الجيش السوري يمنح المسلحين بريف إدلب الجنوبي فرصة أخيرة لالقاء السلاح، ويؤكد استعداده للرد فورا على أي اعتداء تركي

أعلن مصدر عسكري سوري عن منح المسلحين الذين يحاصرون المدنيين في مدينة سراقب ومنطقة تل طوقان في ريف إدلب الجنوبي، فرصة أخيرة لإلقاء السلاح وتسوية أوضاعهم.
وقال المصدر في تصريح لوكالة “سانا” الرسمية: “إن الجيش العربي السوري يواصل تنفيذ واجبه الوطني في الدفاع عن الأرض والقضاء على المجموعات الإرهابية التي هاجمت ولا تزال السكان المدنيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وعملت على محاصرتهم واتخاذهم رهائن ودروعا بشرية في مدينة سراقب ومنطقة تل طوقان”.
وأضاف المصدر: “وفي محاولة من قواتنا المسلحة لإعطاء المسلحين فرصة أخيرة وذلك للحفاظ على حياة المدنيين المحاصرين، فقد أعطيت التعليمات للوحدات العسكرية العاملة في المنطقة للسماح بتسوية أوضاع كل من يقرر إلقاء السلاح بدلا من المراهنة على دعم القوات التركية للإرهابيين بمسمياتهم المختلفة”.
وختم المصدر القول إن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، إذ تؤكد أن وجود القوات التركية هو “وجود غير قانوني ويشكل عملا عدائيا صارخا” فإنها تشدد بالوقت نفسه على أنها على أتم الاستعداد للرد الفوري على أي اعتداء من قبل هذه القوات ضد قواتنا العاملة في المنطقة”.
يأتي ذلك بعد أن حقق الجيش السوري، أمس، تقدما كبيرا بريف إدلب الجنوبي الشرقي وفي محيط مدينة سراقب، من خلال بسط سيطرته على نحو 19 من القرى والتلال والبلدات، وسط انهيار في صفوف التنظيمات الإرهابية.
ففي سياق عمليتها المستمرة، تمكنت وحدات الجيش السوري من تحرير بلدة “إسلامين” الاستراتيجية وقرية “أبو الخوص” شرق مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مطبقة بذلك الحصار على المدينة من 3 اتجاهات.
وقال مراسل “سبوتنيك” في ريف إدلب إن وحدات من الجيش السوري سيطرت على “إسلامين” في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم “أجناد “القوقاز” وحلفائهم في المنطقة.
وأكد أن وحدات الاقتحام في الجيش السوري تقدمت تحت غطاء جوي سوري روسي كثيف وتمهيد ناري مركز باتجاه مواقع المسلحين القوقاز في بلدة “إسلامين”، وسيطرت على البلدة بعد معارك عنيفة مع مسلحي “الأجناد” و”هيئة تحرير الشام” وأسفرت المعارك عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين وتدمير آليات كانت بحوزتهم.
ومع السيطرة على “إسلامين” باتت وحدات الجيش السوري تطوق مدينة سراقب من الاتجاهات الثلاثة الشرقية والغربية والجنوبية، ولا يفصلها عن بوابة الأحياء الشرقية للمدينة سوى 1 كم فقط.
ومن جهة أخرى أعلنت وكالة “سانا” تحرير قرية الريان في ريف إدلب الشرقي بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين.
وأفاد مراسل وكالة “سبوتنيك” في سوريا، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أن وحدات من الجيش السوري سيطرت على بلدة تل طوقان الاستراتيجية بريف إدلب الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم “أجناد القوقاز” وحلفائه، مقتربة بذلك من تطويق نقطة المراقبة التركية الموجودة في المنطقة.
وقال مراسل “سبوتنيك” في ريف إدلب إن “الجيش السوري تابع صباح اليوم عمليته العسكرية على محور (أبو الظهور/ سراقب) جنوب شرق إدلب، مسيطرا على بلدة “تل طوقان” التي يتواجد على حدودها الغربية نقطة مراقبة تركية.
وأكد المراسل أن بلدة “تل طوقان” أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري بعد تقدم بري باتجاه البلدة الاستراتيجية التي تحوي نقطة مراقبة تركية تعتبر من إحدى أكبر نقاط المراقبة المنتشرة في ريف إدلب.
وخلال الأيام الأخيرة، أحرز الجيش السوري تقدما من عدة محاور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واستعاد سيادة الدولة السورية على مدينة معرة النعمان وعلى أكثر من 40 بلدة وقرية وسط اشتباكات عنيفة وانهيار دراماتيكي في دفاعات التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة.
وتتقاسم “جبهة النصرة” التي تسيطر على معظم المناطق الحدودية السورية التركية شمال غرب سوريا، النفوذ مع تشكيلات مسلحة أخرى متعددة الجنسيات على الغالبية العظمى من مدينة إدلب وريفها.
ويعود وصول المقاتلين القوقاز إلى سوريا مع عائلاتهم إلى عام 2011، وبحلول أيلول/سبتمبر 2016، أصبح أجناد القوقاز أكبر الفصائل الوافدة من وسط آسيا للقتال في سوريا، وذلك بعد انضمام العديد من الفصائل الأصغر إليها.
وتعد منطقة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي، المعقل والمقر الرئيس لتنظيم (أجناد القوقاز) في سوريا.