أردوغان ذراع صفقة القرن، صنعه البعض من النظام الرسمي العربي!

نظرية “الحزام المحيطي” للارهابي الصهيوني بن جوريون تتفاعل الآن ديناميكيا , فبعد إن فقدت شاة إيران منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي , كان التعويض سريعاً عبر أفريقيا والإيقاع بأثيوبيا في غرام الكيان الصهيوني لتشكل آلية حركة لملحق كامب ديفيد في مد ترعة السلام لقلب إسرائيل , ولكن تبقى تركيا هي دينامو الحزام المحيطي منذ طرح النظرية منتصف الخمسينات والى أن وصل اردوغان ينتف ذقون كل مافيا مجلس شورى الأخوان بتسخيرهم لعلو كرسي الخلافة، وليستعيد للسلطانية العثمانية ماضي السخافة , وذلك بعد أن تدنى طيلة سنوات حكمة يحبو على عتبة الإتحاد الأوروبي دون أن يسمح له بولوج الباب.
رؤية عبد الناصر الإستراتيجية الثاقبة أدركت المخطط منذ الخمسينات فَقطَعَت الحزام المحيطي قبل أن يحيط بعالمنا العربي، ومزقته إلى جزأين أحاط الأول بنظام الشاه فأرداه , والثاني بنظام (عدنان مندريس ) في تركيا فتوارى عن الأنظار وأمنت سورية من العدوان , ثم أتى عبد الناصر بثوب من الحرير دثر به العلاقات المصرية – الأثيوبية ليتهادى النيل من هضبة الحبشة إلى دلتا مصر في رقة وأمان , ولزيادة الأمان كان من ضمن أهداف عبد الناصر مساعدة ثورة اليمن ,تأميناً لمصب النيل من اى مشاريع تعرقل تدفق المياه الى المصب .
سنوات عجاف مرت منذ رحيل ناصر , وما تبعه من اتفاق كامب ديفيد بين السادات والكيان الصهيوني , حقق فيها حكام إسرائيل كتاب بن جوريون حول الحزام المحيطي، فصنعوه ومازالوا يحيكون كيف تكون حلقة الحزام التي ستغلقه حول خاصرة أمتنا العربية (لا قدر الله).
ولأن مضمون المقال تركيا مع العثمانلى أردوغان وتفعيل دورها في الحزام المحيطي الصهيوني، فان ما يحير العقل ويدمى القلب هو الدور الفاعل لبعض حكام العرب لتمهيد الأرض لأردوغان ليكون أداة الصهيونية وحزامها المحيطي حول أمتنا العربية – والأمثلة على ذلك لا تُخفى عن الأنظار بل يدركها كل ذي عينين , وكثير منا يتعامون أو يتصنعون العمى والجهلة لايدركون .
لقد مول حكام الخليج كل المنظمات الإرهابية التي جندها أردوغان لغزو سوريا , وتكالبوا على الحكومة السورية وأوقفوا تمثيلها في الجامعة العربية، فمنحوا السلطان العثماني الشرعية لغزو سورية , وقد كان , فبدا الحزام المحيطي يلتف لتحقيق الحلم الصهيوني وصفقة القرن , وغامت عن القيادة في مصر فكرة ان الأمن القومي المصري يبدأ من الحدود السورية، ولم يكن هناك عبد الناصر ليرسل الجيش للتصدي لأردوغان, ففىزمن عبد الناصر تراجع مندريس عن غزو سورية لحظة أن تحركت القوات المصرية لتتلاحم مع الجيش السوري – لكن التاريخ تقطعت حلقاته منذ لحظة الكامب , وهي الحلقات المتصلة لأصحاب الرؤى الإستراتيجية من الزعماء, فتمادى أردوغان .
أنعقد التحالف ضد اليمن ودعي إليه أردوغان لكنه ترفع , فتمت مكافأته بقاعدة عسكرية على الأرض القطرية حين تم تشكيل تحالف رباعي ضد قطر من السعودية والبحرين والأمارات ومصر , حوصرت فيه قطر وهُدِدت بالغزو الأصطناعى , وكان ذلك مبرراً لها لأن تستدعى القوات التركية وتمكنها من قاعدة عسكرية ، وبدا الحزام المحيطي يحيط بوسط أمتنا العربية , وكانت أحر القبلات من بن جوريون للحيزبون جولدا مائير في عالم الأموات .
ويدخل بشير السودان المزاد قبل أن يدخل الليمان ويمنح أردوغان ميناء سواكن السوداني ليشكل موطئ قدم للعثمانلى على البحر الأحمر، ويواصل الحزام المحيطي الالتفاف حول خصر العالم العربي يلتقي مع غاية الصهيونية والاقتراب من أثيوبيا طرف الحزام الآخر لتخيير المصريين بين العطش أو مد مياه النيل لإسرائيل، فيما تغيب جامعة الدول العربية عن كل ذلك، فليس هناك من رفع راية مقاطعة البضائع والأفلام التركية، ولا قطع العلاقات مع تركيا لاح في أفق هذا الحصار.
تبدو الطامة الكبرى حين حاصرت قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر ومساعدة مصر والأمارات العاصمة الليبية طرابلس وكانت على بعد أمتار منها , وقاب قوسين أو أدنى من القضاء على مليشيات حكومة الوفاق وظل الحصار شهور, وكأنه يمهد الأجواء لتحالف السراج مع أرد وجان حيث أستدعى الأخير الحركات الإرهابية من الأراضي السورية، وأتى بالخبراء العسكريين من أنقره وسار الأسطول التركي في المتوسط يشكل جسرا لنقل الجنود والمعدات إلى طرابلس ,بيما قوات الشرق الليبي تتفرج وحلفاؤها وممولوها العرب ينظرون إلى أردوغان منتظرين العناق , فشد المدد التركي من أزر مليشيات طرابلس التي استطاعت مع قوات أردوغان فك الحصار عن طرابلس، فيما لقي حفتر هزيمة نكراء اتاحت لأرد وغان موطئ قدم على الأرض الليبية واتخذ من قاعدة ألوطية الليبية، التي كانت قوات حفتر تتمركز فيها , قاعدة عسكرية تركية – وهكذا يتكامل الحزام المحيطي على خصر الأمة العربية ولم يتبق الا أن يغلق طرفية بصفقة القرن ومد مياه النيل لإسرائيل
فهل نفيق ونقطع أوصال هذا الحزام المحيطي من طرفة التركي على الأرض السورية أولا لتنفض عنها غبار المؤامرة الكونية كما فعلها عبد الناصر ,مدركين أن الأمن القومي المصري والعربي يبدأ من هناك على الحدود السورية؟؟ لحظتها سيهرب أردوغان من ليبيا، وتغلق الحدود المصرية مع الصهاينة في فلسطين المحتلةن وتتفعّل المقاومة ويطلق لها العنان ليسارع حكام أثيوبيا إلى القاهرة والسودان كي تعود مياه النيل لمجاريها..حتى لو كانت هذه أحلام فان بداية تحقيق الأهداف حلم .
*محامى – مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى