبول مخطط التسوية، الذي اقترحه جيمس بيكر، والذي يرفضه المغرب، لأنه يبذر بذور انفصال الأقاليم الصحراوية، وبين الإغراءات بتطوير العلاقات المغربية “الإسرائيلية”، مقابل تليين الموقف الأمريكي من موضوع الصحراء.
وفي ظل ذلك الظرف السياسي العصيب، التقى وزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى، بنظيره “الإسرائيلي” سيلفان شالوم، في لندن في بداية آب 2004 ، في إقامة سفير المغرب بالمملكة المتحدة. وفي حين لم تسلط وسائل الإعلام والمواقف الرسمية المغربية الكثير من الضوء على هذا اللقاء، إلا أنه يعكس في حد ذاته وجود ضغوط تمارس على المغرب، للدفع بعلاقته أكثر في اتجاه الدولة العبرية. وقد تجلى ذلك من خلال استقبال العاهل المغربي محمد السادس للحاخام الأكبر لليهود الشرقيين ذي الأصول المغربية على هامش احتفالات عيد العرش. وأشار الحاخام “الإسرائيلي” في تصريح له للقناة المغربية الأولى إلى أن عنوان لقائه بالعاهل المغربي كان تقوية العلاقات بين المغرب و”إسرائيل”.
وأمام الصمت المغربي الرسمي ،كان الرأي العام العربي و المغاربي يترقب حصول خطوات عملية، تدعم هذه المؤشرات ،وما سيكون لها من تأثير على ملف الصحراء الغربية، وعلى المواقف الأمريكية المستقبلية؛ خصوصا ً وأن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك مفاتيح الصحراء، وتبدي تقاربًا كبيرًا مع الجار الجزائري، الذي يعتبر الخصم الحقيقي للمغرب في هذه القضية الشائكة، التي رهنت المنطقة طيلة العقود الماضية، وقوضت حلم إنشاء وتفعيل وتقوية مشروع المغرب العربي الموحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى