تمهيدا لاطلالة نصر الله مساء اليوم.. حزب الله يحذّر ماكرون من تجاوز حدوده والخلط بينَ دورِ الرعايةِ وفعلِ الوصاية

 

ذكرت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية نقلا عن مصادر مطلعة على أجواء “​حزب الله​” أن “الأمين العام للحزب حسن نصرالله​ سيستعرض مراحل التأليف والطروحات التي حصلت، وكذلك موقف الحزب من المبادرة الفرنسية من لحظة طرحها”.

ولفتت المصادر، إلى أن “أجواء الحزب تفيد بأن “أمل” و”حزب الله” لم يخلا بالتزاماتهما، بل التزما بالمبادرة وبتسهيل تشكيل ​حكومة​ وفق معايير المبادرة وليس وفق معايير فريق داخلي، ولم يلتزما على الإطلاق في أن يلغيا نفسيهما، والفرنسيون يعلمون ذلك، وبالتالي ما قاله ​ماكرون​ يجافي الحقيقة بشكل كامل، وهذا ما سيؤكّد عليه نصرالله في إطلالته”.

وكان ماكرون قد حمّل في حديثه حزب الله والقوى الشيعية في لبنان حسب وصفه الجزء الأكبر من المسؤولية في افشال المبادرة الفرنسية حيث قال “على حزب الله وحلفائه أن يختاروا بين الانخراط في بناء لبنان ديمقراطي، سائلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله: هل تريدون السيناريو الأسوأ للبنان؟، وقال: هل نستطيع تشكيل حكومة من الطائفة الشيعية؟ هذا الطرح ليس واقعيًا”، مردفًا: حزب الله لعب على الغموض في الفترة الماضية ولا يمكنه البقاء على الطاولة إذا لم يفِ بتعهداته وعليه ألا يعتقد أنه أقوى مما هو عليه.

وقد عبر حزب الله عن اسبيائه من تصريحات الرئيس الفرنسي امس، في سياق مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية في قناة المنار ليوم امس الاثنين حيث قال: ” عذراً الرئيس ايمانويل ماكرون، لقد اخطأتَ الاُسلوبَ وضَلَلْتَ العنوان..

واشتبهتَ على ما يبدو بينَ دورِ الرعايةِ وفعلِ الوصاية. واِن كانَ بعضُ الكلامِ يَنُمُّ عن حراجةِ موقفِكَ بعدَ تعثُّرِ مُهمتكَ بفعلِ حلفائِكَ الاميركيينَ وادواتِهم في المنطقةِ ولبنان، فانَ من غيرِ المبرَّرِ وغيرِ المقبولِ رسالةُ التهديدِ والوعيد، والوعظُ وتوزيعُ الاتهامات، في مكانٍ كلبنانَ، تعرفُ انكَ وبلدَكَ لم تَطَأ ارضَه السياسيةَ في هذه المُبادرةِ الا لتمايزُكَ بالاُسلوبِ والاداءِ عن الاميركي ومشروعِه. فايُّ دورٍ يبقى لكَ في لبنانَ اِن نسختَ الموقفَ الاميركيَ وتماهيتَ معَ الموقفِ الاسرائيلي وبعضِ العربي، فمِلتَ طَرَفاً.

بعيداً عن كمِّ التناقضاتِ الذي حواهُ المؤتمرُ الصحافيُ الذي اَعلنَ تمديدَ المبادرةِ الفرنسيةِ الى اسابيعَ ستة، لِماذا لا يُنشَرُ نصُ المبادرةِ وما حوتهُ من نقاط ؟ ليَعرِفَ اللبنانيونَ مَن عطَّلَ ومن سهَّل؟ واذا كانَ الرئيسُ ماكرون قد اعترفَ بانَ هناكَ من فخخَ المبادرةَ بشروطٍ لم تكن تحتويها، فهل المطلوبُ من الثنائي الوطني – حزبِ الله حركةِ امل – والاكثريةِ النيابيةِ ان يُسلِّموا الحكومةَ باكملِها – وبهذا الظرفِ الحساسِ من عمرِ الوطن – لهؤلاءِ المفخخين؟ وان كانت العقوباتُ الاميركيةُ لها فعلٌ في التعطيلِ ومعها بعضُ السالكينَ خيارَ الحربِ كما قال، فهل من عطلَ المبادرةَ اذاً هي الـمُطالبةُ بالقواعدِ الدستوريةِ للتأليف؟

وان خانتهُ العبارةُ عندما تحدثَ عن فعلِ الخيانة، فانَ المقاومةَ وأهلَها اصحابُ عهودٍ لا يَنكِثُونَها، وهم جيشٌ بوجهِ الاسرائيلي وسيبقَوْنَ، وسندٌ لسوريا واهلِها بوجهِ التكفيري وهم يُفاخرون، وجهةٌ سياسيةٌ تحترمُ نفسَها واهلَهَا ووطنَها وتعاهدُه على افشالِ كلِّ مؤامرةٍ يرادُ تسويقُها لمصلحةِ العدوِ بعصا او بجزرة. وليسَ لبنانُ هذا من يُهَدَّدُ بالحرب.

لقد مددَ الرئيسُ الفرنسيُ مبادرتَه، فليُحسِّنْ ادواتِها وَلْيَطَّلِعْ جيداً على الواقعِ اللبناني، الذي لا يُشبهُ بالضرورةِ ما ينقلُه بعضُ مستشاريهِ ولا وسائلُ الاعلامِ المنتقاةُ في مؤتمرِه الصحافي – العاملونَ ضمن جوقةِ العشرةِ ملياراتِ دولارٍ الاميركيةِ المصروفةِ في لبنان.

وحولَ ما يَجري في لبنانَ والمنطقةِ من تطورات، يتحدثُ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ الغدِ عبرَ شاشةِ المنار، موضحاً المشهد، وواضعاً النقاطَ على الحروف.
المصدر: قناة المنار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى