لان شعبيته تزعجها.. حركة النهضة الاخوانية تتربص بكل تحركات الرئيس قيس سعيد

تتباين الآراء في تونس بشأن كل ظهور إعلامي للرئيس قيس سعيد في ذروة تفشي وباء كوفيد-19 بالبلاد، بين من يعتقد بصدق النوايا وبين من يتهمه بـ”الشعبوية”. لكن وعلى الرغم من هذا الجدل، فإنه يوجد في المقابل إجماع لدى النخب والمتابعين للشأن السياسي التونسي حول ترصّد أنصار حركة النهضة، أو ما يعرفون في تونس بـ”الجيش الأزرق”، لكل تحركات الرئيس قيس سعيد في إطار مواصلة المعركة بينه وبين رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.
فقد شكّل ظهور الرئيس التونسي قيس سعيد في ثكنة الأمن الرئاسي بمنطقة قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس وهو يشرف على تجميع المساعدات المخصصة للطبقات الفقيرة لمواجهة أزمة كورونا، فرصة جديدة لإثارة جدل جديد حول أدائه وأداء فريقه الاتصالي، وخاصة بشأن الأطراف التي تترصد كل المناسبات لانتقاد الرئيس ومهاجمته.
وفي أعقاب ظهور وباء كورونا المستجد في تونس، توجهت الأنظار إلى الرئيس قيس سعيد -الذي شكل وصوله إلى قصر قرطاج مفاجأة- ما دفع شريحة واسعة من المراقبين، إلى طرح تساؤلات بالجملة عن قدرة الرئيس في إدارة الأزمة الصحية الطارئة.
وشكلت مواجهة كورونا أول اختبار حقيقي لرئيس لم يسبق له أن مارس الفعل السياسي، لكنه وعد الشباب الذين انتخبوه رئيسا تحت شعار “الشعب يريد” بالتغيير الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية المرجوة.
وكانت توجهات وتحركات الرئيس سعيد في خضم أزمة كورونا تحت دائرة الضوء. ورغم ما اتخذه من قرارات لمواجهة الوباء بداية من إعلان حظر التجول والحجر الصحي العام ودعوته الجيش للنزول إلى الشوارع قصد مراقبة تطبيق الحظر، وصولا إلى تحفيزه التونسيين على التضامن وتقديم المساعدات الاجتماعية بصورة له أثناء إشرافه على تجميع عدد من التبرعات العينية في ثكنة الأمن الرئاسي الأحد، إلا أنه ظل في مرمى انتقادات واسعة.
ويعتبر مراقبون أنه وعلى الرغم من وقوع الرئيس في بعض الأخطاء الاتصالية التي تنجر عنه تأويلات كثيرة، فإن اللافت للانتباه أن أكثر الأطراف التي باتت تترصّد كل تحركات الرئيس سعيد لتوظيفها هي حركة النهضة التي يشن أنصارها حملة مضادة على رئيس الدولة في إطار تواصل معركة الصلاحيات بينه وبين رئيس البرلمان راشد الغنوشي.
وبينما يقول منتقدوه إن خرجاته الأخيرة قد طبعها شيء من الارتجال والعشوائية، حيث استند هؤلاء على ظهوره الأخير في لقطات مصورة بدون كمامة بينما مرافقوه اتخذوا الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم، وهو ما يرونه قد مثل رسالة خاطئة من نموذج لا يجوز الاقتداء به، ولكن مؤيديه يشددون على أنه يسعى لطمأنة الشارع عبر التأكيد على أنه سيلبي تطلعات الشعب في حدود صلاحياته الدستورية الضيقة.
وفي رصد لآراء بعض السياسيين والخبراء بشأن تقييمهم لأداء الرئيس، رأى البعض أن هدف الرئيس سعيد هو بث الطمأنينة وإن أخطأ في الوسائل، مشيرين إلى ما يتعرض له من حملات ممنهجة، خصوصا من حركة النهضة المنزعجة من رصيده الشعبي.
أما البعض الآخر فيجمع على وجود نقاط ضعف عديدة في أداء الرئيس، ترجع بالأساس إلى ضعف فريقه الاتصالي ووقوعه في فخ الشعبوية بعد اكتفائه بتشخيص الواقع دون اقتراح مبادرات فعلية والمرور إلى مرحلة الحلول.
ولم يكن الرئيس قيس خلال السباق الرئاسي ضمن المربع الذهبي الذي يحظى بدعم مؤسسات الدولة أو كان مقربا من حركة النهضة المثيرة سياساتها وتوجهاتها الفكرية للجدل.
وقال الأمين عصام الشابي الأمين العالم للحزب الجمهوري إن هذه الأسباب وحدها كافية لتشويه صورة الرئيس ومحاولة إفشاله باعتبار أن وصوله إلى سدة الحكم تحدّ لما يعرف بـ”السيتستام”.
وأشار الشابي في تصريح صحفي إلى أن “الرئيس سعيد بات في مرمى نيران النخب التقليدية سواء من الدولة العميقة أو من قبل الجيش الأزرق لحركة النهضة”. ويعزو ذلك إلى أنه رئيس من خارج هذه النخب التي فشلت فشلا ذريعا في التواصل مع الشعب واستعادة ثقته فعاقبها عبر صناديق الاقتراع. واعتبر أن أطرافا سياسية بعينها تشن حملة سياسية هدفها النيل من رمزية الرئيس ومكانته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى