طُبِّقت ثم أُعلنت!
بقلم : عبد اللطيف مهنا

إن أعلنت “صفقة القرن” أم لم تعلن، فهي قد أخذت سبيلها للتطبيق منذ يوم أن نقلت سفارة الأميركان من تل أبيب إلى القدس، وأعترف ناقلوا سفارتهم بعاصمة فلسطين عاصمةً أبديةً لمحتليها، ولحقوه بتشريع “الاستيطان” واإصباغ الشرعنة على مستعمراته التهويدية، والاعتراف بضم الجولان العربي السوري للكيان الصهيوني، والقفز على حق العودة لللاجئين الفلسطينيين وإعلان الحرب على الأنروا..
ما سيعلنوه هو استكمالها.. ما سيعلنوه هو ما يريدونه إعلاناً بتصفية القضية الفلسطينية ودفن ما كان يسمى “الصراع العربي الصهيوني”.. لم يجدوا وقتاً أنسب لإعلان انتصار الإستراتيجية الصهيونية واستكمال استهدافاتها في سياق المشروع الغربي المعادي للأمة العربية من هذه المرحلة السوداء من تاريخها التي يجللها عار تواطوء ولاة الغرب المتصهينيين في مزق أنظمة قطريات تجزئتها البائسة..
هذا الصمت الرسمي العربي إزاء ما طبّق قبل أن يعلن ويتم التطبيل الآن لإعلانه لا يمكن وصفه بغير الخيانة.. خيانة الأمة بخيانة قضيتها المركزية والتسليم بهزيمتها.. وجد هؤلاء في الأوسلويين الفلسطينيين “محللاً” برر لهم نفض أيديهم من هذه القضية، وسهَّل عليهم واقع الحال التي وصل هؤلاء وأوصلوا قضيتهم إليه المشاركة بصمتهم ومعه تطبيعهم وقبله تبعيتهم في بازار تصفيتها..
وإذا كان كل ما لدى الأوسلويين هو انتظار ما سيعلن مع مواصلة التنسيق الأمني مع المحتلين، بمعنى شهود زور وأداة أمنية لحماية أمن المحتلين ومنع انتفاضات شعبهم وملاحقة مقاوميه، فإن دعوة ما يطلقون على أنفسهم ” القوى الوطنية والأسلامية” إلى “يوم غضب جماهيري” يوافق يوم إعلان الصفقة لا يعدو الوجه الآخر لحال الأوسلويين.. !
..كل “أيام الغضبات” على مدار قرن لا تعادل في قاموس الصراع الوجودي بضع دقائق يترجم فيها ساعد فدائي غضبته على محتليه.. آن لمن لم يخن بعد أن يدرك أن لا سبيل للبقاء سوى المقاومة.. وعلى هذه ألا تفرق سواعد مقاوميها بين الغرب وأمريكانه وصهاينته وعربه.