الحكومة السودانية تتبرأ من لقاء البرهان ونتنياهو، وتجمع المهنيين يرفض تجاوز الجيش لمهامه وتدخله بالسياسة

أكد المتحدث باسم الحكومة الانتقالية السودانية، فيصل محمد صالح، أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمبادرة شخصية ولم يستشر أحدا.

وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية: “لقد فوجئنا بهذا اللقاء، وعقدنا اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء الموافق 4 فبراير 2020 لمناقشة تداعياته، ثم التقينا بشركائنا في قوى الحرية والتغيير، وتطابقت مواقفنا، ثم طلبنا اجتماعا مشتركا مع مجلس السيادة”.

وأكد المتحدث باسم الحكومة أن رئيس مجلس السيادة “قام بهذه المبادرة بصفة شخصية ولم يستشر فيها أحدا، وأنه يتحمل مسؤوليتها، وقال إنه فعل ذلك لاعتقاده أن في ذلك فائدة للشعب السوداني”.

وأضاف أن اللقاء كان استكشافيا وأنه لم يقدم خلاله أي التزام أو وعودا بالتطبيع أو إقامة علاقات دبلوماسية، وأنه يترك ذلك للأجهزة المختصة لتُقرر فيه.

وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية إن “الحكومة تفاجأت باللقاء الصحفي الذي أجراه السيد رئيس مجلس السيادة الأربعاء 5 فبراير 2020 بالقيادة العامة وقدم فيه إفادات مختلفة عن ما ذكره في اللقاء المشترك”.

وشدد المتحدث على أن “أمر السياسة الخارجية من اختصاص الجهاز التنفيذي”، مضيفا “إننا نُمثل حكومة ثورة، حملت شعارات الحرية والسلام والعدالة، وألهمت المناضلين والتواقين للحرية والعدالة في كل أنحاء العالم، ولا يمكن أن يكون من أولوياتها في هذا الوقت الانقلاب على شعارات الثورة والتنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة”.

وأوضح أن أمر العلاقات مع إسرائيل هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري.

ومن جانبه، طالب “تجمع المهنيين السودانيين” بـ”إعادة هيكلة القوات المسلحة بما يزيل تمكين عناصر النظام البائد داخلها وتفكيك كافة المليشيات المسلحة وتوفيق أوضاعها”.

وقال “تجمع المهنيين”، الذي قاد الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، في بيان اليوم الخميس: “تابعنا المؤتمر الصحفي للقيادة العامة للقوات المسلحة صباح 5 فبراير 2020، والذي أتى دفاعا عن لقاء الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الرئيس الحالي لمجلس السيادة، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، وأكد على تبنى القوات المسلحة لمخرجات اللقاء”.

واعتبر أن “ما صدر عن المؤتمر الصحفي من تصريحات وإشارات يعد تجاوزاً آخر أكثر خطورة، وانحرافا مريعا عن مجرى الثورة السودانية وأهدافها، كما أنه يخل بقومية القوات المسلحة وحيادها ويخرج بها عن مهامها للتدخل السافر وغير المقبول في الحياة السياسية وأمور السلطات المدنية”.

ودعا “تجمع المهنيين” القوات المسلحة إلى “الابتعاد عن كل تدخل مخل في شؤون العمل السياسي وتوازن هياكل ومستويات السلطة في البلاد، وذلك لما يشكله أي تدخل من جانبها من تهديد لتماسك الفترة الانتقالية وإعادة لسيناريوهات الحكم العسكري التي أضرت بالبلاد وأودت بوحدة أراضيها وأهدرت مواردها وأقعدت فرص تنميتها”.

وعلى هذا الصعيد، قدم مدير السياسية الخارجية بالمجلس السيادي السوداني، الدبلوماشي الوطني الشريف، رشاد فراج السراج استقالته، على خلفية لقاء رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وجاء في خطاب الاستقالة، الذي قدمه السراج للمجلس السيادي الانتقالي: “بعد سنوات حافلة بالعطاء والبذل من أجل وطني وشعبي العظيم، أجد اليوم عسيرا ومستحيلا على نفسي الاستمرار في موقعي كمدير لإدارة السياسة الخارجية بأمانتكم الموقرة”.

وأضاف: “يتعين علي أن أخدم في حكومة يسعى رأسها للتطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس الشريف، ويقتل أهلنا في فلسطين، ويعربد في أوطاننا العربية والإسلامية دون رادع”.

وتابع: “إن أمانة التكليف تقتضي أن أقدم استقالتي قبل أن أرى أعلام الكيان الصهيوني ترفرف على سارية القصر الذي قتل فيه غردون (ضابط بريطاني قتله أنصار المهدي في الخرطوم عام 1885)، من قبل المجاهدين من أبناء السودان الأحرار، الذين قاتلوا وكلاء الاحتلال والاستعمار على مر العصور والأيام، وبذلوا دماءهم مهرا للحرية والانعتاق”.

وختم السراج خطاب استقالته: “سأظل جنديا يخدم وطنه وشعبه في أي موقع فوق ترابه الطاهر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى