“درس لدهاقنة الإمبريالية”.. انتخابات بوليفيا تؤكد عودة اليسار لأمريكا اللاتينية وتعاظم النفوذ الصيني على حساب الأمريكي
هنأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الرئيس البوليفي المنتخب لويس آرسي، وسلفه إيفو موراليس، بفوز الحزب اليساري “الحركة نحو الاشتراكية” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأكد مادورو في لقاءٍ تلفزيوني أنّ بوليفيا انتصرت، مضيفاً أتها “أعطت درساً لدونالد ترامب وللإمبريالية ولجميع الأوليغارشية. درسٌ عظيم من الشجاعة والحزم والوحدة والقيادة المشتركة”.
وقال الرئيس الفنزويلي إنه غير مبالٍ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، لافتاً الى أن المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن “لا يفهمان فنزويلا”.
وفاز لويس آرسي مرشح اليسار المقرب من الرئيس السابق ايفو موراليس بالانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى، بحصوله على أكثر من 52% من الأصوات، بعد أقل من عام على انقلاب اليمين البوليفي على حكم موراليس.
وأعلن موراليس من الأرجنتين فوز حزبه قائلاً إن “الحركة نحو الاشتراكية فازت بالانتخابات بفارق كبير بما يشمل مجلس الشيوخ ومجلس النواب. آرسي هو رئيس بوليفيا”.
وأكد موراليس، أمس الثلاثاء، أن عودته إلى بوليفيا “مسألة وقت” وليست موضع نقاش، لافتاً إلى أن “البوليفيين سيعملون ونعمل معهم على دفع بوليفيا للأمام وستكون بوليفيا خيارنا”.
وهكذا فازت “الحركة من أجل الاشتراكية” في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي في بوليفيا، وهي انتخابات غير عادية لأنها تؤكد عودة اليسار إلى منطقة أمريكا اللاتينية وتراجع اليمين، ومعه عودة الصراع الصيني-الروسي مع الولايات المتحدة.
وكانت بوليفيا قد شهدت انتخابات رئاسية يوم 20 أكتوبر من السنة الماضية، وأسفرت عن فوز الرئيس إيفو موراليس في الجولة الأولى، إلا أنه جرى التشكيك في الانتخابات، وتعرض إلى انقلاب حقيقي من طرف تيارات وسط الجيش مع اليمين المسيحي وبدعم قوي من الولايات المتحدة. وانتهى الأمر بتنصيب نائبة برلمانية هي جنين أنييس رئيسة مؤقتة للبلاد ولجوء موراليس إلى المكسيك ثم الأرجنتين.
وتعرض حزب “الحركة من أجل الاشتراكية” إلى ملاحقات قضائية وأمنية تسببت في إضعافه تنظيميا ولكن دون إضعاف تواجده القوي وسط غالبية الشعب البوليفي. وبعد سنة من المواجهات والمناورات، جرت الانتخابات الرئاسية والتشريعية يوم الأحد الماضي بمشاركة بلغت 87% وهي من أعلى النسب في العالم، وانتهت بفوز “الحركة من أجل الاشتراكية” بالرئاسة ممثلة في لويس آرسي في الجولة الأولى وبمجلسي النواب والشيوخ.
ويؤكد المحللون السياسيون في أمريكا اللاتينية أن هذا الفوز يثبت شرعية فوز إيفو موراليس بالانتخابات الرئاسية خلال السنة الماضية وعدم وقوع تزوير للانتخابات، بينما كان الانقلاب على الشرعية مخططا له من طرف هيئات وطنية ودولية وعلى رأسها منظمة الدول الأمريكية التي شككت في الانتخابات وشرعنت للانقلاب، وتبين لاحقا أن تقريرها كان مزيفا وتلاعبت بالحقائق.
ويوجد عاملان وراء فوز الحركة من أجل الاشتراكية بالرئاسة ومجلسي الشيوخ والنواب، ويتجلى الأول في أن “تصويت الناخب البوليفي على لويس آرسي هو تصويت على النموذج الاقتصادي والاجتماعي الذي شيده الرئيس الاشتراكي موراليس”. بينما العامل الثاني هو وعي الشعب بضرورة عودة الاشتراكيين بمنع خوصصة (خصخصة) ثروات البلاد سواء الخدمات الاجتماعية مثل الماء والكهرباء أو الموارد الطبيعية مثل الغاز والمعادن النفيسة.
ويشكل فوز الحركة من أجل الاشتراكية بالانتخابات الرئاسية عودة قوية لليسار إلى أمريكا اللاتينية بعدما كان قد تعرض لانتكاسة مؤقتة خلال الخمس سنوات الأخيرة. وبهذا، أصبحت دول مركزية في المنطقة يسارية وهي الأرجنتين ثم المكسيك التي يحكم فيها اليسار لأول مرة واستمرار الحكم اليساري في فنزويلا ثم بوليفيا الآن، في حين تعيش دول تحت حكم اليمين مشاكل وهي التشيلي والبرازيل.
ودوليا، تعتبر الولايات المتحدة الخاسر الاول في انتخابات بوليفيا بحكم عدم نجاح مساعيها في طرد اليسار من الحكم في المنطقة، بينما يشكل الفوز أوكسيجينا لنفوذ الصين اقتصاديا وسياسيا وكذلك روسيا.