ابن سلمان يتحالف مع نتنياهو واليهود، لا للتصدي لايران، بل لحمايته من ادارة بايدن المهتمة بمعاقبة قتلة خاشقجي

ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم إلاسرائيلية أنه تم الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن المحادثات التي جرت في السعودية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ووفقًا لمسؤولين سعوديين ، ممن شاركوا في اللقاء ، فإن المملكة واثقة من أن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة ، جو بايدن وفريقه قد أعدوا بالفعل خطة لاتفاق جديد مع الإيرانيين ويريدون تقليل الضرر.

وتزعم الصحيفة نقلا عن مسؤولين سعوديين فإن الرياض مهتمة بإقامة جبهة موحدة مع إسرائيل بشأن القضية الإيرانية ، وهو ما سينعكس في المطالب التي ستُقدم مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية في إطار محادثات إدارة بايدن المتوقعة لتجديد الاتفاق النووي مع إيران.

واضاف مسؤولون سعوديون للصحيفة” أنه في الوقت الحالي ، ستكون الرياض راضية عن الوضع الحالي للعلاقات مع إسرائيل حيث أدلى بن سلمان بهذه التصريحات شخصيًا لنتنياهو ، ولكن في الوقت نفسه قدم بن سلمان لنتنياهو استطلاعات لمعهد أبحاث مشهور عالميًا ، والتي أظهرت أن ما يقرب من نصف السعوديين يدعمون تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك ، يخشى السعوديون عقوبات ومذكرات توقيف ستصدرها إدارة بايدن ضد بن سلمان ومسؤولين سعوديين آخرين بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. حيث ، أخبر بن سلمان نتنياهو أن السعوديين بحاجة إلى مساعدة إسرائيلية في هذه القضية مع الأمريكيين.

اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي ناقشها نتنياهو وولي العهد بن سلمان مطولاً. تزعم الصحيفة أن السعوديين مهتمون باستئناف المفاوضات مع أبو مازن والتوصل إلى اتفاق مبدئي. وعلم أيضا أن السعوديين مستعدون للمساعدة في تحويل الأموال وتوجيه الميزانيات للسلطة الفلسطينية وقطاع غزة.

وفي ذات الإطار تقول الصحيفة انه وخلال اللقاء ظهرت مخاوف السعودية بشأن تركيا وأنشطة أردوغان والجمعيات الخيرية التركية في القدس.. وعليه سوف تسمح إسرائيل للسعوديين بإدارة جمعيات خيرية في القدس الشرقية من أجل كبح نفوذ أردوغان.

كما ستدعم إسرائيل ضم ممثلين سعوديين إلى مجلس الأوقاف الإسلامية في الاقصى.

 

وبهذا الصدد، أعلن المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط ايهود يعاري، أن ولي العهد السعودي يواجه معضلة يحتاج الى تجاوزها من أجل تبرير التطبيع مع إسرائيل، واعتبر أن الأمير بن سلمان ليس مهتما بصورة كبيرة بالقضية الفلسطينية الا انه مع ذلك بحاجة الى تحقيق إنجازات ملموسة على الساحة الفلسطينية لتبرير خطوة التطبيع مع إسرائيل، خاصة في ظل الاهتمام الفلسطيني بالرأي العام داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

واعتبر يعاري انه حتى الآن، تشعر العائلة المالكة السعودية انها بحاجة لتقريب وجهات النظر وتجهيز الرأي العام الداخلي تزامنا مع العثور على صيغة تعويضية للقضية الفلسطينية.

وأضاف مرات عدة في السنوات الأربع الماضية. أوضح السعوديون بطرق مختلفة أن وجهتهم نحو التصالح مع إسرائيل، شخصيات بارزة من العائلة المالكة مثل الأمراء تركي وبندر الذين كانوا رؤساء المخابرات في الماضي لم يتركوا في مقابلات متنوعة مجالا للشك حيال مواقفهم بهذا الخصوص.

حقبة بايدن

وقد اعرب المراقبون عن اعتقادهم ان نشر خبر لقاء ابن سلمان ونتنياهو يشكل تمهيدا سعوديا مشتركا مع تل أبيب لحقبة الإدارة الأمريكية المقبلة، بعد تنصيب الرئيس الجديد “جو بايدن” في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

فمجرد اللقاء بين “نتنياهو” و”بن سلمان” هو قلب الموضوع وليس مضمون مباحثاته؛ إذ كان يمكن أن تدور المباحثات من خلال الهاتف أو عبر مبعوثين، وفقا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصدر مطلع أشار إلى أن اللقاء جاء “بمثابة رسالة مشتركة ترسلها السعودية وإسرائيل مفادها أنهما محور واحد عندما يتعلق الأمر بالتهديد الإيراني”.

وفي هذا الإطار، عبر وزير التعليم الإسرائيلي “يؤاف جالانت” عن الأهمية الاستراتيجية للقاء، في حديثه للإذاعة الإسرائيلية الإثنين، قائلا: “هذا أمر حلم به أسلافنا. الشيء الرئيسي هو القبول الحار لإسرائيل من قبل العالم السني وإزالة العملية العدائية برمتها. بدأ يظهر محور يضم إسرائيل والولايات المتحدة وكل من يشارك في مواجهة التطرف الشيعي الإيراني. مجرد عقد الاجتماع وإعلانه، حتى لو كان شبه رسمي، أمر مهم للغاية”.

وتدور تسريبات مجلة فورين بوليسي عن مضمون اللقاء في إطار بحث “نتنياهو” و”بن سلمان” هجوما عسكريا قد تشنه القوات الأمريكية قريبا على إيران قبل أن تتاح الفرصة لـ”بايدن” أن يعود للاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، التي أعلن الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” انسحابا أحاديا منها عام 2018.

وفي السياق، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى على صلة بالمحادثات إن اللقاء ركز على موضوع إيران؛ نظرا لحاجة الرياض إلى دعم تل أبيب في مواجهة التوجه المحتمل لإدارة “بايدن”، وكذلك الضغوط الأمريكية المتوقع زيادتها على السعودية على خلفية قضية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”..

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت، في وقت سابق، بأن إدارة “ترامب” تتجه لقرارات من شأنها “توريط” إدارة “بايدن” في تبعات استراتيجية وحصارها في مربع رد الفعل؛ ما يعني تقويضا عمليا لسياسة الرئيس الديمقراطي الخارجية.

وقبل أيام، تحدثت تقارير إعلامية أمريكية عن أن “ترامب” الذي تنتهي ولايته في يناير/كانون الثاني عام 2021، استطلع آراء عدد من مستشاريه وكبار المسؤولين بشأن إمكانية “التحرك” في غضون أسابيع ضد موقع نووي إيراني.

تمهيد ثنائي

الرحلة التي أجراها “نتنياهو” إلى نيوم إذن جاءت في سياق التحضير لتوقعات سعودية بأخبار سيئة قادمة من إدارة “بايدن”، ورسالة إلى تلك الإدارة بأن “هناك حليفين قويين بالمنطقة يتقاربان معا”، حسبما نقلت “فورين بوليسي” عن الباحث في العلوم السياسية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية “جوشوا تتيلباوم”.

فـ”بن سلمان”، الذي يعتبر أحد أكبر المنتفعين من سياسة “ترامب”، يحاول تحصين نفسه عبر تعزيز العلاقة مع إسرائيل، في وقت تكشف فيه عديد الإشارات عن تجاهل إدارة “بايدن” له باعتباره لاعبا منبوذا.

وبحلول 20 يناير، قد تتبع واشنطن سياسة خارجية مختلفة في الشرق الأوسط؛ حيث تحدث “بايدن” بشكل مفتوح عن إعادة النظر بعلاقات الولايات المتحدة مع السعودية، في ضوء جريمة قتل “خاشقجي”، ويمثل الكشف عن مسؤولية “بن سلمان” الشخصية في هذه القضية تقويضا لأي شرعية يتوق إليها الطامح إلى العرش السعودي محليا ودوليا، حسبما يرى الباحث بالمركز العربي “عماد حرب”.

ويشير “حرب”، في السياق ذاته، إلى أن ولي العهد السعودي مقتنع بأهمية الحماية الأمريكية والإسرائيلية من “الانتقام”، الذي يترصده خصومه داخليا وخارجيا، وهو اقتناع يدعمه الإماراتيون والبحرينيون، الذين ينظرون إلى علاقاتهم مع إسرائيل باعتبارها “وثيقة تأمين”، .

من هنا يمكن قراءة مسارعة “بن سلمان”، الشهر الماضي، لفتح قنوات اتصال مع “بايدن”، عبر تكليف وجهه إلى السفير السعودي السابق في واشنطن، الأمير “بندر بن سلطان”، باعتبار أن الأخير لديه دائرة واسعة من الأصدقاء بين المسؤولين الأمريكيين المخضرمين، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفقا لما نقله موقع “تاكتيكال ريبورت”، المعني بشؤون الاستخبارات، عن مصادره.

ورغم أن هكذا اتصالات دفعت “بن سلمان” للقول إن “بايدن” سيسعى للحفاظ على المصالح الأمريكية في السعودية، والتي تقوم على العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلا أنها فشلت في الحد من مخاوف ولي العهد بشأن سياسات الرئيس الأمريكي الجديد، حسب المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى