مشاهد الدموع والدماء مازالت تروي قصص واسماء ضحايا هجوم نيوزيلندا

 

ما زالت الشهادات عن دقائق الهلع والدم التي شهدها مصلو مسجدي كرايست تشيرش تتوالى، قصص حياة مبتورة لأبطال هذه المأساة بدأت تحكى تباعاً.

خمسون شخصاً قضوا بحسب الأرقام الرسمية، وخمسون آخرون بين مصاب ومفقود، ليصل العدد الإجمالي إلى مئة بحسب ما أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردرن.

ضحايا الهجوم الإرهابي تنوعت جنسياتهم بين عرب وآسيوين بشكل أساسي، معظمهم ينحدرون من باكستان والهند وأفغانستان وبنغلادش وإندونيسيا والسعودية والعراق ومصر والأردن وفلسطين وسوريا.

فيما يلي قصص لبعضهم، من رحل، ومن منحته الحياة فرصة ليحيا ويروي :

الراحلون

حسناء أحمد

يرفض فريد أحمد أن يدير ظهره لوطنه الثاني، وما زال رغم الألم والرعب يعتبر نيوزيلندا بلداً عظيماً، على الرغم من فقدان زوجته حسناء أحمد البالغة من العمر 45 عامًا في هجوم مسجد النور.

كانت دقائق انفصلا فيها للذهاب إلى الحمام عندما وقعت الفاجعة.

شاهد أحمد في وقت لاحق شريط فيديو لإطلاق النار على زوجته بعد بث القاتل لجريمته مباشرة على موقع فيسبوك.

يقول أحمد، الذي ينحدر من بنغلاديش :”أعتقد أن بعض الناس، عن قصد، يحاولون كسر الوئام الذي لدينا في نيوزيلندا، لكنهم لن يفوزوا. لن يفوزوا. سنكون متناغمين”.

سيد عريب أحمد

انتقل سيد، 26 عاماً، مؤخرًا من موطنه في كراتشي الباكستانية للعمل في نيوزيلندا للمساعدة في إعالة أسرته في الوطن.

يوم امس الاول السبت، أبلغت وزارة الخارجية الباكستانية عائلته أنه كان من بين قتلى المسجد.

وصفه عمه محمد مظفر خان، بأنه متدين للغاية، يصلّي خمس مرات في اليوم، وأن التعليم كان دائماً أولويته الأولى.

قال خان: “لقد ذهب إلى نيوزيلندا مؤخرًا حيث حصل على وظيفته، لقد بدأ حياته المهنية لتو، لكن الأعداء أنهوها ”

ومن المتوقع أن تصل جثة أحمد إلى هناك في الأيام المقبلة.

فرهاج أحسن

انتقل مهندس البرمجيات البالغ من العمر 30 عاماً إلى نيوزيلندا قبل ست سنوات من مدينة حيدر أباد في الهند، حيث لا يزال والداه يعيشان، وفقًا لمومباي ميرور.

وقال محمد سيد الدين والد أحسن للصحيفة يوم السبت “تلقينا الأخبار المزعجة.”

كان الأصدقاء والعائلة يحاولون الوصول إلى إحسان منذ الهجوم.

أحسن كان متزوج ولديه ابنة عمرها 3 سنوات وابن رضيع.

عبد الله ديري

تمكن أربعة من أطفال عدن إبراهيم ديري الخمسة من الفرار من هجمات يوم الجمعة الماضي، لكن الأصغر، عبد الله، 4 سنوات، قتل.

وهربت أسرة ديري من الصومال في منتصف التسعينيات كلاجئين واستقروا في نيوزيلندا.

وقال عم عدن الديري عبد الرحمن حاشي، وهو إمام في مسجد دار الهجرة في مينيا بوليس، لصحيفة نيوزيلاند هيرالد: “لا يمكنكم تخيل شعوري، كان أصغر أفراد الأسرة. هذه مشكلة التطرف. بعض الناس يعتقدون أن المسلمين في بلادهم جزء من ذلك، لكن هؤلاء أناس أبرياء “.

علي المدني

هاجر المدني وزوجته من الإمارات العربية المتحدة في عام 1998. لطالما حث المهندس المتقاعد في كرايست تشيرش أطفاله أن يكونوا أقوياء وصبورين، لذلك هذا ما يحاولون فعله بعد المأساة، كما قالت ابنته مها المدني.

وقالت “لقد اعتبر نيوزيلندا وطنًا ولم يفكر أبدًا في حدوث شيء كهذا هنا”.

قالت إن والدتها “تظل قوية قدر الإمكان. أخي الأصغر ليس في حالة جيدة بعد سماع الأخبار “.

عطا عليان

توفي عطا عليان، الذي كان في الثلاثينيات من عمره، متأثراً بجراحه جراء إطلاق النار، على حد قول معاذ عليان، عمه، لوكالة أسوشيتيد برس.

والده محمد عليان، وهو أردني في الستينيات من عمره وشارك بتأسيس أحد المسجدين في 1993، كان من بين الجرحى، بحسب ما أفاد معاذ بعد تحدثه إلى زوجة محمد.

وقال معاذ إن شقيقه ساعد في إنشاء المسجد بعد عام من وصوله إلى نيوزيلندا، حيث كان يدرس الهندسة في إحدى الجامعات ويدير الاستشارات. وقال إن أخاه زار الأردن آخر مرة قبل عامين.

ليليك عبد الحميد

نعى طيران نيوزيلندا مهندس صيانة الطائرات الذي يعمل في الشركة منذ فترة طويلة والذي لقي حتفه في هجوم مسجد النور.

وقال كريستوفر لوكسون، الرئيس التنفيذي لشركة طيران نيوزيلندا: “لقد كان ليليك جزءًا مهمًا من فريقنا الهندسي في كرايست تشيرش منذ 16 عامًا ، لكنه تعرف أولاً على الفريق حتى قبل ذلك عندما عمل مع مهندسي طائراتنا في وظيفة سابقة في الخارج، إن الصداقات التي صنعها في ذلك الوقت دفعته إلى التقدم للحصول على وظيفة في طيران نيوزيلندا والانتقال إلى كرايست تشيرش، سيشعر الفريق بخسارة فقدانه”.

ليليك كان متزوجاً ولديه طفلان.

وأضاف لوكسون أن ليليك وزوجته نينا وولديهما زانيا وجيرين معروفون ومحبوبون من قِبل فريق المهندسين وأسرهم، الذين يبذلون الآن كل ما في وسعهم لدعم الأسرة إلى جانب القيادة وفريق المساعدة الخاصة في شركة الطيران.

مكاد إبراهيم

فقد الطفل مكاد إبراهيم، 3 سنوات، في الهلع والفزع الذي عم المكان عندما بدأ إطلاق النار في مسجد النور، بينما فر أخوه الأكبر عابدي، وتظاهر والده بأنه ميت بعد إطلاق النار عليه.

وبحثت العائلة عبثًا عن الطفل في مستشفى كرايست تشيرش قبل أن تنشر بعد ذلك صورة لمكاد، مبتسماً مع عابدي، مع تعليق يقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون، سنفتقدك بشدة”.

ووصف عابدي شقيقه الصغير بأنه “كان مفعم بالحيوية واللعب وكان يحب الابتسام والضحك كثيرًا” ، معترفًا بأنه لا يشعر سوى بالكراهية لقاتله.

محمد عمران خان

لافتة مكتوبة بخط اليد على واجهة مطعم محمد عمران خان في كرايست تشيرش تقول إن المطعم مغلق.

حفنة من الزهور الوردية وضعت في مكان قريب.

يقول صاحب المتجر الملاصق جايمن باتيل إنه ساعد الموظفين للحصول على مفاتيح المطعم بعد الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة خان.

قال باتيل إن خان كان لديه ابن يبلغ من العمر 10 أو 11 عاماً، وأضاف أنه وخان كانا جيران أعمال يساعدان بعضهما البعض عند الحاجة. “نحن نساعد بعضنا البعض. هذا محزن.”

سياد ميلن

سياد ميلن، 14 عاماً، مراهق لطيف وخلوق كما يوصف، تقول أخته غير الشقيقة بريدي هنري إن طالب المدرسة الثانوية كان في مسجد النور لأداء صلاة الجمعة عندما بدأ الهجوم.

وقالت إن والدها أخبرها أن سياد شوهد للمرة الأخيرة مستلقياً على أرض المسجد ينزف من نصف جسده السفلي.

وقالت الفتاة إن والدة سياد، نوريني، كانت أيضًا في المسجد وتمكنت من الفرار.

لدى المراهق شقيقان آخران، توأم بالغ من العمر 15 عامًا وهما شعيب وكايا.

“كلهم في المنزل ينتظرون فقط، إنهم فقط ينتظرون ولا يعرفون ماذا يفعلون” تقول بريدي.

حُسْن آرا بارفين

توفيت حُسْن، 42 عاماً، جراء إصابتها بالرصاص أثناء محاولتها حماية زوجها المقعد على كرسي متحرك فريد الدين أحمد، يقول ابن أخيها محفوظ شودري، لصحيفة ديلي ستار، إحدى الصحف البنغلاديشية.

وقال محفوظ إن فريد الدين كان مريضاً منذ سنوات وأن حُسْن كانت تأخذه إلى المسجد كل يوم جمعة، توصله إلى مسجد الرجال ثم تذهب إلى مسجد السيدات.

وقال محفوظ إن أقاربه في نيوزيلندا أخبروه عندما بدأت عمليات إطلاق النار، هرعت حُسْن إلى المسجد حيث زوجها لحمايته، فنجا وقضت هي.

وقال محفوظ إن الزوجين البنغاليين انتقلا إلى نيوزيلندا في وقت ما بعد عام 1994.

خالد مصطفى

لاجئ من سوريا ، قتل في الهجوم بحسب صفحة سيريان سوليدرتي نيوزيلاند على فيسبوك.

كان خالد في المسجد مع ولديه لأداء صلاة الجمعة عندما أطلق المسلح النار.

وقالت الصفحة:”خالد مصطفى لاجئ سوري أتى مع أسرته، زوجته وأطفاله الثلاثة، إلى نيوزيلندا، التي اعتقدوا أنها السماء الآمنة، في عام 2018″.

وقال المتحدث باسم المجموعة، علي عقيل، إنه تحدث إلى زوجة مصطفى، التي تعاني من حالة رعب وفاجعة، وأضاف أنها لا تريد التحدث إلى وسائل الإعلام في الوقت الحالي.

حسين العمري

قضى في الهجوم أيضاً شاب عراقي في منتصف الثلاثينيات من عمره، مولود في أبوظبي.

وأعلنت والدته على وسائل التواصل الاجتماعي مقتله.

كانت عائلته وأصدقاؤه يبحثون عن أي معلومات متوفرة عنه بعد الهجوم.

كتبت والدته، وهي فنانة بالخط العربي، تدعى جنة عزت، على فيسبوك أن ابنها أصبح شهيدًا: “كان ابننا ممتلئًا بالحياة ويضع دائمًا احتياجات الآخرين أمامه”.

ونعت وزارة الخارجية العراقية حسين ووجهت رسالة تعزية لوالدته على الصفحة الرئيسية لموقعها، موقعة باسم وزير الخارجية محمد علي الحكيم.

نعيم رشيد وطلحة رشيد

شوهد نعيم رشيد، 50 عاماً، في شريط فيديو يحاول التصدي للمسلح، وفقًا لأخيه خورشيد.

“لقد كان شخصًا شجاعًا، وقد سمعت من عدد من الناس هناك، كان هناك عدد من الشهود، قالوا إنه أنقذ بعض الأرواح بمحاولة إيقاف هذا الرجل، لقد انتزع البندقية وأعتقد أنه أنقذ العديد من الأرواح.”.

طلحة رشيد، 21 عاماً، نجل نعيم كان من بين القتلى. أكدت وزارة الشؤون العامة الباكستانية مقتلهم في تغريدة.

نعيم كان مدرسًا في كرايست تشيرش وكان من أبوت آباد، باكستان. كان ابنه يبلغ من العمر 11 عامًا عندما انتقلت العائلة إلى نيوزيلندا.

وقال خورشيد إن شقيقه كان قد اشترى تذكرة طيران إلى باكستان من أجل لم شمل العائلة في أيار/ مايو.

وتريد والدة راشد بيبي البالغة من العمر 75 عامًا السفر إلى نيوزيلندا لإلقاء نظرة أخيرة على ابنها وحفيدها. وقالت “أريد أن تأخذني الحكومة النيوزيلندية إلى هناك حتى أتمكن من إلقاء نظرة أخيرة على ابني الحبيب وحفيدي طلحة”.

الجرحى

إلين ضراغمة

يقول صبري ضراغمة إن ابنة أخته البالغة من العمر 4 سنوات تصارع من أجل البقاء بعد إصابتها في الهجوم، ويضيف أن إلين لا تزال “في مرحلة الخطر” في حين أن والدها وسيم – شقيق صبري – في حالة مستقرة.

يقول صبري إن وسيم البالغ من العمر 33 عامًا انتقل إلى نيوزيلندا قبل خمس سنوات وكان يصفها بأنها “أكثر الأماكن أمانًا التي يمكن أن يعيش فيها أحد”.

وينحدر وسيم وابنته من أصل فلسطيني، لكنهما يحملان الجنسية الأردنية، مثل العديد من الأشخاص الآخرين المدرجة أسماؤهم كمواطنين أردنيين بين القتلى والجرحى في هجمات المسجد.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية يوم امس الاول السبت إن أربعة فلسطينيين على الأقل كانوا من بين القتلى، لكنها نوهت بأنهم من الممكن أن يدخلوا بعداد جنسيات مختلفة كالأردن أو دول أخرى.

شحادة نصاصرة

شحادة نصاصرة، 63 عاماً، الذي أصيب في إطلاق النار على المسجد النيوزيلندي، يقول إنه أمضى دقائق مرعبة يرقد تحت رجلين يحتضران بينما كان المسلح يطلق النار.

وقال عن المهاجم: “في كل مرة كان يتوقف، كنت أعتقد أنه رحل. لكنه كان يعود مراراً وتكراراً. كنت خائفاً من المغادرة لأنني لم أكن أعرف أكثر الطرق أمانًا. لقد مت عدة مرات، وليس مرة واحدة. ”

حضر شحادة صلاة الجمعة في مسجد النور مع صديقه عبد الفتاح قاسم، 60 عاماً، الذي قُتل في إطلاق النار، وكلاهما في الأصل من الضفة الغربية.

ويستذكر شحادة أن ما بين 200 إلى 300 مصل كانوا في المسجد، وأنه وصديقه كانا يجلسان في المقدمة بالقرب من الإمام الذي كان يلقي الخطبة عندما اقتحم المسلح المسجد: “انتشر الذعر في كل مكان، سارعنا للخروج من باب ثان يؤدي إلى قاعة ثم إلى الشارع، لكن الرصاص سقط علينا، وقع شخصان فوقي، وكان المسلح يقترب منا ويفتح النار. قتلا وشعرت أنهما يموتان، شعرت بدمائهما، أنا شخصياً أصبت واعتقدت أني أموت”.

درس شحادة اللغة الإنكليزية في العاصمة السورية دمشق، ثم عمل كمترجم في سفارة نيوزيلندا في المملكة العربية السعودية لمدة 14 عامًا. انتقل الأب لثلاثة أطفال إلى نيوزيلندا في عام 1990. وتخرج أبناؤه الثلاثة من الجامعات في نيوزيلندا وأسسوا حياتهم فيها.

محمد أمين ناصر

كان محمد وابنه على بعد 200 متر من مسجد النور يوم الجمعة عندما وقع الهجوم. لم يكن لديهما أي فكرة عن أن رجلاً أبيض ذبح لتوه عشرات الأشخاص داخل المسجد. توقفت فجأة سيارة بقربهما ووجه رجل من النافذة مسدسًا نحوهما.

ركضا عندما بدأ الرصاص يتطاير، ولكن عمر محمد البالغ 67 عاماً لم يسمح له بمجاراة ابنه البالغ من العمر 35 عاماً، فتخلف بخطوتين أو ثلاث.

ابتعد المسلح وغرق محمد الذي يعيش في باكستان ويزور ابنه بانتظام في نيوزيلندا، بدمائه.

كان في الأسبوع الثالث من زيارته عندما تم إطلاق النار عليه، لا يزال في غيبوبة مصاباً بجروح خطيرة، على الرغم من استقرار حالته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى