أدلب.. سيمفونية نصر سورية ونهاية للأردوجانية

 

تسع سنوات سالت فيهم الدماء السورية كما لم تسل , من جراء المؤامرة الكونية التى طوقت التراب السورى وأطبقت عليه من كل صوب وحدب , حين هبطت عليه مئات الألوف من قوى الأرهاب اللعين حيث أنحدرت من كل بقاع المعمورة , مدربة ومسلحة بكل أسلحة الفتك والدمار الحديث، مولتها قوى أقليمية ودولية متخذة من العمق الأسرائيلى والتركى نقاط أنطلاق وتدريب بل ومشفيات ميدانية علاجية .
صمد الجيش السورى، وبأحترافية وأقتدار فوت كل الفرص على الأعداء للنيل من وحدته , وصمدت الدولة السورية ولم تنهار كما توقعوا لها , وقاوم حزب الله فى سوريا من أراد خنقه كحركة مقاومة فى لبنان , وأنحازت أيران الى سوريا ,تدافع عن وجودها هناك ,وتعلمت روسيا درس ليبيا , فتمسكت بطرطورس منفذا لأسطولها البحرى على البحر المتوسط – تقاطعت المصالح أذن , وليس هناك من بديل آخر امام الدولة السورية , بعد أن تآمر عليها حكام الخليج بأنحيازهم لأسرائيل كممول سخى لأطماعها التوسعية فى دول الطوق بتفتيتها – خاصة الممانعة للتطبيع الصهيونى – ومن أجل أن تقود أسرائيل شرق أوسط جديد يحقق أمنها ويُعضد حكام وأمراء ممالك النفط الخليجين ويحمى عروشهم من ثورات شعوبهم .
انذاك  هبط الشياطين على الأرض السورية ,أنحسر الجيش السورى الى 27% منها , ولكنه الآن استعاد مع حلفائة أكثر من 85%من هذه الأرض بعد تطهيرها , وقد هلعت الثعابين فى جحور أدلب تتناحر وتنفث سمومها هنا وهناك، لكن حصار الجيش السورى لها بات قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليها , وبدا أن النصر السورى وتطهير كامل التراب قد لاح , فأنزعج السلطان المخادع وهرب اردوجان من مكمن بوتين وأيران وعاد أدراجه الى عش الدباير الأمريكى الصهيونى , فيما جن جنون أمريكا وربيبتها أسرائيل والغرب الأستعمارى ,فأنتصار سوريا يؤكد على الفشل الذريع لمؤامراتهم واجهاض مخططهم لتقسيم سوريا وتدمير جيشها والقضاء على حركة المقاومة اللبنانية والفلسطينية التى تمولها ايران عبر سوريا بالصواريخ التى تقض منام سكان مستوطنى الكيان الأسرائيلى ،

أذن لابد من حماية ثعابين الأرهاب فى أدلب من الأبادة وتطهير أدلب وترابها من نجاستهم،في حين يواصل الجيش العربى السورى تقدمه ويحكم قبضته على قرى جديدة باتجاه بلدة الأتارب الإستراتيجية في طريقه باتجاه معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا..بل أنه قضى على أحدى نقاط المراقية التركية وقتل العديد من الجنود الأتراك ودمر وأستولى على معداتهم .
في تصعيد يمهد لمواجهة غير مسبوقة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد بضرب قوات الجيش السوري في أي مكان فيما لو أصيب جندي تركي واحد، ويعلن عزم بلاده إبعاد الجيش السوري خلف نقاط المراقبة التركية في منطقة إدلب وأرسل بالتعزيزات ، فيما لم تبال القيادة السورية بتلك التهديدات بل واصلت طريقها لتحرير أدلب حيث قامت وحدات الجيش العاملة ما بين الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وإدلب، بتحرير قريتي عرادة والشيخ علي بين الطريق الدولية دمشق – حلب غربا، وطريق إدلب- حلب القديم، من قبضة تنظيم “جبهة النصرة” وحلفائه، وذلك بعد اشتباكات ضارية بمؤازرة المدفعية والطيران،

وقد اوضح مصدر عسكرى أنه بعد سيطرة الجيش السوري على طريق دمشق-حلب الدولية وبعد توسيع مسافة الأمان غرب الطريق، من المتوقع أن تتجه قوات الجيش للسيطرة على الطريق الثاني الموازي بالأهمية العسكرية وهو الطريق القديم إدلب- حلب أو ما يسمى “الطريق 60″، والممتد من مدينة حلب شمالا، نزولا إلى خان العسل إلى الشيخ علي ثم كفرحلب مزناز ثم معرة النعسان تفتناز طعوم بنش قلب مدينة إدلب.
كما أوضح المصدر، أنه إضافة إلى ذلك، فإن الطريق الآخر المهم أيضا هو طريق حلب- اللاذقية والمعروف بـM4، والذي تتطلب مسافات الأمان على جوانبه السيطرة على أغلب قرى محافظة إدلب الجنوبية، لتصبح مدينة إدلب محاصرة تماما، وعند ذلك يتقرر وضعها بالكامل حسب المعطيات، سواء تتم استعادتها بعملية عسكرية أو باتفاق.

مصالح أقتصادية حيوية تجمع مابين روسيا وتركيا فيما بدا التناغم مرة والأستياء عدة مرات من بوتين اِزاء أردوجان لكن يد روسيا ليست طولى فى أنقرة بل تحكمها التوازنات , وفى الأخير سوريا هى منفذ روسيا وأسطولها على المتوسط , وقد بدت اِيران – السند السورى – فى موقف من اردوجان لا تحسد عليه وهى المحاصرة أمريكيا وأوروبيا ولاتريد أن يستكمل طوق الحصارمن تركيا ايضا ,ليلوح لحزب الله بجانب القوات السورية دور حرب العصابات المقاوم للغزو التركى الذى يحاول وقف فرار جبهة النصرة وغيرها من قوى الارهاب من أدلب ليحول بينها وبين مخالب الجيش السورى والأنياب, فيما جَبُن الكرد عن التصدى لعدوهم اللدود التركى الأردوجانى , بلجام صهيونى أمريكى .

مصر والأمارات والسعودية التى أقامت الدنيا و أقعدتها بشأن التدخل التركى فى ليبيا ، تبدو صامتة بشأن تدخلها فى سوريا ، بل لعل السعودية والأمارات متعاطفتان مع تركيا حليفهما السابق فى هذا النزاع, أما قطر فهى حليف لتركيا منذ بداية الأزمة السورية، فيما تركيا تستنجد بشركائها فى حلف الناتو وخاصة بالقوات الأمريكية التى تقف بجانبها فى غزوها للأراضى السورية .

لقدصارجيشنا العربى السورى الأول منفرداً يواجه الآن غزوا تركيا , أطلسيا.. وهو قاب قوسين أو أدنى من القضاء على كل التنظيمات الأرهابية فى أدلب ليطهر كامل التراب السورى من دنسها , وهو اليوم فى أمس الحاجة لجهود كل الشرفاء العرب ,ولدعم الشعب العربى من المحيط الى الخليجـ متطلعا الى مصر الناصرية لتقتص من اردوجان صانع الأرهاب مع الصهاينة فى سيناء وعلى حدود مصر الغربية – فهل من يعى ذلك خاصة أن سوريا تذود عن كرامة الأمة العربية ؟ وانها أخر الحصون والقلاع .

وفى جميع الأحوال أنها سيمفونية أدلب التى ستعزف فيها أعذب الألحان بنصر سورية، وبنهاية أردوجان التي اجزم انها ستكون المأساوية.

كاتب ومحامىي– مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى