“صفعة على خد إردوغان”.. الهجوم على قاعدة الوطية الغامض “رسالة” عن الخطوط الحمر في ليبيا

تشكل الرسائل التي حملها الهجوم على قاعدة الوطية الجوية في ليبيا مصدر قلق بالنسبة لتركيا، حيث يتجاوز الأمر حجم الخسائر المادية التي خلفتها الضربة. وفق تحليل لموقع “مودرن ديبلوماسي”.

ويقول التحليل إن أنقرة الآن أمام تحد يتعلق بفك شيفرة الرسائل التي أرادت القوى الدولية إيصالها إليها، حيث أن الخسائر المادية لا تقارن بالمعنى الرمزي للضربة بالنسبة لتركيا التي كانت تحتفل بتقدم ميداني على حساب قوات المشير خليفة حفتر.

واستعادت قوات حكومة الوفاق الليبية المدعومة من أنقرة قاعدة الوطية القريبة من الحدود التونسية من القوات التابعة لخليفة حفتر في مايو الماضي، بعد محاصرتها لشهرين واستهدافها بغارات جوية كثيفة مدعومة بالطيران التركي.

وكانت قوات حفتر قد اتهمت حكومة الوفاق بتسليم القاعدة الجوية لتركيا.

مجلة “مودرن ديبلوماسي” أشارت في التحليل المتعلق بقاعدة الوطية إلى أن ما تعرض له الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أشبه “بصفعة على اليد” في ليبيا، متسائلا عما إذا كان سيتبعها “صفعات” أخرى سواء من قوات حفتر أم حلفائه؟

الهجمة التي تعرضت لها القاعدة الجوية لم تكن مفاجئة، خاصة وأن سياسيات إردوغان الباحث عن موطئ قدم له في ليبيا شكلت مصدر قلق لعدد غير قليل من القوى الإقليمية والعالمية.

تحركات أنقرة تسببت باستفزاز الجارة القاهرة، والتي دفعت بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى استعداده للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في ليبيا.

كما تسبب تدخل أنقرة بالصراع الليبي باستياء في دولة الإمارات الداعمة لحفتر ومصر، فيما تنتقد فرنسا استمرار سياسية إردوغان في ليبيا.

هوية من قام بالهجوم على القاعدة الجوية لا تزال مجهولة، ولكن أحد التحليلات يرجح أن يكون الهجوم بطائرات إماراتية انطلقت من الأراضي المصرية ومدعومة بمعلومات من فرنسا، مع استبعاد التدخل الروسي فيها، حيث لا ترغب موسكو بالإضرار بالعلاقة من أنقرة هناك.

ويقول التحليل إن صدق هذا السيناريو فإن ذلك يشكل رسالة لأنقرة تتضمن الخطوط الحمر التي تريد هذه الدولة رسمها لأنقرة.

وكانت حكومة الوفاق الوطني قد اتهمت الأسبوع الماضي “طيرانا أجنبيا” بقصف قاعدة الوطية من دون أن تقدم تفاصيل عن الطائرات التي شنت الهجوم وماهية الأهداف.

وقال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني العقيد صلاح النمروش في بيان: “قصف لقاعدة الوطية الجوية ليلة البارحة نفذه طيران غادر أجنبي جبان داعم لمجرم الحرب في محاولة بائسة لتحقيق نصر معنوي، ردا على الانتصارات المتتالية التي حققها الأبطال على الأرض”، وفق وكالة فرانس برس.

من جهتها، أكدت وسائل إعلام محلية موالية لقوات حفتر استهداف منظومات دفاع جوي تركية داخل القاعدة بضربات جوية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية عن مصادر عسكرية “استهداف طيران أجنبي مجهول منظومة للدفاع الجوي وتجهيزات داخل القاعدة”.

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم الأمني والعسكري بين طرابلس وأنقرة نهاية العام الماضي، نجحت قوات حكومة الوفاق في تعزيز قدراتها العسكرية واستعادة جزء كبير من الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر.

وشهدت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعا مسلحا اندلع في أبريل العام الماضي بين قوات حفتر، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى