البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي يعتبر صفقة القرن أشد فتكا من وعد بلفور.. ومرزوق الغانم يلقيها في الزبالة/ فيديو

أكد البيان الختامي لاجتماع الاتحاد البرلماني العربي، أن القضية الفلسطينية ستبقى في صدارة القضايا العربية.
وأعتبر البيان أن صفقة القرن أشد فتكا وتنكيلا بالجسم العربي من وعد بلفور، مؤكدا على التضامن مع موقف الفلسطينيين النضالي، مؤكدا على رفضها باعتبارها انتهاكا للحقوق الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يلي نص هذا البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي:
بدعوة كريمة من معالي المهندس عاطف الطراونة رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب في المملكة الأردنية الهاشمية، واستجابة لطلب دولة فلسطين الشقيقة، ممثلة بالمجلس الوطني الفلسطيني، وبتأييد من الأشقاء العرب، انعقد في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، المؤتمر الثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي تحت عنوان دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة/ قضية العرب والمسلمين والمسيحيين وذلك عند الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم السبت الواقع في 8 شباط فبراير 2020.
وقد أقر المشاركون البيان الختامي التالي:
نحن رؤساء البرلمانات والمجالس العربية المجتمعون في المؤتمر الثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي نؤكد على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة قضايانا، محتلة مكانة بارزة بوصفها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، متضامنين في ذلك مع موقف الأشقاء الفلسطينيين النضالي والبطولي، وهم الصامدون المرابطون على ثرى فلسطين الطهور.
وأمام ما تعانيه القضية الفلسطينية اليوم من تداعيات خطيرة، بعد الإعلان الأمريكي عن خطة السلام المسماة بصفقة القرن، والتي شكل الإعلان عنها مساساً بالثوابت العربية، أمام الانحياز الأمريكي المطلق لدولة الاحتلال والغطرسة، فإن الخطة جملة وتفصيلا، تمثل فصلاً جديداً من فصول انتهاكات الحقوق للأشقاء الفلسطينيين، وذلك بعد معاناتهم على مدى العقود والسنوات الماضية ما يحتم علينا رص الصفوف وتحشيد المواقف لنصرة القضية كأولوية عربية تتقدمُ أجندة العمل العربي المشترك، عبر مؤسسات القرار العربي.
إن العبث بمدينة القدس، جاء على شكل وعد أمريكي تمثل بالاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، الأمر الذي ننظر إليه على أنه نسف لفرص السلام، وانحياز للظالم على حساب المظلوم.
وفيما شكلت الخطة انتهاكا صارخا للحقوق الفلسطينية، فإن حل قضية اللاجئين لن يكون إلا بالعودة والتعويض.
إن الخطة بوصفها صفقة بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، فإنها تمثلت بوعود وتقسيمات، أشد فتكا وتنكيلا بالجسم العربي، من وعد بلفور، وخرائط سايكس بيكو، لتعيد ترسيم حدود دولة فلسطين التاريخية، مانحة السيادة للاحتلال بضم أراضي غور الأردن وشمال البحر الميت، ممهدة لضمها لدولة الاحتلال، بخط يلغي الاتصال الجغرافي لدولة فلسطين مع جوارها، وذلك يعظم رقعة الاحتلال بعد اعتراف أمريكا بضم الجولان والقدس كاملة هدية للمحتل الاسرائيلي. وهو ما نعده استكبارا آخر يضرب كل أسس العملية السلمية التي نجد في ممارسات الاحتلال على الأرض، أنه السبب الرئيس في إيصالها لطريق مسدود لا آفاق لاستئنافها أو جدوى من العودة إليها.
وفي إطار ما اجتمعنا عليه، يتقدم الاتحاد البرلماني العربي بالشكر للمملكة الأردنية الهاشمية على استضافتها لقمتنا الطارئة، مثمنين مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، التي تشكل نقطة ارتكاز في الموقف العربي الجماعي الرافض لأي تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية، أو المساس بالثوابت الوطنية الفلسطينية أو الثوابت العروبية القومية، فأي تسوية لا تضمن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والاعتراف بحل الدولتين، على أساس إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس، هي حلول غير قابلة للحياة.
وعليه فإن الاتحاد البرلماني العربي وإذ يرفع برقية شكر مع انتهاء أعمال دورته الثلاثين الطارئة، لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على مواقفه الصلبة والثابتة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس:
أولاً: يرفض أي تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية لا يقبل بها الفلسطينيون ولا تنص على حقوقهم التاريخية بقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران العام 1967، ويعتبر المجتمعون أن صفقة القرن هي اتفاق من طرف واحد، لا تمثل خطوة باتجاه الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والذي تقبل به الشعوب، ويمثل فرصا لمستقبل الأجيال.
ثانياً: يؤكد المجتمعون على أن معادلة السلام المنشود لن تكون إلا وفق مبدأ حل الدولتين، وعلى أسس من التوافق العادل على قضايا الوضع النهائي التي تحصن الحقوق الفلسطينية وتكافئ نضالهم على مدى عمر قضيتهم.
ثالثا: إن أولى الخطوات لمواجهة كل المؤامرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، هو التأكيد على إنجاز المصالحة الفلسطينية لتشكل الجبهة الأولى من جبهات الرفض العربي لأي تصفية للقضية الفلسطينية.
رابعا: إن المساس بالقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال هو تصعيد خطير يهدد أمن المنطقة، ويتركها رهينة الفتن والمطامع، ويقطع الطريق على فرص السلام، ويمهد من ما حذرنا منه سابقا في افتعال حرب دينية، ستكون إسرائيل سببا وطرفا أساسيا فيها.
خامساً: إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حق تاريخي ضمنه اعتراف العالم به، وإن العبث في تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً هو مس بالوصاية والرعاية للقدس وما تمثله من رمزية بصفتها مهبط الرسالات وعاصمة الديانات.
سادساً: إن العبث بالوضع القانوني القائم في القدس هو إجراء مدان بموجب قرارات الشرعية الدولية وعلينا واجب استنفار الجهود السياسية والقانونية، لتحصين المدينة المقدسة من أي عبث عنصري أو طائفي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
سابعاً: يرفض المجتمعون أي سلام دون حق العودة والتعويض للاجئين، ونتمسك بقرارات الشرعية الدولية كمرجع في حفظ الحقوق، ما يمثل الاعتراف لهم بمعاناتهم عبر العقود والسنوات، عبر حلٍ عادلٍ وشاملٍ، متمسكين بدعم جهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وتأمين الدعم اللازم لها بما يمكنها من الاستمرار في القام بدورها وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والبنى التحتية في الدول المستضيفة لهم، وذلك بصفة اللجوء شاهداً على أبشع عمليات التهجير والقتل والتدمير والتشريد الممنهج على يد الاحتلال الإسرائيلي.
ثامنا: يتمسك المجتمعون بمرجعيات القرارات الأممية، والمبادرة العربية للسلام والتي مثلت توافقا عربيا، كأساسٍ لاستئناف أي مفاوضات سياسية وعلى أساس المحافظة على حقوق الفلسطينيين كاملًة غير منقوصة.
تاسعا: دعم الرفض المشرف للدولة الفلسطينية وجميع القوى والتيارات السياسية لخطة السلام المزعوم، مشددين على أهمية دعم الأشقاء العرب للسلطة الفلسطينية، لتظل في مقدمة الجهود التي تحمي وتحفظ الحقوق الفلسطينية.
عاشرا: الشروع في البحث عن إجراءات قانونية تضع حداً للإجراءات الإسرائيلية الأحادية غير الشرعية وغير القانونية التي يمارسها الاحتلال لتوسيع الرقاع الاستيطاني. كما يطالب المجتمعون من الجاليات العربية في كل دول العالم، تنظيم سلسلة وقفات احتجاجية أمام المؤسسات الرسمية لتعرية الوجه البشع للاحتلال وإيصال رسالة الرفض العربي على أوسع نطاق.
حادي عشر: يتمسك المجتمعون بموقفهم المتخذ في أعمال المؤتمر التاسع والعشرين المنعقد في عمّان آذار/2019، والقاضي برفض مختلف أشكال التطبيع، وتمسك البرلمانات العربية بموقف الحزم والثبات بصد كل أبواب التقارب أو التطبيع مع الاحتلال.
ثاني عشر: تشكيل لجنة تضم الشعب البرلمانية في العراق والجزائر والكويت، تُكلف بمهمة التواصل مع البرلمانات والاتحادات الدولية بشأن القضية الفلسطينية وتداعيات صفقة القرن على أن تُقدم توصياتها خلال أعمال الدورة العادية الواحدة والثلاثين التي ستنعقد في جامعة الدول العربية في السادس والسابع من آذار المقبل، والتي ستشهد انتقال رئاسة الاتحاد البرلماني العربي من المملكة الأردنية الهاشمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكانت أعمال الدورة 30 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي قد انطلقت في عمان صباح اليوم السبت تحت شعار، دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة “قضية العرب والمسلمين”، بمشاركة ممثلين عن 20 برلماناً عربياً.
وقال رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة إن “موقف جلالة الملك ثابت على جبهة دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية كوريث لرسالة تاريخية وشرعية، يبعث في نفوسنا على الصمود ومواجهة كل التسويات الهادفة لمصادرة الحق الفلسطيني”.
وأضاف في كلمة له خلال انطلاق أعمال هذع الدورة: “نحن بأمس الحاجة لعنوان يوحد الصفوف ولا شيء أفضل من فلسطين للتوحيد”.
وفي حديثه عن صفقة القرن قال الطراونة “نسفت صفقة القرن الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعة الدولية، وصادرت حقوق الفلسطينيين، فلا عاصمة في القدس ولا عودة للاجئين، ولا أرض متصلة الضمير والبناء، فهي صفقة خاسرة لمن كتبها وتبناها أو وجد فيها بعض الحق وبعض الكرامة”.
وأكد الطراونة أنه “لن يكون هناك فرص لأي حل لا يقبله الفلسطينيون، ولا حل قابل للحياة دون إعلان قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، مع التمسك بقرارات الشرعية الدولية الناصة على حق العودة والتعويض للاجئين، وتجميد مشاريع السرطان الاستيطاني، والتمسك بالمقدسات الإسلامية والمسيحية مرجعية عربية، وبوصاية هاشمية، لتظل فلسطين حاضنة الزمان والموقف، والشاهدة على الحق”.
اما رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون فقد قال إن صفقة القرن تلغي حق 6.5 مليون لاجىء فلسطيني بالعودة.
وثمن الزعنون الدور الأردني بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن جلالة الملك هو الوصي على المقدسات في القدس والداعم لصمود ورباط المقدسيين.
“خطة ترامب لم تبقي سوى 11% من مساحة فلسطين التاريخية لنا … لن نقبل ما جاء في صفقة القرن ولن نقبل بغير القدس عاصمة لفلسطين” وفق الزعنون
وأكد الزعنون رفض مشاريع التوطين والوطن البديل بأي شكل.
وقال الزعنون “نحن على ثقة بأنكم قادرون على تعزيز صمودنا لا سيما في المدينة المقدسة”.
واستعرض الزعنون خريطة فلسطين التاريخية وما يعرض منها ضمن صفقة القرن.
وطالب الزعنون العرب بمضاعفة دعمهم المادي والسياسي والبرلماني للشعب الفلسطيني تعزيزا لصموده على أرضه، وإفشالا ” لصفقة القرن” الأميركية-الإسرائيلية.
“ما اقترحته صفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلا، لا يقتصر خطرها على فلسطين فحسب، بل يطال مصالح الأمة العربية جمعاء، لذلك بات من الواجب علينا جمعيا إعلان رفضنا المطلق لها، ومواجهة كل من يحاول التعاطي معها أو الترويج لها” بحسب الزعنون
وقال: إن الشعب الفلسطيني وقيادته تعرضوا، وسيتعرضون في الأيام المقبلة للمزيد من الهجمات الشرسة، والابتزاز والضغوط والحصار المالي كوسيلةٍ لفرضٍ ما ورد في هذه الصفقة المشؤومة.
ودعا الزعنون البرلمانات العربية للعمل مع حكوماتها لتنفيذ شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم شعبنا ومؤسساته الشرعية، وتوفير الدعم المادي الكافي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، تنفيذا لقرارات القمم العربية، وقرارات الاتحاد البرلماني العربي.
كما دعاهم لرفض ومحاصرة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال قبل انسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام1967، وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194. التزاما بقرارات القمم العربية المتتالية، ومبادرة السلام العربية.
وطالب الزعنون بالتحرك مع الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، وحثها على رفض تلك ” الصفقة” كمرجعية للسلام، ومساءلة إسرائيل وإدارة ترامب على انتهاكاتها الجسيمة لقرارات الشرعية الدولية.
وقال ” إننا لن نقبل ما جاءت به صفقة القرن، لأنها شكلّت عدوانا على الحقوق الفلسطينية والعربية، ولن نقبل بغير القدس عاصمة لدولتنا المستقلة كاملة السيادة، ولن نقبل إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم، ونرفض مشاريع التوطين أو الوطن البديل، فالقدس التي يريدها ترامب عاصمة لإسرائيل ليست للفلسطينيين وحدهم، بل لنا جميعا، ونحن حراسها.
ومن جانبه.أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ان مكان صفقة القرن هي مزبلة التاريخ.
وأمسك الغانم بمجلد صفقة القرن أثناء خطابه في الاجتماع، قائلا باسم الشعوب العربية أقول هذه صفقة القرن ومكانها مزبلة التاريخ وألقى بها بسلة المهملات.
وأضاف أن صفقة القرن ولدت ميتة ولن تنفعها الف ادارة، فهي مرفوضة فلسطينيا وهي مرفوضه عربيا واسلاميا وحتى اوروبا غير متحمسة بل هناك داخل اميركا من هو ضدها.
وأضاف:لا أحد مع صفقة القرن.
وقد ألقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كلمة في الاجتماع قال فيها: “إننا مجددا لا نجتمع إلا على نحو طارئ، كما في كل مرة تجمعنا فلسطين على صفعة الصفقة، تستصرخ فينا قيم الشجاعة والمروءة”.
وأردف: “هي صرخة لإنقاذ وعينا حيال الخطر المحدق، فاذا سقطت فلسطين سقطت الأمة، فهل سمعنا هذه الصرخة؟”.
وأضاف في إشارة إلى صفقة القرن: “ما هو مطروح اليوم ليس إلا كأسًا من السم يريد من الفلسطيني أول من يتجرعه بعدها تكر السبحة لتصل إلى الجسد العربي برمته”.
وتابع: “التسوية التي يسوقون لها تلزم الفلسطينيين ومن خلالهم العرب بالاعتراف بفلسطين دولة يهودية، وهي تشترط إسقاط حق العودة”.
وجدد التأكيد: “إننا فعلًا أمام مشروع حرب وليس مشروع سلام، اسمحوا لي باسم المجلس النيابي أن نعلن رفضنا وإدانتنا لهذه الصفقة ورفض توطين الفلسطينيين في أماكنهم”.
وأردف رئيس البرلمان اللبناني: “وانطلاقًا مما تقدم ولأن الأمة على هذا النحو من التشتت، نوصي بثابتتين اثنتين: الأولى الوحدة، والثانية المقاومة”.
ويناقش ممثلو 20 برلمانا عربيا بينهم 16 رئيسا، موقفهم من خطة ترامب المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وتتضمن اجتماعات هذه الدورة التي تعقد تحت عنوان: دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة “قضية العرب والمسلمين”،عدة مداخلات من قبل رؤساء و ممثلي المجالس والبرلمانات العربية، وبيان ختامي للمؤتمر.