حقائق حول خطاب محمود عباس أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب
بقلم : د. لبيب قمحاوي

أدناه الحقائق مجردة كما أوردها محمود عباس في كلمته أمام وزراء الخارجية العرب في دورتهم الطارئة المنعقدة يوم السبت الموافق 1/2/2020.
أولاً : أعاد محمود عباس كتابة تاريخ المنطقة بإلقاء اللوم في إصدار وعد بلفور عام 1917 على أمريكا كشريك فعّال ومؤثر لبريطانيا .
ثانيا: بذل محمود عباس جهدًا واضحا في تسويق اتفاقات أوسلو باعتبارها انجازا فلسطينيا-اسرائيليا يعود نجاحه لغياب أمريكا عنه .
ثالثا : تبجح محمود عباس بالاعلان أنه طلب شخصيا ومتطوعاً بأن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة منزوعة السلاح للدلالة على نهجه المسالم للإحتلال .
رابعاً : أعطى محمود عباس براءة ذمة فلسطينية مفتوحة للحكام العرب وحكام الدول الإسلامية .
خامساً : تبجح محمود عباس بأن السلطة الفلسطينية تحارب الإرهاب ( وهو يقصد بذلك الإرهاب الفلس
طيني والاسلامي) ، ولم يذكر قط الارهاب الاسرائيلي ضد المدنيين العزّل والنساء والأطفال الفلسطينيين !!
سادساً: قام محمود عباس بشيطنة الدور الأمريكي ومدح الدور الإسرائيلي في عمليات السلام المختلفة ، وجَهَرَ بإعتبار المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بمعزل عن امريكا أمراً ايجابيا قد يؤدي الى نتيجة ، وبأن السوء يأتي من خلال مساهمة أمريكا وتدخلها مما قد يعكس سذاجة مقصودة في تفكير محمود عباس، إذ أن كلا الطرفين ، الامريكي والاسرائيلي ، أعداءً للفلسطينيين، ولكن يبقى الاسرائيليون هم العدو المباشر والمحتل والاخطر .
سابعاً : كرر محمود عباس مدح اتفاقات أوسلو وكأنها إنجازا تاريخيا ونصرا حقيقياً للفلسطينيين وليس بداية مسلسل الهزائم الذي عصَفَ بالفلسطينيين ودمّر أحلامهم .
ثامناً : إختار محمود عباس أن يكون مبهماً وموارباً وغير مباشرٍ في حديثه عن إلغاء اتفاقات أوسلو، وإلغاء التنسيق الأمني بكافة أشكاله، وحل السلطة الفلسطينية، واكتفى بإلقاء محاضرة عن رسائل أرسلها للأمريكان والاسرائيليين بهذا الخصوص دون أن يعلن رسمياً وبشكل واضح وقاطع عن تلك الإجراآت. وإذا كان ما وَرَدَ في صفقة القرن لا يستدعي بالنسبة لمحمود عباس مثل تلك الإجراءات ، فإن هذا يعني أنه ، أي محمود عباس ، على استعداد بالنتيجة للمضي قدماً في مفاوضات صامتة على ما تبقىّ من فتات .
كشف حساب سيئ وخطاب أسوأ صفَّقَ له الحضور الرسمي العربي .