عباس يرفض صفقة ترامب ويلوح بخارطتها قائلا: دولة فلسطين تبدو كقطعة جبن سويسري مفتتة/ فيديو

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل غاضب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، بوصفها هدية لإسرائيل وغير مقبولة للفلسطينيين.

وحسب “رويترز”، قال عباس وهو يلوح بنسخة من خريطة تتصورها الخطة الأمريكية لحل يقوم على أساس وجود دولتي إسرائيل وفلسطين إن الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة “جبن سويسري” مفتتة.
وجاءت كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يجري فيه توزيع مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة من شأنه إدانة خطة إسرائيلية لضم مستوطناتها في الضفة الغربية، فيما يرقى إلى انتقاد لخطة ترامب والمعروفة بصفقة القرن.

وقامت تونس وإندونيسيا العضوان في مجلس الأمن بتوزيع مسودة القرار الذي من المؤكد أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده، ولكن رغم ذلك يعكس رأي بعض الأعضاء الرافض لخطة السلام التي أعلن ترامب تفاصيلها قبل أسبوعين وسط ضجة كبيرة.

ودعا عباس ترامب إلى التخلي عن هذه الخطة والسعي إلى العودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل يقوم على أساس وجود دولتين بناء على حدود ما قبل 1967. وحث عباس مجلس الأمن على عقد مؤتمر دولي لتنفيذ تسوية.

وقال عباس إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون الوسيط الوحيد.

وشدد عباس، على أن الخطة الأمريكية المطروحة (صفقة القرن)، “لا يمكنها أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية، وتنكرت لحقوق شعبنا”.

وأبدى الرئيس عباس، في كلمته ، استعداده لبدء مفاوضات “فورًا إذا وجد شريك في إسرائيل”.

وأضاف: “الرفض الواسع لهذه الصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية”.

وأشار إلى أنها “ألغت قانونية مطالب شعبنا في حقه المشروع في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله في دولته، وشرعت ما هو غير قانوني من استيطان واستيلاء وضم للأراضي الفلسطينية”.

وشدد على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، “لأنها أمريكية إسرائيلية استباقية، وجاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة”.

وجدد التأكيد على عدم القبول بـ “صفقة القرن”، ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع.

وقال إن “السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لا زال ممكنًا وقابلًا للتحقيق”. داعيًا لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، “الذي لا زلنا متمسكين به كخيار استراتيجي”.

وتابع: “قمنا بالفعل بخطوات تاريخية حرصًا على تحقيق السلام، وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والمبادرات الدولية، وكل الدعوات للحوار والتفاوض، إلا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة لشعبنا، وكانت حكومة الاحتلال الحالية هي التي تفشل كل الجهود”.

ونوه رئيس السلطة الفلسطينية إلى “رفض مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية، لأن الأساس هو الحل السياسي”.

ودعا الرباعية الدولية، ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وبحضور فلسطين وإسرائيل والدول الأخرى المعنية.

وأردف: “لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية مفاوضات السلام بين الجانبين”.

ولفت النظر إلى عدم قبول وساطة الولايات المتحدة لوحدها. داعيًا المجتمع الدولي للضغط على تل أبيب لوقف ممارساتها الاحتلالية وقراراتها المتواصلة في ضم الأراضي الفلسطينية وفرض السيادة عليها، “التي حتماً تدمر بشكل نهائي كل فرص صنع السلام الحقيقي”.

وأكد أنه يمد يده للسلام. محذرًا من ضياع الفرصة الأخيرة. ومعربًا عن أمله بأن يجد شريكاً حقيقياً في إسرائيل لصنع سلام حقيقي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ولدول وشعوب المنطقة.

واستدرك: “شعبنا لم يعد يتحمل استمرار الاحتلال، والوضع أصبح قابلا للانفجار، وللحيلولة دون ذلك لا بد من تجديد الأمل لشعبنا وكل شعوب المنطقة في الحرية والاستقلال وتحقيق السلام”.

وأردف: “مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب آخر لن يصنع لكم أمناً ولا سلاماً (الاحتلال)، فليس لدينا سوى خيار وحيد لنكون شركاء وجيراناً كل في دولته المستقلة وذات السيادة، فلنتمسك معاً بهذا الخيار العادل قبل فوات الأوان”.

وجدد التأكيد على أن “صراعنا ليس مع أتباع الديانة اليهودية، ولكن مع من يحتل أرضنا، لذلك سنواصل مسيرة كفاحنا لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية”. مشددًا على أن “شعبنا لن يركع ولن يستسلم”.

واختتم رئيس السلطة الفلسطينية كلمته قائلًا: “حذار أن يقتل الأمل لدى شعبنا الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى