بعد خلافه مع وزير الدفاع.. ترامب يتراجع عن الاستعانة بقوات الجيش للتصدي للاحتجاجات التي تعصف بامريكا

توسعت دائرة التظاهرات المناهضة للعنصرية في أمريكا بعد ليلة إضافية من الاحتجاجات التي شهدتها المدن الأميركية

وقد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطوة الاستعانة بقوات الجيش للتصدي للاحتجاجات التي تشهدها بلاده بعد مقتل رجل “جورج فلويد” ذو بشرة سوداء على يد الشرطة.

وقال ترامب في مقابلة مع تلفزيون “نيوزماكس” ردا على سؤال عما إذا كان سيرسل الجيش إلى أي مدن بعد الاحتجاجات التي شابها العنف في بعض الأحيان بسبب مقتل جورج فلويد: “لا أعتقد أننا سنضطر لذلك”.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأمريكي أنه قد يستعين بقوات الجيش في الولايات التي تخفق في كبح الاحتجاجات العنيفة.

واحتشد آلاف الأشخاص في لوس أنجليس ونيويورك وواشنطن ومدن أخرى، في احتجاجات بدت سلمية. وشهد وسط مدينة لوس أنجليس وأماكن أخرى بالمنطقة، حشودا سلمية لآلاف الأشخاص.

وردد متظاهرون أمام البيت الأبيض هتافات، بينها “من الذي تقومون بحمايته؟”، ورفع متظاهر لافتة كتب عليها “اذكروا أسماءهم”.

وفي نيويورك، تجمع مئات الأشخاص في وقفة سلمية صامتة احتجاجا على وفاة جورج فلويد، وهو أمريكي من أصول أفريقية، على يد الشرطة. وبدأ الحشد في التفرق مع اقتراب موعد حظر التجول في المدينة.

ومن جهته أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، معارضته اللجوء إلى قانون يسمح بنشر قوات الجيش للسيطرة على الاحتجاجات ضد استخدام الشرطة القوة بحق الأمريكيين المتحدرين من أصول أفريقية.

وذكر إسبر: “لا أؤيد اللجوء إلى قانون الانتفاضة”، وذلك بعد يومين على قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قد يلجأ لتفعيله بهدف استدعاء الجيش للسيطرة على الاحتجاجات.

وأكد الوزير أن الهدف الرئيسي في الوقت الراهن هو إبعاد الجيش عن استخدامه في السجالات السياسية، وذلك تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد إثر مقتل جورج فلويد.

كما قال إنه لم يكن يعلم بإشراكه في الصورة ذات المغزى السياسي التي التقطت لترامب، الاثنين، أمام كنيسة محترقة جزئيا في الجهة المقابلة للبيت الأبيض.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني، إن إسبر لا يزال في منصبه، الأربعاء، بعدما أثيرت تكهنات بأن الرئيس دونالد ترامب يريد إبعاده بسبب تصريحات له بشأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وأوضحت ماكيناني في إيجاز صحفي: “حتى الآن، الوزير إسبر لا يزال في منصبه، وإذا فقد الرئيس ثقته فيه سنعلم جميعا بهذا في المستقبل”.

وقالت ماكيناني إن المحتجين على مقتل جورج فلويد بيد الشرطة تم إبعادهم من أمام الكنيسة التاريخية قبل أن يترجل ترامب وأعضاء إدارته وكبار مساعديه إلى هناك بمن فيهم هي شخصيا لأن المدعي العام، وليام بار، كان قد أمر بتوسيع نطاق الدائرة التأمينية حول البيت الأبيض في وقت سابق من ذلك اليوم.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “كانت ساعة مبكرة من الظهيرة. لاحظ إنه لم يتم إخلاء المكان، أعطى الأمر بإخلاء المكان، وتم تنفيذ الأمر”.

وقال ترامب إنه لم يطلب إبعاد المحتجين، وقالت شرطة المتنزهات الأميركية إنها استخدمت كرات الفلفل وقنابل الغاز للرد على المحتجين الذين كانوا يرشقونها ببعض الأشياء.

إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني ردت على “إسبر” بقولها إن التمييز العنصري غير مقبول بالمرة ومكافحته واجب ضروري، مؤكدة أن الرئيس ترامب لديه كامل الصلاحية في تفعيل قانون التمرد والاستعانة بالجيش لكنه يكتفي حاليا بالحرس الوطني.

ومن جانبه، شن وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيم ماتيس، هجوما غير مسبوق على الرئيس دونالد ترامب، متهمه بالسعي إلى “تقسيم” البلاد.

وقال ماتيس، في تصريح نشرته مجلة “ذي أتلانتيك” على موقعها الإلكتروني، إن “دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين، بل إنه حتى لا يدعي بأنه يحاول فعل ذلك”، مضيفا “بدلا من ذلك، هو يحاول تقسيمنا”.

وهذا أول انتقاد من نوعه يصدر عن ماتيس، الجنرال السابق في سلاح المارينز والذي يحظى باحترام كبير في بلاده والذي سبق له وأن رفض مرارا توجيه أي انتقاد لترامب لأنه كان يعتبر أنه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.

وأضاف الجنرال المتقاعد في مرافعته الاتهامية بحق ترامب “لقد تابعت بغضب واستياء أحداث هذا الأسبوع”، مدافعاً عن المتظاهرين الذين يطالبون “عن حق” بالمساواة في الحقوق.

وتشهد الولايات المتحدة موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ عقود أشعلتها وفاة المواطن الأسود الأعزل جورج فلويد في مينيابوليس بولاية مينيسوتا في 25 مايو حين قضى اختناقا عندما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه حتى الموت بعدما اعتقله مع زملائه وكبلوا يديه إلى الخلف وثبتوه أرضا.

وأثارت هذه الواقعة موجة احتجاجات امتدت إلى عشرات المدن الأميركية وتمثلت بنزول مئات الالاف الى الشوارع يوما بعد آخر تنديدا بالعنصرية والعنف الذي تمارسه الشرطة وانعدام المساواة في المجتمع الأميركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى