قصة قصيرة جداً.. منغـــولي
بقلم: نازك ضمرة/ أمريكا
المشهد الأول
ولد له طفل بملامح منغولية، خجل الرجل فأهمله، حاول ان يتخلص منه بإهماله، وفي كل مرة يتنبه الجيران فيضطرونه ليأخذه للمستشفى، وصار يتركه ولا يسأل عنه في مستشفيات الدولة، نما الطفل في دار الرعاية وحبا ثم مشى، عادوا فسلموه لوالديه، لكن الأب ظل نافرا منه لأنه لم يستطع فهمه ولا تحمل تخلفه، فأهمله ثانية، حتى اوشك على الموت، فوصل الأمر للسلطات الحكومية ثانية وثالثة، فحكم القاضي أن تتعهد الدولة بابنها، ابن الطبيعة، وابن الطبيعة هذا هو ابن البلد، كبر الطفل واكتشف معلموه قوة بصره، وهدوء أعصابه، فدربوه على ان يقنص بالرصاص ما تقع عينه عليه، لاينساه ولا يخطئه.
المشهد الثاني
جرت الحرب على البلد، فاحتاج الجيش كل الشباب، وضع ابن الطبيعة في مكان مشرف محمي، نظر أمامه فشاهد شجرة كبيرة هرمة تقاوم الفناء، منزوية بعيدا عن ارض المعركة، تمكن من الوصول لها فدخل في جوف جذعها الفارغ المنخور، واكتشف خرقا لرأس البندقية، هو لا يعرف لماذا يقاتل، لكن تم تدريبه لإطلاق الرصاص على العدو، وملابسهم مختلفة عن جنود بلده،
يصطاد ابن الطبيعة جند الأعداء ويتساقطون، دون ان يعرفوا كيف يصيبهم الرصاص، ولا يجدوا امامهم جيشا ولا رجالا ولا دبابات، اغتاظ قائد الجيش المقابل، فقرر أن يحاول اكتشاف السر بنفسه، لم يصدق عدد القتلي بالعشرات من جنوده المتقدمين في ساحة المعركة، يتقدمون ولا يعودون، وما إن برز برأسه من خلف متراسه حتى أصابت الطلقة قائد المعركة بنفسه، فصدر الأمر لجنود العدو بالانسحاب من ارض المعركة، لكن طائرات العدو ظلت تغير على ساحة المعركة لتضمن انسحاب جنودهم، وبطريقة الأرض المحروقة، ابادت معظم الأشجار والنباتات الموجودة هناك.
المشهد الأخير
دبابة عليها مدفع ضخم، وحولها عشرات السيارات، تحمل ما تبقى من جثمان البطل ابن الطبيعة الذي حمى الوطن، قال ابوه الذي كان محل تكريم، نعم إن الطفل الذي لايستطيع اهله ان يحموه فبلاده تحميه، وانا أعتز ببلادي فهي التي تحميني وابنى يحمي بلادي
12 مارس 2019