“التربية” تقدم مقترحين لـ”التوجيهي” الشهر الحالي وتستفتي الطلبة حولهما

قال وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي: إن معدل الإنفاق العام على التعليم العام في الاردن كنسبة مئوية من موازنة الحكومة، بلغ 20ر12 بالمئة، فيما بلغ معدل الانفاق كنسبة مئوية من الناتج المحلي الاجمالي نحو 8ر3 بالمئة.
واكد النعيمي ان التعليم من القطاعات الحيوية التي كانت ولا تزال على سلم أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله واهتمامهما البالغ به، ما يجعل طموحنا عاليا للاستمرار بالتطوير النوعي للتعليم، مبينا في هذا الاطار ان الاستثمار في التعليم وتطويره ينطلق من المستجدات والمتغيرات والمهارات المتنوعة التي يتطلبها سوق العمل.
وقال خلال لقاء صحفي عقده اخيرا مع ممثلي عدد من الوسائل الإعلامية: إن الوزارة وانطلاقا من هذا الاهتمام الكبير بالتعليم، وضعت استراتيجية طموحة للاستثمار بالتعليم بدأت عام 2018، رافقها عدد من المشروعات والمبادرات والبرامج النوعية، هدفها الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية الأردنية عبر التعليم وصولا إلى مستقبل واعد.
وتنطلق الخطة، بحسب النعيمي، من 6 محاور اساسية، وهي التعليم المبكر وتنمية الطفولة، الوصول والمساواة في فرص التعليم واتاحتها للجميع، ودعم النظام التعليمي من خلال بناء القدرات، ووضع القواعد الأساسية السليمة لبناء السياسات في ضوء المؤشرات، بالإضافة الى محور جودة مخرجات التعليم من حيث المدخلات والمخرجات وعملياته.
وتشمل محاور الخطة ايضا، الموارد البشرية وما يتعلق بها من تمكين المعلمين والاداريين وتدريبهم وتنميتهم مهنيا عبر نظام الرتب المرتبط بالأداء، ونظام الحوافز، بالإضافة إلى محور التعليم المهني الذي ما زال بحاجة إلى حوكمة جديدة ومراجعة شاملة وتطوير للسياسات والبرامج وآليات توجيه الطلبة وتشجيعهم للتوجه نحوه، وإشراك القطاعات الإنتاجية في التخطيط لبرامجه المبنية على المهارات الوظيفية المطلوبة التي تعزز من فرص التشغيل.
وحول امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، قال النعيمي: انه لا تغيير هذا العام على الدورة الواحدة للامتحان وطبيعته وآلية احتساب العلامات والمعدل العام الطالب وتوزيع العلامات وأوازن المواد عن العام الماضي، موضحا أن الوزارة ستعلن خلال الشهر الحالي مقترحين لامتحان التوجيهي، واستفتاء الطلبة بشأنهما، وبما يمكن الطلبة من الاستعداد الجيد للامتحان وتنظيم اوقاتهم وإعداد خطتهم الدراسية.
كما ستعقد الوزارة هذا العام امتحانا محوسبا لطلبة التوجيهي في الدورة المقبلة لمادة الحاسوب، ومبحثا آخر سيعلن عنه في وقت لاحق بعد مناقشته بشكل مكثف من قبل لجنة الامتحان العام في الوزارة، كاشفا عن دراسة جادة تجريها الوزارة لمضاعفة حجم الاختبارات المحوسبة في العام الدراسي المقبل، بعد تهيئة البنية التحتية اللازمة.
وفيما يتعلق بالدورة التكميلية للتوجيهي، توقع النعيمي، عدم تمكن الوزارة هذا العام من عقد هذه الدورة بشكل مباشر بعد إعلان نتائج الامتحان العامة، نتيجة لتأخر التقويم المدرسي بسبب اضراب المعلمين، مشيرا إلى ان الوزارة بحاجة إلى 45 يوما منذ بدء اول امتحان في الدورة العامة وحتى إعلان النتائج والمتوقع في منتصف شهر آب المقبل، في ظل الحاجة للإعداد الجيد للدورة التكميلية وضمان استعداد امثل للطلبة لها باعتبار هذه الدورة فرصة لاستكمال متطلبات النجاح وليس لغايات رفع المعدل فقط.
وتتجه الوزارة، بحسب النعيمي، إلى اجراء استفتاء للطلبة حول موعد الدورة التكميلية عبر موقعها الإلكتروني لاستطلاع آراء الطلبة حول الموعد المناسب لإجرائها.
وفي مجال التعليم المهني، اكد النعيمي أن الوزارة بصدد دراسة واقع هذا القطاع، من خلال إعادة النظر بالمنظومة التعليمية التي من شأنها ان تعزز توجيه ميول الطلبة في مراحل مبكرة من عمرهم.
وقال: إن الوزارة اعدت ورقة عمل متكاملة، حول كيفية التحاق الطلبة بمسار التعليم المهني، بعد رصد تجارب عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال، مبينا ان الاردن يكاد يكون الدولة الوحيدة التي يوجد بها التعليم الثانوي في سنتين دراسيتين فقط، حيث يعد ذلك غير كافٍ لاكتشاف ميول الطلبة وقدراتهم في وقت مبكر.
وبين أن سلسة من الحوارات أجرتها الوزارة مع المتخصصين من ذوي الخبرة في التعليم المهني بالجامعات والمعاهد والمؤسسات الوطنية، خلُصت إلى الحاجة لتقييم ميول الطالب المهنية منذ الصف السادس الاساسي، والعمل مع الاهالي لاتخاذ القرار المناسب بشأن حياته العملية والعلمية عند الصف التاسع.
واكد ان الحكومة جادة في السير بتوجيه الطلبة نحو المسار المهني، مشيرا إلى ان نتائج الدراسات تؤكد أهمية ان تكون عملية التشعيب للطلبة من الصف التاسع وليس العاشر، على ان يبقى التعليم الالزامي عشرة سنوات متتالية.